المغرب... تنمية مستمرة ونشر ثقافة التسامح

صدر أخيراً عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» للزميل خيرالله خيرالله كتاب جديد بعنوان «محمد السادس: عشرون عاماً ملكاً»، يتناول فيه مسيرة العاهل المغربي الملك محمد السادس منذ تسنمه العرش.
الكتاب الواقع في 343 صفحة من القطع المتوسط يضم جزأين، ضم الجزء الأول 16 فصلاً، وفي الثاني أربعة فصول. ولقد اختار المؤلف، الذي يتمتع بإلمام كبير في الشؤون السياسية المغربية التي تابعها لفترة طويلة صحافياً وباحثاً، أن يخوض عبر فصول الجزء الأول في جوانب متعددة من السياسات الداخلية والخارجية وبكثير من التفصيل. وجاء الانطلاق من التركيز على موضوع التنمية، إذ كتب في المقدمة: «لم يتوقّف قطار التنمية في المغرب يوماً منذ عشرين عاماً. هناك عملية ربط بين كل المدن والمناطق المغربية بعضها البعض من أجل أن يكون هناك تكامل فيما بينها في سياق النهوض بالاقتصاد على مستوى المملكة كلها».. ويضيف: «يتحوّل المغرب شيئا فشيئاً إلى بوابة أوروبا إلى أفريقيا وبوابة أفريقيا إلى أوروبا في الوقت ذاته».
أما فصول الجزء الثاني الأربعة، فتناقش مسيرة السنوات العشر الأخيرة في المغرب وما شهدته من إصلاحات داخلية كبيرة و«نشر ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر بعيداً عن أي نوع من أنواع التطرّف الديني»، وعودة إلى المجال الأفريقي «الذي لم يتركه يوماً»، مع استمرار «عملية بناء مغرب أكثر إنسانية، متصالح مع نفسه ومع محيطه». في هذه الفصول يتطرق المؤلف إلى آفاق ما بعد «الربيع العربي» وتعامل المغرب مع أحداثه بما في ذلك خطاب الملك يوم 9 مارس (آذار) 2011، ومن ثم، ما تحقق بعد المباشرة بتطبيق «دستور 2011» من اتجاه إلى دفع البلاد إلى الدخول في عصر الديمقراطية المتطوّرة وتعزيز الدستور الجديد عن طريق «توازن السلطات الثلاث» التنفيذية والتشريعية والقضائية مع بقاء المؤسسة الملكية «المرجعية الكبرى لتحقيق التوازن المطلوب».
ختاماً، يحفل هذا الكتاب بمعلومات مثيرة، ويأخذ القارئ في رحلة ممتعة مع التاريخ والجغرافيا، وتحديات التنمية، والحياة الحزبية، والسياسة الإقليمية والعربية والدولية. ويشكل بحق إضافة قيمة لمكتبة كل متابع للشؤون السياسية في العالم العربي.