إستشارات

إستشارات
TT

إستشارات

إستشارات

حمض اليوريك وتأثيراته
- ما هو حمض اليوريك، وما هي تأثيراته على الجسم؟
محمد ياسين - القاهرة
- يرتبط حمض اليوريك بمركبات البيورين Purinesالكيميائية التي توجد في أنواع مختلفة من المنتجات الغذائية الغنية بالبروتين، حيوانية ونباتية. وعند تفتيت وتكسير الجسم لهذه المركبات، خلال تفاعلات عمليات الاستقلاب الكيميائية الحيوية، تنتج عدة مركبات كيميائية من تلك التفاعلات، ومن أهمها حمض اليوريك Uric Acid. ولأن هذا المركب الكيميائي لا فائدة للجسم منه، فإنه يُعتبر إحدى «النفايات» الذائبة الموجودة في الدم والتي يجب التخلص منها عبر الكليتين، بإفرازها مع سائل البول، ولذا يُسمى أيضاً حمض اليوريك بـ«حمض البول».
وثمة عدد من المنتجات الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مركبات البيورين، والتي تناولها قد يزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم وأعضاء الجسم. وهي ما تشمل:
- الأسماك والحيوانات البحرية مثل سمك السلمون والروبيان واللوبيستر والسردين والتونا.
- اللحوم الحمراء بأنواعها، كلحم البقر والضأن والإبل والحمام.
- أعضاء الحيوانات مثل الكبد والكلى.
- أنواع البقول كالفاصوليا والفول والحمص والعدس.
- أنواع من المشروبات كالبيرة (سواء المحتوية على الكحول أو الخالية منه).
كما أن تناول بعض أنواع الأدوية قد يتسبب بهذا الارتفاع في حمض اليوريك. وأيضاً من المهم ملاحظة أن جفاف الجسم من الكمية الكافية من السوائل، أحد أهم أسباب ارتفاع مستويات حمض اليوريك عند إجراء تحليل الدم.
وفي الحالات الطبيعية ولدى غالبية الناس، فإن معظم حمض اليوريك الذائب في الدم يمر عبر الكلى ليخرج من الجسم ضمن مكونات سائل البول. ولكن لأسباب متعددة، إذا ظل ثمة الكثير من حمض اليوريك في الجسم، تحدث حالة غير طبيعية لارتفاع نسبة حمض اليوريك في الدم، وهي تُسمى طبياً بحالة «فرط حمض يوريك الدم»Hyperuricemia.
وتفيد الإحصاءات الطبية أن واحداً من بين كل خمسة أشخاص قد يُعاني من ارتفاع مستوى حمض اليوريك في الدم. ولدى غالبية الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في مستويات حمض اليوريك، لا تظهر لديهم أي أعراض أو مشاكل ذات صلة بهذا الأمر. ولذا لا يُعتبر لديهم ارتفاع حمض اليوريك حالة مرضية تستلزم المعالجة.
ولدى قلّة من الناس، قد يرتبط ارتفاع حمض اليوريك بحصول نوبات مرض النقرس أو نشوء حصاة الكلى. وللتوضيح، فعند ارتفاع مستويات حمض اليوريك بما يفوق قدرة الدم وسوائل الجسم الأخرى على إبقاء حمض اليوريك ذائباً، تتكوّن آنذاك «بلورات حمض اليوريك» في عدد من أنسجة الجسم وأعضائه. وهذه البلورات غير الذائبة تأخذ شكل الإبرة. وعندما تتراكم في المفاصل، تتسبب بمرض النقرس، الذي هو التهاب في المفصل مؤلم. كما يمكن أيضاً لتلك البلورات أن تتراكم وتستقر داخل تراكيب الكليتين، وتكّون حصوات الكلى.
وتجدر ملاحظة أن اكتشاف ارتفاع في مستوى حمض اليوريك في الدم لا يعني تلقائياً تشخيص الإصابة بمرض النقرس، بل إن تشخيص حالة النقرس بشكل دقيق يتطلب التأكد من وجود تلك البلورات في السائل المسحوب من المفصل المتورم والملتهب، أو الكشف عن وجودها بواسطة تصوير خاص للعظام والمفاصل كالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية.
