رحلة مع: الفنانة يسرا اللوزي: إيطاليا أوقعتني في عشق مطبخها من البيتزا إلى المعكرونة

في مرسى علم
في مرسى علم
TT

رحلة مع: الفنانة يسرا اللوزي: إيطاليا أوقعتني في عشق مطبخها من البيتزا إلى المعكرونة

في مرسى علم
في مرسى علم

تتميز الفنانة يسرا اللوزي ببساطة في تعاملاتها مع من حولها، وحتى في طريقة معيشتها، وينعكس هذا على اختياراتها للبلدان التي تحرص على السفر إليها، أحياناً لأسباب شخصية وأحياناً لأسباب صحية. في حوارها مع «الشرق الأوسط» تحدثت عن تمنيها تكرار السفر إلى إنجلترا وماليزيا، والمشاكل التي تواجهها في رحلاتها المتكررة إلى تركيا، وغيرها من الأمور التي نلخصها في التالي:
> سفري خارج مصر لا يكون دائماً للاستجمام. فأحياناً يكون لأسباب طبية. أما داخل مصر يكون أغلبه من أجل العمل والتصوير، وبالطبع في الصيف أسافر الساحل الشمالي كي أقضي إجازة الصيف مع أصدقائي وابنتي.
> إيطاليا من أجمل البلدان التي زرتها. سافرت إليها مرة واحدة ومع ذلك أحببتها إلى حد الجنون، لا سيما روما وميلانو. وقعت في عشق مطبخها من البيتزا إلى كل أنواع المعكرونة. لكن في حال فكرت في العودة إليها، فسأختار اكتشاف مدن أخرى بها، لأني متأكدة أن كل واحدة ستجعلني أحبها أكثر. من الرحلات الأخرى التي تركت أثراً في نفسي، كانت رحلة يتيمة إلى سوريا، بهدف زيارة أهل والدتي. كانت تجربة ممتعة للغاية لأني تعرفت فيها على كل أفراد عائلة أمي، وفي 10 أيام فقط. زرت أيضاً تايلاند وماليزيا وكانت تجربة لا تنسى، انبهرت فيها بالطبيعة الساحرة والثقافة الغنية.
> سافرت إلى بريطانيا مرتين ولا أمل من تكرار التجربة واكتشافها بعيون جديدة، لأني سافرت إليها في المرة الأولى وأنا صغيرة جداً، وفي المرة الثانية لأسباب طبية، بحيث لم يساعدني الوقت على اكتشافها والتجول فيها كسائحة.
> قد تكون تركيا أكثر البلدان التي سافرت إليها عدة مرات، إلا أنها أيضاً أكثر الوجهات التي أعاني فيها من ناحية مطبخها. فمعظم الأطباق الرئيسية التي تقدمها تعتمد على لحم الغنم، وأنا لا أطيقه ولا أتحمل حتى رائحته، مما يجعلني لا أستمتع حتى بالسير في شوارعها وحاراتها. ففي العديد منها تتراص مطاعم محلات «الكباب» و«الشاورما» التي تنبعث منها رائحته.
> أحب السفر إلى حد أني حتى لو اعترضتني مشاكل في بلد ما، فإني لا أترك لها مجالا لكي تُنغص علي أوقاتي، ولا تجعلني أخاصم البد بحيث لا أفكر بالعودة إليه. بالعكس، فأنا أومن بأن لكل رحلة مذاقها وتختلف عن غيرها. لهذا لا أفكر في السلبيات وأحرص على الاستمتاع بكل دقيقة قدر الإمكان.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».