إرجاء محاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق

TT

إرجاء محاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق

في الوقت الذي أهابت فيه وزارة الداخلية المصرية، أمس، بالمواطنين والتجار ممن يمتلكون «مسدسات وبنادق الصوت وضغط الهواء والغاز» تقنين معداتهم عبر ترخيصها، أرجأت محكمة «جنايات القاهرة» محاكمة 11 متهماً بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ومنحت «الداخلية» مهلة تنتهي في 14 من يناير (كانون الثاني) المقبل لمن يحوز الأسلحة التي يستخدمها هواة الصيد أو أسلحة الصوت، يمكنهم خلالها «التوجه لأقسام الشرطة التابعة لنطاق إقامتهم لتوفيق أوضاعهم خلال الفترة التي منحها القانون (رقم 5 لسنة 2019)، وترخيص مقتنياتهم».
كان مجلس النواب المصري قد وافق، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على تعديلات بالقانون المعروف باسم «الأسلحة والذخائر»، تضمنت «تشديد العقوبة لحيازة أو إحراز الأسلحة البيضاء في أماكن التجمعات ودور العبادة ووسائل النقل بغير ترخيص». كما أضاف لقائمة الأسلحة التي يستوجب الاحتفاظ بها أو بيعها الحصول على ترخيص «مسدسات وبنادق الصوت، وضغط الهواء، وضغط الغاز».
وبحسب التعديلات، فإنه «يعاقب بغرامة لا تقل عن 500 جنيه (الدولار يساوي 16.2 جنيه مصري)، ولا تزيد على 5 آلاف جنيه، كل من خالف أحكام الترخيص. وفي حالة تكرار المخالفة، تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر، وغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه، ولا تزيد على 10 آلاف جنيه».
وعلى صعيد آخر، استمعت محكمة «جنايات القاهرة» إلى شهادة سائق مدير أمن الإسكندرية السابق، اللواء مصطفى النمر، بشأن واقعة محاولة اغتيال الأخير، في غضون شهر مارس (آذار) 2018، التي قتل فيها 2 من أفراد الشرطة المرافقين له، وقررت تأجيل نظر القضية إلى 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وإعادة طلب حضور النمر للشهادة أمام المحكمة، الذي كان مقرراً له جلسة أمس.
ويحاكم في القضية 11 شخصاً، تنسب لهم النيابة أنهم «في غضون الفترة من عام 2016 حتى 2018، بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، شاركوا في تشكيل جماعة إرهابية، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».
كما وجهت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم «قتل فردي شرطة بمديرية أمن الإسكندرية، عمداً مع سبق الإصرار والترصد، والشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق و6 من أفراد حراسته، ».
ومن جهة أخرى، قررت إحدى دوائر محكمة «جنايات القاهرة» تأجيل محاكمة 215 متهماً في القضية المعروفة باسم «كتائب حلوان» إلى جلسة اليوم (الثلاثاء) لمواصلة سماع المرافعات.
وتقول تحقيقات القضية إنه «في غضون الفترة من 14 أغسطس (آب) 2013 حتى 2 فبراير (شباط) 2015، بدائرة محافظتي القاهرة والجيزة، تولى المتهمون من الأول حتى الـ31 قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».