وإذا لم يتم علاج هذه الحالة وارتفعت مستويات حمض اليوريك وزادت معدلات تراكم تلك البلورات في الجسم وأعضائه، فقد تؤدي في المراحل المتقدمة إلى تلف دائم في العظام والمفاصل والأنسجة وأمراض الكلى وأمراض القلب. كما تُظهر نتائج الأبحاث الطبية وجود صلة بين ارتفاع مستويات حمض اليوريك وبين ارتفاع احتمالات الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد الدهنية.
جهاز الهولتر
- ما هو جهاز الهولتر؟ ومتى يتم استخدامه؟
أ. ن. - لندن
- يستخدم الأطباء وسيلة جهاز الهولتر Holter Monitorمن أجل التسجيل المتواصل لكل نبضات القلب خلال 24 ساعة أو 48 ساعة. وهو جهاز صغير بحجم علبة الكبريت ويعمل بالبطارية.
ويتم تثبيت جهاز الهولتر على الصدر، وتتصل به ثلاثة أقطاب كهربائية ذات أسلاك مثبتة على جلد الصدر المُغلف لمنطقة القلب، وذلك بواسطة لصقة جلدية صغيرة الحجم (مثل التي يتم لصقها بالجلد أثناء إجراء رسم تخطيط كهرباء القلب ECG)).
وأثناء ارتداء جهاز الهولتر يتم تسجيل النشاط الكهربائي للقلب بشكل متواصل.
ثم يعود المريض إلى منزله ليزاول أعماله وأنشطته اليومية المعتادة، وخلال ذلك يستمر الجهاز في التسجيل المتواصل لكل نبضات القلب، ويُطلب من المريض تدوين وقت ممارسة مختلف الأنشطة البدنية التي يقوم بها خلال تلك الفترة، والتي منها النوم والاستيقاظ وممارسة الرياضة وغيرها.
كما يُطلب من المريض أيضاً تدوين وقت شعوره بالخفقان لو حصل. ثم في اليوم التالي، وبعد مرور 24 ساعة، يعود المريض إلى العيادة كي يقوم الفني المختص بفك الجهاز. ثم يتم تفريغ النتائج في الكومبيوتر من أجل تحليل كافة النشاط الكهربائي للقلب، ليتم في النهاية إعداد التقرير الطبي الخاص بذلك.
ويلجأ طبيب القلب لطلب إجراء هذا الفحص في عدة حالات، منها:
- تشخيص مدى وجود أي نوع من اضطرابات إيقاع نبض القلب عند شكوى المريض من الخفقان.
- تشخيص مدى وجود أي نوع من اضطرابات إيقاع نبض القلب عند شكوى المريض من نوبات الإغماء أو الدوخة، وخاصة إذا رافقها الشعور بالخفقان.
- مراقبة كيفية استجابة القلب للعودة إلى النشاط الطبيعي بعد نوبات الجلطة القلبية، وذلك لتشخيص نوعية مشاكل اضطرابات إيقاع نبض القلب التي قد تتسبب إما بالخفقان (شعور المرء بنبض القلب)، أو بالشعور بدوار الدوخة، أو بالإغماء.
- متابعة الحالات المرضية لاضطرابات إيقاع نبض القلب، مثل الارتجاف الأذيني (أحد اضطرابات إيقاع نبض القلب الشائعة نسبياً)، أو الأنواع الأخرى ذات التأثيرات الصحية السلبية، سواء التي فيها بطء في نبض القلب أو تسارع فيه.
وفي كثير من الحالات التي يشكو منها المريض من الخفقان، لا يتم رصد أي اضطرابات في إيقاع نبض القلب رغم شعور المريض بالخفقان أثناء ارتداء جهاز الهولتر. وفي بعض الأحيان، قد يطلب الطبيب تمديد فترة ارتداء الجهاز لمراقبة إيقاع نبض القلب لمدة أطول، 48 ساعة مثلاً، أو يُكرر ذلك لمدة 24 ساعة.
ولا توجد أي مخاطر صحية من إجراء هذا الفحص، وفي أحيان نادرة جداً قد تحصل تفاعلات الحساسية الجلدية في موضع اللصقات الجلدية.

الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».