مقتل عشرات الانقلابيين في معارك صعدة وحجة

TT

مقتل عشرات الانقلابيين في معارك صعدة وحجة

سقط عشرات الانقلابيين بين قتيل وجريح، الأربعاء، في معارك مع الجيش الوطني اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة بمحافظة حجة، شمال غربي صنعاء، وذلك في عملية صد هجوم نفذته عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية على منطقة الطينة، شمال مديرية عبس، شمال غربي حجة، بحسب ما أكده مصدر عسكري.
جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من سقوط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، خلال مواجهات مع الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة، عقب تصدي الجيش لمحاولات تسلل مجاميع حوثية إلى مواقع الجيش في قرية الشبكة، بعزلة بني حسن شمال مديرية عبس، وفقاً لما أكده مصدر عسكري قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، يواصل تكبيد الميليشيات الانقلابية، منذ أيام، خلال المعارك وغارات التحالف، الخسائر البشرية والمادية؛ حيث تمكنت قوات الجيش الوطني من إحراز تقدمات كبيرة، وتحرير عدد من المواقع والقرى التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، وأبرزها مديريات مستباء وعبس وحرض».
إلى ذلك، تكبدت ميليشيات الانقلاب، خلال الـ48 ساعة الماضية، خسائر بشرية ومادية في ثلاث جبهات رئيسية بمعقلها بمحافظة صعدة، شمال غربي صنعاء، رازح والضاهر وباقم، وذلك في معارك مع الجيش الوطني، وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
ونقلت قناة «العربية» عن مصدر قوله إن «القيادي الحوثي حمزة الشعباني، قائد عمليات (لواء الصماد 2) قتل مع عشرات من عناصر الميليشيات خلال مواجهات مع قوات الجيش الوطني، في جبهة الملاحيط بمديرية الظاهر جنوب غربي محافظة صعدة».
وقال متحدث باسم المنطقة العسكرية الخامسة إن «قوات الجيش، وبمساندة طائرات تحالف دعم الشرعية، تمكنت من استدراج عناصر ميليشيات الحوثي، بعد رصد تحركات لها في محاولة لشن هجمات على مواقع الجيش. وتم صد الهجوم وتوجيه ضربة قاسية لهم، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات بينهم عناصر قيادية، بينما لاذت بقية العناصر الحوثية بالفرار مخلفة وراءها كميات من الذخائر والأسلحة وأجهزة الاتصالات».
وأعلن الجيش الوطني سقوط 16 انقلابياً، الثلاثاء، بين قتيل وجريح، في معارك مع الجيش في جبهة رازح، غرب. ونقل عبر موقعه الرسمي «سبتمبر.نت» عن قائد مدفعية محور رازح العقيد عدنان جسار، تأكيده أن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعاً لميليشيا الحوثي في بني معين بمديرية رازح، وأصابت التجمع الحوثي بدقة عالية، وذلك خلال استعداهم للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني التي حررها يوم الاثنين».
وقال إن «القصف أسفر عن مصرع أكثر من ستة عناصر من الميليشيا الحوثية، وإصابة 10 آخرين»، مضيفاً أن «الخسائر التي لحقت بالحوثيين تمثل ضربة كبيرة لهم، تضاف إلى سجل الضربات الموجعة التي تلاحق تجمعاتهم من وقت لآخر وعلى مختلف الجبهات».
من جانبه، أشاد قائد محور رازح اللواء حمود الخرام «بجهود قوات الجيش الوطني المرابطين في مواقع الشرف والبطولة، للتصدي لعصابات الحوثي الإجرامية المدعومة من إيران». وأكد على «أهمية الاستعداد والجاهزية التامة والثبات أمام كل التحديات، مهما كان حجمها، موضحاً أن قوات الجيش الوطني مستمرة في عملية استكمال تحرير ما تبقى من مديرية رازح».
وفي الضاهر، جنوب غربي صعدة، استدرج الجيش الوطني مجاميع من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، إلى كمين محكم. ونقل مركز إعلام الجيش عن مصدر عسكري تأكيده أن «قوات الجيش الوطني المرابطة في جبهة الملاحيط رصدت، خلال اليومين الماضيين، تحركات مكثفة لميليشيات الحوثي، تنبئ بمحاولتها تنفيذ هجمات على مواقع الجيش في الظاهر». موضحاً أن «قوات الجيش وضعت خطة محكمة لاستدراج هذه المجاميع، وتوجيه ضربة قاسية لها، وهو ما تم باستدراجها إلى بعض المواقع في جبهة الملاحيط، ومن ثم جرى التعامل معها بإسناد من تحالف دعم الشرعية». وأكد المصدر ذاته أن «العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية سقطوا بين قتيل وجريح، بنيران الجيش وبغارات مقاتلات التحالف»، وأن «كثيراً من عناصر الميليشيات فرت من المواقع التي تسللت إليها، مخلفة وراءها كميات من الذخائر والأسلحة وأجهزة الاتصالات».
وقال إن «الجيش الوطني تمكن، الثلاثاء، من القضاء على العناصر الحوثية المهاجمة، وإعادة الأمور إلى طبيعتها في المنطقة»، لافتاً إلى أن «قادة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً تحاول صناعة انتصارات وهمية، لاقتياد المغرر بهم إلى محارق الموت»، مؤكداً «الجاهزية العالية التي يتمتع بها الجيش في مديرية الظاهر وبقية المديريات بمحافظة صعدة، واستعدادهم لمواصلة التقدم حتى دحر الميليشيات الحوثية الإرهابية من المحافظة بالكامل، وتخليص المواطنين من ظلمها وجبروتها، ورفع علم الجمهورية في جبال مران، وفاء لعهد فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن عبد ربه منصور هادي».
أما في البقع، شمال صعدة، فتكبدت الميليشيات الحوثية الخسائر البشرية الكبيرة في معاركها مع الجيش الوطني، المسنود من تحالف دعم الشرعية في اليمن، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وقال قائد لواء التوحيد، العميد عبد الرحمن اللوم، إن «قوات الجيش الوطني مسنودة بمقاتلات ومدفعية تحالف دعم الشرعية، استهدفت رتلاً عسكرياً للميليشيات الحوثية في سلسلة جبال رشاحة الاستراتيجية، بعد محاولتها التسلل داخل التباب والمرتفعات».
وأضاف، بحسب مركز إعلام الجيش، أن «قوات الجيش الوطني من منتسبي (لواء التوحيد) كسرت هجوماً للميليشيات في جبال رشاحة الاستراتيجية والمليل التابعة لمديرية كتاف والبقع، وتكبدت الميليشيات في المعارك الدائرة التي حاولت فيها اختراق قطاعات رشاحة والمليل والبقع عشرات القتلى والجرحى، وتدمير عشرات الآليات القتالية دون إحراز أي تقدم يذكر».
وأكد قائد «لواء التوحيد» أن «قوات الجيش الوطني على مستوى عالٍ من الجاهزية والقتالية، ومواصلة عملياتها حتى تحرير كامل التراب من الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.