مزاد «مجموعة نجد» للفن الاستشراقي يحصد 33.5 مليون استرليني

«درس القرآن» الأعلى سعراً بـ6.5 مليون دولار

لوحة بائع السجاد في القاهرة للفنان تشارلز روبرتسون
لوحة بائع السجاد في القاهرة للفنان تشارلز روبرتسون
TT

مزاد «مجموعة نجد» للفن الاستشراقي يحصد 33.5 مليون استرليني

لوحة بائع السجاد في القاهرة للفنان تشارلز روبرتسون
لوحة بائع السجاد في القاهرة للفنان تشارلز روبرتسون

تربعت لوحة «درس القرآن» للفنان التركي عثمان حمدي بك على قمة مبيعات مزاد دار سوذبيز لـ40 لوحة من «مجموعة نجد» التي تعد من أشهر مجموعات الفن الاستشراقي في العالم. وحققت اللوحة في المزاد الذي أقيم ليلة أول من أمس بمقر الدار بشارع «نيو بوند ستريت» مبلغ 6 ملايين دولار، فيما حصد مزاد «مجموعة نجد» للفن الاستشراقي 33.5 مليون استرليني.
عثمان حمدي بك تألق بشدة في الموسم الفني الحالي، خصوصاً مع بيع لوحته «قارئة القرآن» المرسومة في عام 1880 في مزاد لدار بونامز بسعر تجاوز 6 ملايين دولار لمتحف الفن الإسلامي بماليزيا الذي أعارها بدوره لتعرض بعد ذلك ضمن معرض المتحف البريطاني «إلهام من الشرق». كما تعرض لوحته «سيدة من إسطنبول» (1881) للبيع في مزاد بفيينا بمبلغ قد يصل لمليون ونصف المليون دولار. ويعود الاهتمام بأعمال الفنان لكونها محدودة العدد خارج تركيا، حيث تُعامَل أعماله على أنها إرث قومي ويمنع إخراجها من البلاد، كما يتميز الفنان الذي درس بفرنسا وتأثر بالفنان الفرنسي جان لوي جيروم، بأن لوحاته اعتبرت على أنها جسر ما بين الشرق والغرب؛ فالفنان رسم الشرق كما يعرفه، لكن بأسلوب غربي.
تتميز «مجموعة نجد» بقيمتها الفنية الرفيعة وبالمواضيع التي تناولتها اللوحات ما بين مشاهد من المدن الإسلامية في المشرق مثل دمشق والقاهرة ويافا. وهي المشاهد التي جذبت أعين فناني أوروبا والغرب وجسدت لهم جماليات خاصة في الشرق، وكان جل تركيز فناني الاستشراق على الحياة في الشارع والأسواق والمباني التراثية. وحرص كل فنان على نقل التفاصيل الدقيقة والألوان مع الاختلاف بين أولويات كل فنان.
يرى كلود بيننغ، رئيس قسم الفن الإستشراقي بالدار، أن مبيعات المزاد تمنحه تصنيفاً خاصاً كالأكثر قيمة بين مزادات هذا النوع من الفنون. ويضيف أن المبلغ النهائي يعد «مكافأة مستحقة لمجموعة بهذه القيمة، إنه يوم إيجابي جداً لسوق الفن الاستشراقي فقد حققنا 10 أرقام قياسية للفنانين المشاركين، مثل جان لوي جيروم وبوفايندز». أسأله إن كانت لوحة «درس القرآن»، وهي الأعلى سعراً في المزاد، قد حققت أيضاً رقماً قياسياً لأعمال عثمان حمدي بك ويجيب قائلاً: للأسف لا، فقد بيعت لوحته (قارئة القرآن) في مزاد دار بونامز الشهر الماضي بمبلغ أعلى من ذلك، غير أن ذلك لا يمنع أن لوحته هنا حققت سعراً عالياً».
ولن تبتعد اللوحات المبيعة من «مجموعة نجد» وهي 36 لوحة من أصل 40 لوحة معروضة، عن العالم الإسلامي والشرقي الذي تمثل في لوحاتها، فحسب بيننغ أثار المزاد اهتماماً كبيراً من المقتنين في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب أوروبا وأميركا، وأضاف: «يمكننا القول بأن الكثير من اللوحات المبيعة ستتجه إلى العالم الإسلامي».
في شهر شهد اهتماماً كبيراً بالفن الإستشراقي من خلال مزادات في بونامز وسوذبيز، إضافة إلى عرض المتحف البريطاني «إلهام من الشرق» أجدني أتساءل إن كان هذا الفن يعيش حالة من الانتعاش أخيراً، ويجيبني بيننغ قائلاً: إن مزاد «مجموعة نجد» يعد استثنائياً؛ فهو يضم لوحات استثنائية لفنانين عظام، وهو ما شجع المشترين القدامى وأيضاً جذب مشترين جدداً يريدون تكوين مجموعات خاصة بهم ولا أفضل من أن يبدأوا بأعمال من هذه القيمة الفنية العالية لتكون ركائز لمجموعاتهم.
ومن ناحية السوق الفنية لمثل هذه الأعمال، يعلق الخبير بأن المزاد يعد الأكثر قيمة في مزادات الفن الاستشراقي منذ 34 عاماً عندما أقامت الدار مزاداً ضخماً للفن الاستشراقي من ممتلكات شركة «كورال بيتروليوم» في عام 1985، ويضيف: «الطريف أن 12 عملاً من تلك المجموعة شكلت جزءاً مهماً من (مجموعة نجد) بعد ذلك».
الفنان لودفيغ دويتش تميزت لوحاته بدقة تصويرها للتفاصيل الدقيقة في البيوت والأزياء والأبواب المزخرفة، ولا عجب أن تباع جميع لوحاته في هذا المزاد وعددها سبعة وتحصد 13.9 مليون دولار من مجمل إيرادات المزاد وحققت لوحته المدهشة «الزيارة» رقماً قياسياً لأعماله 5.6 مليون دولار. يشير بيننغ إلى أن لوحة «الزيارة» تغلبت في السعر على لوحة أخرى لدويتش تناولت الموضوع نفسه كانت الدار قد باعتها في عام 2013 وحققت وقتها رقماً قياسياً.
من لوحات جان ليون جيروم، وهو الأكثر شهرة بين جميع الرسامين المستشرقين، حققت اللوحة السينمائية «عابرون للصحراء»، رقماً قياسياً بلغ 4.1 مليون دولار. وسجل المزاد أرقاماً قياسية لفنانين آخرين لكل من غوستاف باورفيند، وجورج سيمور، وتشارلز وايلدا، وإوجين فرومنتين، وخوسيه بن ليليور جيل، وتشارلز روبرتسون، وويليام لوغسديل.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.