نغولو كانتي... أكثر من مجرد أفضل لاعب وسط في الدوري الإنجليزي

ريال مدريد ويوفنتوس يبديان اهتمامهما بنجم تشيلسي بعد تفوقه على جميع أقرانه لأربع سنوات

كانتي أثبت أنه أهم أوراق تشيلسي في منتصف الملعب (رويترز)
كانتي أثبت أنه أهم أوراق تشيلسي في منتصف الملعب (رويترز)
TT

نغولو كانتي... أكثر من مجرد أفضل لاعب وسط في الدوري الإنجليزي

كانتي أثبت أنه أهم أوراق تشيلسي في منتصف الملعب (رويترز)
كانتي أثبت أنه أهم أوراق تشيلسي في منتصف الملعب (رويترز)

في مثل هذا التوقيت من العام الماضي كان الجميع يتحدث عن سوء توظيف النجم الفرنسي نغولو كانتي من قبل المدير الفني السابق لنادي تشيلسي ماوريسيو ساري، حيث كان المدرب الإيطالي يدفع بمواطنه جورجينيو في مركز محور الارتكاز، وهو الأمر الذي أدى إلى تغيير مركز كانتي عن مركزه الأصلي.
وكان ساري يحث كانتي على التقدم للأمام والقيام بأدوار هجومية أكبر، لكن كان من الواضح تماماً أن هذه الأدوار لا تناسب القدرات والإمكانيات التي يتحلى بها النجم الفرنسي الذي يجيد استخلاص الكرات والوقوف كمانع صد بوسط الملعب.
وكان الجميع يشعر بالغضب بسبب تغيير مركز كانتي، وظهر ذلك واضحاً خلال الأحاديث التي تدور في البرامج الإذاعية، والمقالات التي تكتب في الصحف، والآراء التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الجميع يتبارى للدفاع عن النجم الفرنسي، ولم يَلُمْ أي شخص كانتي على تراجع مستواه في بعض المباريات.
ومع نهاية ذلك الموسم، قاد ساري تشيلسي لاحتلال المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وحصل على لقب الدوري الأوروبي، ومنح اللاعب الصاعد كالوم هودسون أودي الفرصة للمشاركة في 26 مباراة مع الفريق، وكان يتعامل بمنتهى الاحترام مع كل الانتقادات التي كانت توجه إليه فيما يتعلق بالدفع بجورجينيو وكانتي معاً في خط وسط تشيلسي.
ويجب التأكيد على أن كانتي وجورجينيو يتسمان بالذكاء الكروي، وهو الأمر الذي مكنهما من تقديم أداء جيد مع الفريق الموسم الماضي. وبعد مرور عام كامل على ذلك، تزامن تحقيق تشيلسي لأفضل انتصارين له هذا الموسم - خارج ملعبه أمام ليل ثم أمام ساوثهامبتون - مع عودة الاعتماد على لاعبين اثنين في خط الوسط. وبالتالي، فإن الأخبار التي تفيد بأن كانتي قد يغيب عن المباراة القادمة لتشيلسي بسبب إصابته في أوتار الركبة خلال مشاركته مع منتخب فرنسا تبدو أكبر عقبة تواجه الفريق خلال المرحلة المقبلة.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الأخبار الأخرى في هذا الصدد هذا الأسبوع، حيث سمح ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي بنشر تقارير، من خلال القنوات المعتادة، تفيد بأنهما مهتمان بالتعاقد مع كانتي. ومع ذلك، هناك بعض الأمور التي تعيق انتقال كانتي إلى ريال مدريد، أولها أن تشيلسي لن يتخلى عن خدمات نجمه الفرنسي. وثانياً، فإن المقال المنشور على موقع «دي ماركو» الإلكتروني يؤكد على أن كانتي «يحلم بارتداء اللون الأبيض وترك تشيلسي، لأنه يعتقد أن الفريق الإنجليزي لا يمكنه الفوز بلقب هام مع المدرب فرانك لامبارد».
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل هذا هو نغولو كانتي الذي نعرفه؟ وماذا عن التزامه بالاستمرار مع تشيلسي؟ ليس من المستغرب على الأقل أن نسمع أن العديد من الأندية ترغب في التعاقد مع كانتي، لأنه قدم مستويات رائعة في إنجلترا وتأقلم سريعاً في اللعب بالدوري الإنجليزي الممتاز الذي يتسم بالقوة والسرعة.
