منظومة تدريبية للهوية التراثية السعودية يرسيها المجمع الملكي للفنون

أرسى الحراك الثقافي في السعودية انطلاقة جديدة لمشهده، بوصفه أحد أهم محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية. وقاد هذا الحراك حزمة مشروعات تستهدف تفعيل دور الثقافة في الحياة العامة، مواكبة لخطة «التحول الوطني 2020».
واعتمد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، أمس (الثلاثاء)، في الرياض، خطة انطلاقة معهد الفنون التقليدية في المجمع الملكي للفنون. وسيبدأ المعهد استقبال طلبات الالتحاق به في خريف 2020، في حين يستهدف ألف طالب ومتدرب في البرامج طويلة وقصيرة المدى.
ويهدف معهد الفنون التقليدية إلى الحفاظ على الهوية المحلية، من خلال تعليم الفنون، والإسهام في حفظ التراث السعودي وصونه وتطويره، وتخريج ممارسين مؤهلين لهذا الغرض، والعمل على التوعية بالفنون، ورفع قيمة الفنان، من خلال برامج يقوم بها أو من خلال الشراكة مع القطاعات ذات العلاقة، وتعليم الفنون والحرف اليدوية عن طريق برامج معتمدة، إضافة إلى القيام بشراكات أكاديمية مع الجامعات المختلفة لتوفير برامج تعليمية.
وبيّن سلطان البازعي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، لـ«الشرق الأوسط»، أن أحد أهداف «رؤية 2030» السعي لتطوير قطاع الثقافة في السعودية، وتأسيس مراكز حاضنة للإبداع، وتوفير منصات للمبدعين للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم، وخلق صناعة ثقافية تعنى بالفن والمسرح والسينما، والأنشطة الفنية والتشكيلية، وتحويل الثقافة إلى عنصر رئيسي للتواصل بين الناس، ورافد للاقتصاد.
وأضاف البازعي: «إن الهدف من الحفاظ على الفن التقليدي ليس بالشكل المتحفي، ولكن أخذه للمستوى الثاني، كمصدر دخل حقيقي، لأن هجرها يعرضها إلى الانقراض، وهذا مالا نريده، وكذلك تعزيز (الرؤية) اتجاه السعودية إلى توسيع قاعدتها الثقافية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الثقافة، ليصبح جزءاً من تحسين مستوى معيشية المواطن السعودي، ورافداً حضارياً واقتصادياً للبلاد، فالمملكة لديها تنوع ثري جداً، والهدف هو العمل على إعادتها بشكل عصري. على سبيل المثال، العمارة التقليدية، فهي كانت تُصمم بشكل يتناسب مع البيئة، وهذه خاصية تعزز وجودها واستمراريتها، ويعمل أيضاً على ترسيخ الهوية الوطنية بهذا التراث، والكشف عن جوانب هذه الهوية».
ويأتي المعهد ضمن مبادرة أكاديميات الفنون التي أعلن عنها ضمن الحزمة الأولى من مبادرة وزارة الثقافة في مارس (آذار) الماضي، ومبادرات برنامج جودة الحياة. وكان وزير الثقافة قد أعلن في أغسطس (آب) الماضي البدء بدراسة الأكاديميات، حسب حاجة السوق، بحيث تكون الأولى متخصصة في التراث والفنون التقليدية والحرف.
وتم في وقت سابق من هذا العام إطلاق مشروع «حديقة الملك سلمان»، بمساحة 13.4 كيلومتر مربع، في أرض قاعدة الملك سلمان الجوية (مطار الرياض القديم)، مشكلة أكبر حدائق المدن في العالم. وجاء هذا المشروع ضمن 4 مشروعات نوعية كبرى في مدينة الرياض، بلغت تكلفتها الإجمالية 86 مليار ريال، واشتملت الحديقة على «مجمع ملكي للفنون» يقام على مساحة تزيد على 400 ألف متر مربع، ويضم مسرحاً وطنياً بسعة 2500 مقعد، و5 مسارح مغلقة متنوعة الأحجام، ومسرحاً خارجياً في الهواء الطلق يستوعب 8 آلاف مشاهد، إلى جانب مجمع للسينما يضم 3 قاعات وأكاديميات ومعاهد للفنون (أكاديمية الفنون البصرية، وأكاديمية فنون التمثيل، ومعهد الفنون، ومعهد الموسيقى) ومركز تعليمي يعنى بتنمية مواهب الأطفال.