حمدوك يتعهد حل الأزمات «المصنوعة» المحيطة بالحكومة الانتقالية

حمدوك يتعهد حل الأزمات «المصنوعة» المحيطة بالحكومة الانتقالية
TT

حمدوك يتعهد حل الأزمات «المصنوعة» المحيطة بالحكومة الانتقالية

حمدوك يتعهد حل الأزمات «المصنوعة» المحيطة بالحكومة الانتقالية

تعهد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، بمواجهة الأزمات المحيطة بحكومته التي وصف بعضها بأنها «مصنوعة»، ومواصلة العمل من أجل إحداث التغيير في البلاد، وببذل الجهود اللازمة لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول)، وإقامة العدالة ورد المظالم، وتفكيك مؤسسات النظام القديم، ومحاسبة الجرائم التي ارتكبت على مدى 30 عاماً، فضلاً عن توجيه الاهتمام لقضايا المعيشة والغلاء، وحل أزمة المواصلات، وتقديم خدمات صحية لائقة للمواطنين، وإصلاح علاقات السودان الخارجية.
وقال حمدوك في خطاب بثه التلفزيون الرسمي بمناسبة الذكرى 25 لثورة أكتوبر (تشرين الأول)، أولى الثورات السودانية، إن حكومته ستبذل الجهود كافة لتحقيق الأهداف التي نادت بها الثورة السودانية، وإنه سيواصل العمل الجاد والدؤوب للوصول للغيات التي خرج وثار الشعب من أجلها ضد النظام السابق.
وأوضح حمدوك أن حكومته تعمل على مواجهة هموم المواطنين، وتعمل على حل قضايا المعيشة، ومواجهة «غلاء الأسعار»، وأنها تعمل جاهدة لحلها على المديين القصير والطويل، وأن حكومته ستعمل على وضع معالجات حقيقية لقضية صحة المواطن، ووعد بأن تشهد البلاد خلال الفترة المقبلة تحولاً نوعياً في الخدمات الصحية التي ستقدم للمواطن.
وأضاف: «لن نقدم وعوداً مجانية وخططاً مستحيلة، أو برامج غير واقعية للمواطنين، وستعمل الحكومة بكل ما لديها من إمكانيات لتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد»، وتابع: «نعلم بهموم وهواجس المواطنين، لأنها همومنا وهواجسنا، وغلاء الأسعار، ونعمل على حلها على مستويين قصير وطويل». وفيما يتعلق بأزمة المواصلات العامة الخانقة التي تشهدها البلاد، كشف حمدوك عن وضع مقترحات عملية لحل المشكلة بشكل جذري، وقال: «وضعنا مقترحات عملية لحل مشكلة المواصلات سترونها قريباً»، كما أبدى اهتمام حكومته بقضية التعليم ومجانيته وجودته.
وشدد حمدوك على أهمية العدالة باعتبارها قضية مبدئية، وليست من أجل الكسب السياسي، ورد الحقوق والمظالم، وتقديم التعويضات للناجين والضحايا، وإبراء الجراح.
وأبدى رئيس الوزراء احتفائه بتولية رئاسة القضاء لامرأة لأول مرة في تاريخ البلاد وتعيين النائب العام، كاشفاً عن بدء «محاربة التمكين» ومؤسساته، وتكوين لجنة للتحقيق في جريمة فض الاعتصام، ولجنة أخرى للمفصولين من العمل في عهد النظام المعزول، وإعادة الاعتبار لهم.
واعتبر حمدوك الموافقة على فتح مكتب قطري للمفوض السامي لحقوق الإنسان في السودان، مكسباً يساعد على تقديم العون الفني للبلاد في قضايا صون حقوق الإنسان.
ونوه حمدوك إلى عقبات تواجه حكومته، وأن بعضها «مصنوع»، بيد أنه قال: «نحن عازمون على تجاوزها مهما كبر حجمها بتماسكنا وتكاتفنا، وقد حققنا بعض ما كنا نصبو له، وكانت أهداف الثورة مرشدنا».
وأوضح حمدوك أن جولاته الخارجية أعادت السودان إلى المجتمع الدولي باعتباره عضواً أصيلاً، وأفلحت في بناء أساس لإقامة علاقة صحية مع العالم، تقوم على الصالح، والبعد عن سياسة المحاور، والتأسيس لدولة مدنية «لها وجود إيجابي بين الأمم تكون مصدراً للخير، ولا تكون مصدراً للشرور والضرر».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.