ومن الناحية التاريخية، لم تكن كرة القدم الإنجليزية تعطي التقدير اللازم للاعب الذي يلعب محور ارتكاز في خط الوسط، لكن الوضع يختلف تماماً مع كانتي، الذي يتلقى إشادات مستمرة بفضل أدائه الدفاعي القوي والطاقة الهائلة التي يظهرها داخل المستطيل الأخضر، في الوقت الذي تعرض فيه ساري لانتقادات كبيرة بسبب رغبته في تغيير مركز كانتي داخل الملعب بالشكل الذي يرى كثيرون أنه يحد من قدرات النجم الفرنسي.
لكن من الإنصاف أن نسأل عن سبب تعرض ساري لهذه الموجة من الانتقادات، في الوقت الذي تألق فيه كانتي في مركزه الجديد أيضاً، والدليل على ذلك أنه كان اللاعب الأكثر قطعاً للكرات في الدوريات الأوروبية خلال الموسمين الماضيين على التوالي. وحتى خلال الموسم الماضي، عندما كان الفريق يلعب بطريقة تعتمد على الاستحواذ على الكرة أكبر وقت ممكن، كان كانتي لا يزال هو اللاعب الأكثر قطعاً للكرات بين جميع لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ويجب التأكيد على أن نقطة القوة الأكبر في أداء كانتي تتمثل في القدرة على قراءة أفكار لاعبي الفريق المنافسة والتحرك في المساحات التي تمكنه من قطع الكرات. ومع ذلك، لا يقتصر الدور الذي يقوم به كانتي على هذا الأمر، فخلال المباراة التي خسرها تشيلسي أمام برشلونة على ملعب «كامب نو» في دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، قدم اللاعب الفرنسي أداءً استثنائياً وشاملاً في خط وسط الفريق أمام لاعبين مثل إيفان راكيتيتش وسيرجيو بوسكيتس وأندريس إنييستا.
ولم يلعب كانتي خلال الموسم الحالي سوى ثلاث مباريات فقط مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه في هذه المباريات كان أكثر لاعبي الفريق تسجيلاً للأهداف وقطعاً للكرات في نفس الوقت، وهو ما يثبت أنه لاعب شامل ولاعب خط وسط نموذجي في الدوري الإنجليزي الممتاز.
إن القصة التي يتم تداولها من أن كانتي كان يعمل جامع قمامة في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس عندما كان طفلاً تغذي الانطباع السائد عن كون كانتي يتسم بالتواضع الشديد. لكن يجب أن نعرف أيضاً أن كانتي حاصل على مؤهل دراسي يُمكنه من العمل محاسباً، وقد أثبت أكثر من مرة أنه يفهم ممارسات التنظيم المالي والمحاسبة أفضل من معظمنا.
وبالمثل، فإن الفكرة المنتشرة بأن كانتي يُخدم على النجوم هي فكرة تقيد من قدراته في حقيقة الأمر. وقد سمعنا أن كانتي قد «سمح لبول بوغبا بأن يتألق» في كأس العالم، وأن وجوده في الملعب يسمح للاعبين باللعب بحرية أكبر، لكن ربما ما يحدث حقاً داخل الملعب يؤكد على أن كانتي لاعب شامل من طراز رفيع، والدليل على ذلك أنه حصل على مدار أربع سنوات على أربعة ألقاب كبرى من بينها كأس العالم مع المنتخب الفرنسي.
لقد صنع كانتي لنفسه تاريخاً يستحق الفخر به، منذ أن بدأ يلعب الكرة مع نادي بولوني، قبل الانتقال إلى كاين في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، ومنه إلى ليستر سيتي عام 2015 مقابل مبلغ قدره 5.6 مليون جنيه إسترليني، حيث كان عنصراً رئيسياً في تحقيق الإنجاز الأهم في تاريخ النادي بالفوز بالدوري الممتاز.
في العام التالي، اشتراه نادي تشلسي مقابل مبلغ قدره 32 مليون جنيه إسترليني، وفاز معه بالدوري مرة أخرى في أول موسم له. كما فاز بلقب لاعب العام. وأصبح كانتي أيضاً أول لاعب يحصل على ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي مع أندية مختلفة بعد الفرنسي إريك كانتونا في عامي 1992 و1993 مع ليدز ثم مانشستر يونايتد. وحجز كانتي أيضاً مكاناً أساسياً في منتخب فرنسا الذي حصد فضية بطولة أمم أوروبا عام 2016. والتتويج بكأس العالم عام 2018.
والآن، ربما يتعين علينا أن نستمتع به قدر الإمكان، ولتكن البداية من مباراة تشيلسي المقبلة أمام أياكس أمستردام الهولندي يوم الثلاثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا، لكي ندرك أن كانتي أكثر من مجرد لاعب خط وسط جيد.


