ألمانيا: تدريبات مشتركة بين الشرطة والجيش لمكافحة الإرهابيين

قوات من الشرطة والجيش تجري تدريباً مشتركاً لمكافحة الإرهابيين بمنطقة تدريب عسكري تابعة للقوات المسلحة الألمانية بالقرب من مدينة شتيتن أم كالتن ماركت أمس (رويترز)
قوات من الشرطة والجيش تجري تدريباً مشتركاً لمكافحة الإرهابيين بمنطقة تدريب عسكري تابعة للقوات المسلحة الألمانية بالقرب من مدينة شتيتن أم كالتن ماركت أمس (رويترز)
TT

ألمانيا: تدريبات مشتركة بين الشرطة والجيش لمكافحة الإرهابيين

قوات من الشرطة والجيش تجري تدريباً مشتركاً لمكافحة الإرهابيين بمنطقة تدريب عسكري تابعة للقوات المسلحة الألمانية بالقرب من مدينة شتيتن أم كالتن ماركت أمس (رويترز)
قوات من الشرطة والجيش تجري تدريباً مشتركاً لمكافحة الإرهابيين بمنطقة تدريب عسكري تابعة للقوات المسلحة الألمانية بالقرب من مدينة شتيتن أم كالتن ماركت أمس (رويترز)

أجرت قوات من الشرطة والجيش في ولاية بادن فيرتمبيرغ غرب ألمانيا تدريباً موسعاً، أول من أمس، لمكافحة الإرهابيين بصورة مشتركة. وقام التدريب، الذي يأتي عقب مرور نحو أسبوع ونصف الأسبوع على الهجوم المعادي للسامية على معبد يهودي بمدينة هاله شرق البلاد، على أساس سيناريو يحاكي وقوع هجوم على منطقة مشاة في مدينة كونستانس باستخدام سيارة مفخخة، والتعامل مع عدد كبير من الإرهابيين المسلحين بأسلحة ثقيلة، وعشرات من القتلى.
وتمت أمس دراسة هذا السيناريو على يد مجموعة من مسؤولي الأركان خلف الأبواب المغلقة. وجاء التدريب بصورة عملية أمام الجمهور مع اتخاذ الأمر مأخذ الجدية، حيث شهدوا محاكاة القوات الخاصة بالشرطة، لمكافحة «القتلة». وقامت مستشفيات كثيرة بالولاية بمحاكاة رعاية «ضحايا الإرهاب» داخلها. ووفقاً للسيناريو الموضوع، فإن الشرطة كانت مضغوطة لدرجة اضطرت معها إلى مطالبة الجيش بتقديم المساعدة، وقام الجنود بنقل المصابين خارج منطقة الخطر باستخدام السيارات المدرعة.
وقال رئيس وزراء ولاية بادن فيرتمبيرغ توماس شتروبل بعد التدريب إن هجوم هاله أظهر للعيان أن من الضرورة بمكان الاستعداد لمواقف لا يعتقد أحد أنها واردة.
وتحت وسم «معاً في هاله» أقيم بمدينة هاله شرق ألمانيا حفل موسيقي إعراباً عن التسامح والتضامن السلمي مع المدينة بعد الهجوم الإرهابي الذي شهده معبد يهودي بها قبل نحو 10 أيام. ويحضر الحفل الذي تنظمه شركات إعلامية عدة عدد من الفنانين مثل أليس ميرتون وماكس جيسينجر ويوريس ومارك فورستر، بالإضافة إلى أعضاء الفرقة الغنائية الإذاعية بإذاعة وسط ألمانيا، وموسيقيين من الفرقة الحكومية الغنائية، وهيئة الأوبرا في هاله. كان الألماني شتيفان.ب. حاول يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي اقتحام المعبد بأسلحة ثقيلة كانت معه، إلا إنه لم يتمكن من اقتحامه فقتل امرأة من المارة ورجلاً في مطعم للوجبات التركية السريعة.
إلى ذلك، أقر وزراء داخلية الولايات الألمانية حزمة إجراءات لمحاربة اليمين المتطرف، وأقرت الاستخبارات الداخلية بأنها تواجه تحديات خاصة في ظل وجود تيارات يمينية والنزاع القائم في سوريا، وذلك بعد هجوم استهدف كنيساً (معبداً يهودياً). واجتمع وزراء داخلية 16 ولاية مع وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر في برلين، وذلك لبحث إجراءات مواجهة ما يسمونه «إرهاب أقصى اليمين المسكوت عنه». وأقر الاجتماع حزمة تشريعات ستعرض على مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، وتتضمن بنوداً رئيسية؛ أهمها تعزيز حماية المنشآت اليهودية، وتشديد إجراءات امتلاك الأسلحة، وتسريع إجراءات محاكمة الجناة من أقصى اليمين، ومحاربة «الكراهية» في العالم الافتراضي. وقال زيهوفر: «أود أن أشير إلى أن حالة التهديد التي تواجه ألمانيا من أقصى اليمين المتطرف والإرهاب ومعاداة السامية خطيرة للغاية. لقد قلت هذا منذ شهور، وأنا أطلب فعلاً أن تؤخذ على محمل الجد. نحتاج حقاً إلى إلقاء الضوء على جميع المجالات التي يمكننا أن نتصرف فيها بطريقة وقائية وحازمة». من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية كان قد قيّم الوضع التهديدي الذي يشكله التطرف اليميني منذ يونيو (حزيران) 2018 بأنه «مماثل» للوضع التهديدي الذي يشكله «الإرهاب الأصولي».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».