بريطانيا تلغي حظر الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ

مصر رحبت بالقرار وعدّته «مؤشراً للعلاقات والثقة» بين القاهرة ولندن

مطار شرم الشيخ (إ.ب.أ)
مطار شرم الشيخ (إ.ب.أ)
TT

بريطانيا تلغي حظر الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ

مطار شرم الشيخ (إ.ب.أ)
مطار شرم الشيخ (إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم (الثلاثاء)، رفع قيود الرحلات الجوية على مطار شرم الشيخ في مصر بعد نحو أربعة أعوام من حظر الطيران.
ووفقاً لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، فقد صرح وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الدكتور أندرو موريسون، بأن «المملكة المتحدة كانت واضحة أنه سيتم استئناف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ عندما يسمح الوضع الأمني بذلك... ويسعدني اليوم أن نعلن عن رفع القيود الحالية».
وأضاف موريسون: «سنواصل العمل عن كثب مع شركائنا في مصر وشركات الطيران التي تخطط لاستئناف الرحلات في المستقبل».
من جانبه، قال السفير البريطاني في مصر السير جيفري آدامز، وفق بيان لسفارة بلاده بالقاهرة «هذا الإعلان يأتي بعد تعاون وثيق بين خبراء أمن الطيران في المملكة المتحدة ومصر. سوف نعمل عن كثب مع شركات الطيران التي ترغب في استئناف الرحلات الجوية». وتابع: «سنواصل عملنا مع المسؤولين المصريين لضمان سلامة وأمن المواطنين البريطانيين، التي تظل على رأس أولوياتنا».
من جانبها، أعلنت وزارة الطيران المدني المصرية ترحيبها بقرار الحكومة البريطانية، متمنية زيادة حركة السياحة البريطانية الوافدة إلى مصر عبر كل المطارات المصرية.
وجاء في بيان إعلامي أصدرته الوزارة اليوم: «بالإشارة إلى البيان الصادر من الحكومة البريطانية بشأن استئناف الرحلات البريطانية إلى مدينة شرم الشيخ، فقد رحبت وزارة الطيران المدني بهذا القرار، الذي يعد مؤشراً للعلاقات والثقة بين جمهورية مصر العربية والمملكة المتحدة، وتتويجاً للتنسيق الاستراتيجي الذي تم بين حكومتي الدولتين». وأضاف: «تأمل وزارة الطيران المدني أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة تشهد المزيد من الرحلات السياحية البريطانية لجميع المطارات المصرية».
وكانت الحكومة البريطانية توصي بعدم السفر جواً من منتجع شرم الشيخ وإليه، إلا في حالات الضرورة منذ تفجير طائرة ركاب روسية في 2015 أودى بحياة 224 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها بعد الإقلاع بوقت قصير.
ودفع الهجوم، الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، روسيا، لتعليق جميع الرحلات الجوية إلى مصر لعدة سنوات، ودفع عدداً من الدول لوقف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».