مقالات ذات صلة

هل حان الوقت لحماية حكام كرة القدم بعقوبات مُغلّظة؟

رياضة عالمية سافيتش غاضب فيما الحكم الألماني سايبيرت يحاول تهدئته (محمد المانع)

هل حان الوقت لحماية حكام كرة القدم بعقوبات مُغلّظة؟

تواجه كرة القدم العالمية أزمة غير مسبوقة على صعيد الهجمات الشرسة التي تمارس ضد حكام اللعبة من قبل وسائل الإعلام ومسؤولي ومدربي وجماهير الأندية في الدوريات

«الشرق الأوسط» ( الرياض)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ب)

غوارديولا ينتقد الكرة المستخدمة في كأس إنجلترا... و«الإنجليزي»: متوافقة مع الاختبارات

دافع الاتحاد الانجليزي لكرة القدم عن الكرة المستخدمة في مباريات كأس إنجلترا هذا الموسم، بعدما قال الإسباني بيب غوارديولا، إنها صعبة للسيطرة عليها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كالفين باسي (رويترز)

فولهام يدين تعرض مدافعه باسي لإساءة عنصرية

أدان نادي فولهام الإساءات العنصرية والمعادية للمثليين التي تعرض لها مدافعه كالفين باسي عبر الإنترنت بعد تسجيله هدفا في فوز فريقه على مانشستر يونايتد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية برونو فيرنانديز (أ.ف.ب)

نجم يونايتد فيرنانديز يتمسك بأمل مطاردة الألقاب

قال برونو فيرنانديز نجم مانشستر يونايتد إن فريقه سيتمسك بمطاردة الألقاب بعدما تحول الاهتمام إلى بطولة الدوري الأوروبي لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (رويترز)

غوارديولا متحمس لتعافي رودري... وآمال بعودته قريباً

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه متحمس لتعافي لاعب الوسط رودري، ويأمل في عودة الفائز بالكرة الذهبية للملاعب.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كأس العالم للأندية... في حضرة «الفراعنة»

كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
TT

كأس العالم للأندية... في حضرة «الفراعنة»

كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)
كأس العالم للأندية في المتحف المصري الكبير (وزارة السياحة والآثار)

استقبل المتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) وفداً من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في زيارة أجراها الوفد، الاثنين، للمتحف الذي لم يتم افتتاحه رسمياً بعد، بمصاحبة كأس العالم للأندية.

وأكدت وزارة السياحة والآثار المصرية أن هذه الزيارة الخاصة تأتي في إطار الاستعدادات لبطولة كأس العالم للأندية، والمقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأميركية خلال شهر يوليو (تموز) 2025.

ويشارك النادي الأهلي المصري في بطولة كأس العالم للأندية. وبهذه المناسبة زار وفد «الفيفا» مصر ومعالمها المهمة بصحبة الكأس. وحرص الوفد على زيارة المتحف، بوصفه أحد أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في مصر والعالم، للتعرف على ما يعرضه من كنوز أثرية متميزة، والتعرف على التجارب السياحية التي يقدمها لزائريه، وفق بيان وزارة السياحة والآثار، الاثنين.

ويشارك في بطولة كأس العالم للأندية 32 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، ومن الوطن العربي يشارك الأهلي المصري والهلال السعودي والعين الإماراتي والترجي التونسي والوداد المغربي، في منافسات مع فرق أوروبية ومن أميركا اللاتينية مثل باير ميونيخ وأتليتكو مدريد وريال مدريد ويوفينتوس ومانشستر سيتي، وإنتر ميامي وبوكا جونيورز.

وخلال زيارتهم للمتحف المصري الكبير التقط أعضاء وفد «الفيفا» الصور التذكارية لهم ولكأس العالم للأندية أمام تمثال الملك رمسيس الثاني ببهو المتحف، في مشهد يعكس ارتباط الرياضة بالثقافة والتاريخ.

كأس العالم للأندية خلال جولتها في الدول المشاركة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأبدى أعضاء الوفد إعجابهم الشديد بالمتحف وتصميمه الهندسي الفريد، مشيدين بما يقدمه من تجربة سياحية وثقافية استثنائية تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة. وقالوا إن «هذه الزيارة أضافت لهم قيمة خاصة خلال وجودهم في مصر» التي تعتبر واحدة من أهم الوجهات السياحية والتاريخية على مستوى العالم.

ويضم المتحف المصري الكبير آلاف القطع الأثرية التي تنتمي للحضارة المصرية القديمة، ويقع بالقرب من أهرامات الجيزة على مساحة 117 فداناً، ويعرض للمرة الأولى المقتنيات الكاملة للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون» التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية.

وتم افتتاح قاعات من المتحف تجريبياً خلال الفترة الماضية، وتحديداً في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدأت مصر تشغيلاً تجريبياً لا يتضمن الجناح الرئيسي المخصص لعرض مقتنيات الفرعون الذهبي «توت عنخ آمون». ويترقب العالم افتتاح المتحف الذي وصفه الرئيس المصري من قبل بأنه «أكبر متحف لحضارة واحدة، وهي الحضارة الفرعونية».