شاشة الناقد: The Addams Family

The Addams Family
• إخراج: غريغ تييرنان وكونراد ڤيرنون
• الولايات المتحدة (2019)
• تقييم: (لا يستحق)
هروب إلى المصحة

بعد نحو نصف ساعة من بداية الفيلم ‫نظر الأميركي الجالس مباشرة أمامي إلى ولديه وقد استغرقا في النوم ‬وهزهما وقال لهما مؤنباً بصوت مسموع «لقد دفعت 30 دولار لمشاهدة الفيلم وليس للنوم فيه». بعد قليل سمعت شخيره. الرجل استسلم وشارك ولديه في الاستراحة.
ضحكت في سري وفكرت في إن النوم هو نقد مباشر وطبيعي لا بد من استخدامه حيال أفلام لا إثارة فيها ولا روح. بعضها، كهذا الفيلم، موجه لكل الأعمار ويلجأ إلى سينما الرسوم لإيصال غايته، لكنه يستحق أن يستغله المرء كوسادة يتكئ عليها.
«عائلة أدامز» الجديد فيلم كرتوني من مخرجين ينتميان لجيل يأمل أكثر مما يحقق هما غريغ تييرنان وكونراد ڤيرنون. لا بد إنهما استندا (والشركة المنتجة MGM كذلك) أكثر مما يجب على حقيقة أن شخصيات تلك العائلة الممسوخة والمشوّهة عن عمد معروفة لدى الجمهور الأميركي من أيام ما ظهرت على شاشة التلفزيون في مسلسل ساخر (ومؤذٍ أيضاً) في الستينات. بالتالي لا بد أنها ستجذب الجمهور الصغير والكبير إلى الصالات كحال النسختين السينمائيتين اللتين تم إنتاجهما في التسعينات.
لكن نسختا المخرج باري ليفنسون ليستا نموذجاً يُحتذى ولو أنهما أنجزا بعض النجاح التجاري. حتى وإن كانا نموذجاً محتملاً، فإن جمهور اليوم يختلف إن لم يكن برغبته في مشاهدة أفلام ترفيهية، فلناحية معرفة ما يختاره منها.
يبدأ الفيلم بعرس حسب شعائر غريبة. العروس هي مورتيسيا (تشارليز ثيرون) والعروس غوميز (أوسكار أيزاك) لكن لا أحد من الجيران سعيد بانتقال العريسين اللذين الغريبية وغير الطبيعيين للعيش بينهم. يخشى العريسان رد فعل عنيف فيهربان سريعاً في عتمة الليل ويهتديان إلى مستشفى مهجور للأمراض العصبية. مكان يصلح للإقامة الطوعية لحين تتطوّر الأحداث فيما بعد. تمر سنوات ويرزقا بولدين كل منهما يعاني من مشاكل نفسية وتبعاً لذلك تنمو من حول الجميع المواقف والشخصيات ذات الأطوار الغريبة بينما يواصل الفيلم صد المجتمع لها كما لو أنه يصف صد المشاهدين له (أنجز الفيلم افتتاحاً أقل من معتدل).
يجهد السيناريو (من كتابة مات ليبرمان الذي وضع قصص أفلام كرتونية سابقة) لتقديم ما هو مثير ويدعو للضحك. لكن لا الإثارة تقع ولا الضحك كذلك. وينجز الفيلم قدراً قليلاً من فن الأنيميشن والتحريك. بعض شخصياته تبدو طبيعية وبعضها الآخر ناشزة لكن ليس من بينها ما هو مثير أو يستحق الإعجاب.
قبل انتهاء الفيلم بنحو ربع ساعة أيقظ أحد الولدين أبيه وقال له «أريد أن أذهب». هذه المرّة لم يعارض الأب نهض قبلهما.