الأدوية البشرية تؤثر على سلوك الأسماك

أظهرت دراسة جديدة لجامعة «لينشوبينغ» السويدية، أن «الأدوية البشرية التي تستهدف أنظمة إشارة مهمة في الدماغ، تجعل الأسماك أكثر جرأة».
والمعروف أن مواد مثل «السيروتونين» و«الدوبامين»، تلعب أدواراً مهمة في الاختلافات السلوكية بين الأفراد، وتعزز النتائج التي أجريت على الأسماك، ونشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «البيولوجيا التجريبية»، هذا المفهوم، إذ أثبتت أن الأدوية البشرية التي تنظم عمل تلك المواد، والتي تنتهي في البيئة الطبيعية، قد تكون لها تأثيرات على سلوك الأسماك.
وتشير الأبحاث السابقة إلى وجود علاقة بين الاختلافات في سلوك الأفراد ومواد الإشارة المختلفة في الدماغ، مثل «السيروتونين» و«الدوبامين»؛ حيث تلعب هذه المواد دوراً رئيسياً في بعض الأمراض التي تصيب الإنسان، وكثيراً ما يُستخدم كثير من الأدوية التي تنظم عملها، فعلى سبيل المثال، يتم التعامل مع الاكتئاب بالعقاقير التي تعزز تأثير «السيروتونين»، في حين تستخدم الأدوية التي تؤثر على نظام «الدوبامين» لعلاج مرض «باركنسون» (مجموعة اضطرابات عصبية وحركية) على سبيل المثال.
وفي الدراسة الحالية التي أجريت على سمكة شائعة في نصف الكرة الشمالي، وهي «أبو شوكة ثلاثي الأضلاع»، درس العلماء ما إذا كان «السيروتونين» و«الدوبامين» مهمين لسلوكها أم لا؛ حيث أضافوا لأحد أحواض الأسماك دواء «فلوكستين»، الذي يرفع مستوى «السيروتونين»، وأضافوا لحوض آخر دواء «روبينيرول» الذي يؤثر على نظام «الدوبامين»، وعولجت مجموعة ثالثة من الأسماك بالدواءين في الوقت نفسه (لاختبار ما يعرف باسم «تأثير الكوكتيل»)، في حين كانت هناك مجموعة رابعة غير معالجة.
استمرت هذه المعاملة لمدة 18 يوماً، درس خلالها الباحثون سلوك السمكة في عدة مناسبات، واختبروا الجرأة والسلوك الاستكشافي للأسماك، عندما انتقلوا إلى محيط جديد يختلف عن حوض السمك في المنزل، ثم وضعت مرآة في الحوض، ولاحظ الباحثون العدوان أو التواصل الاجتماعي تجاه الصورة في المرآة، والتي تصرفت تجاهها الأسماك على أنها سمكة أخرى.
وأظهرت النتائج أن الأسماك التي تعرضت للدواء الذي يوثر على «السيروتونين» تصرفت بجرأة أكبر، ونشأ تأثير مماثل عندما تعرضت الأسماك للدواء الذي يؤثر على نظام «الدوبامين».