نتنياهو رئيس حكومة حتى أبريل المقبل

TT

نتنياهو رئيس حكومة حتى أبريل المقبل

لا توجد عند بنيامين نتنياهو مهمة أقدس من مهمة التخريب على بيني غانتس في جهوده لتشكيل حكومة جديدة. فمن بعد الفشل في تشكيل حكومة يواصل فيها احتلال منصب رئاسة الحكومة، أصبح هدف نتنياهو تمديد فترة رئاسته الحكومة إلى أبعد حد ممكن.
والغاية من ذلك هي أن يخوض معركته الشخصية مع القضاء الإسرائيلي من مركز قوة كرئيس حكومة. يريد أن يظل رئيس حكومة عندما يدرس المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، ملفات الفساد ليقرر ما إذا كان سيوجه لوائح اتهام وأي بنود اتهام. ويريد أن يكون رئيس حكومة في حال تقديم لوائح اتهام. ويريد أن يظهر أمام القضاة في المحكمة وهو رئيس حكومة.
فإذا نجح نتنياهو في مهمته، وأفشل جهود غانتس، فإنه سيكون على غانتس أن يعيد كتاب التكليف للرئيس رفلين بعد 28 يوماً، أي في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم. وعندها سينقل رفلين المهمة إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الذي سيعطى مهلة 21 يوماً يقرر فيها إمكانية تشكيل حكومة بجهوده الخاصة فيختار نائباً يوليه تشكيل الحكومة إذا نجح في تجميع 61 نائباً وأكثر.
ويُتوقع هنا أيضاً أن يخرب نتنياهو هذه الجهود، فيقرر الكنيست حل نفسه في 10 ديسمبر (كانون الأول) القادم. وعندها يحدد موعد الانتخابات القادمة بعد ثلاثة أشهر، أي في 10 مارس (آذار) من سنة 2020. ولكن هذا اليوم يصادف عيد المساخر عند اليهود وسيكون من الضروري تأجيل الموعد أسبوعاً واحداً على الأقل، فتجري الانتخابات في 17 مارس. وإذا نجح الفائز بتشكيل حكومة من الضربة الأولى، أي خلال 28 يوماً، فإن نتنياهو سيبقى في الحكم حتى أبريل (نيسان) 2020، وإذا لم ينجح المرشح فإنه سيبقى مدة أطول. وهذا ما يخطط له نتنياهو. وهذا ما يحاول غانتس منعه بأي ثمن. ويبذل كل جهد لإقناع ليبرمان بذلك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.