الجامعة و«الأونروا» تحذران من الانتهاكات الإسرائيلية للتعليم الفلسطيني

المصحح: أحمدسعيد
المصحح: أحمدسعيد
TT

الجامعة و«الأونروا» تحذران من الانتهاكات الإسرائيلية للتعليم الفلسطيني

المصحح: أحمدسعيد
المصحح: أحمدسعيد

دعت جامعة الدول العربية إلى «توفير الدعم العربي والدولي للعملية التعليمية في فلسطين»، مؤكدة «أهمية الدور الحيوي الذي تضطلع به وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في هذا الصدد».
وقال الدكتور سعيد أبو علي، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أمس، خلال افتتاح أعمال «الاجتماع المشترك 29 بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم في (الأونروا)»، إن هناك «حرباً إسرائيلية شاملة ضد الوجود والحقوق الفلسطينية، وإمعان سلطات الاحتلال في محاولات فرض الأمر الواقع على الأرض، والتي كان آخرها ما جرى من اقتحام نحو 400 مستوطن لساحات المسجد الأقصى، تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث يشهد المسجد الأقصى تصاعداً خطيراً في وتيرة الاقتحامات».
وقال أبو علي، إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى بالسبل كافة للعمل على تعطيل المسيرة التعليمية الفلسطينية، وتجهيل وإفقار المجتمع الفلسطيني، ولا سيما مناطق الأغوار المهددة بالمصادرة والضم القسري اللاشرعي وإلحاق هذه المنطقة التي تمثل ثلث مساحة الضفة بالقدس، استيطاناً وتهويداً، وبما يشمل استهداف مدارس الوكالة في القدس».
وأضاف أبو علي، أن «الدور الحيوي الذي تضطلع به الأونروا في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، في إطار ولايتها، وفقاً لقرار إنشائها؛ هو ما جعلها في مرمى المحاولات المتصاعدة لتصفيتها، وإنهاء عملها، بداية من وقف الولايات المتحدة الأميركية لتمويل الوكالة بهدف إحداث أزمة مالية طاحنة تؤدي إلى توقف عمل الوكالة».
كما ناقش الاجتماع، تقارير وفد «الأونروا» فيما يتعلق بقطاع التعليم بمناطق العمليات الخمس، ومن ثم مداخلات الوفود والمنظمات العربية الأعضاء في مجلس الشؤون التربوية، بالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك مع مجلس الشؤون التربوية الفلسطينية وأوضاع المعلمين والعاملين.
وعلى صعيد آخر، انطلقت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة «21» للجنة الفنية للبيئة، التابعة لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، برئاسة ممثل ليبيا الدكتور محمد زيدان، المستشار لدى المندوبية الليبية الدائمة لدى الجامعة العربية.
وناقش الاجتماع الموضوعات المدرجة على جدول أعمال الدورة «31» لمجلس «الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة» المقرر عقدها (الخميس).
وقال الدكتور محمد زيدان، رئيس اللجنة، إن الاجتماع «تابع تنفيذ البعد البيئي في أهداف التنمية المستدامة، والإعداد والتحضير لدورات الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة؛ حيث قدم مندوب فلسطين مداخلة حول إرسال فريق لإعداد دراسة ميدانية عن حالة البيئة بالأراضي الفلسطينية المحتلة».



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم