نصر الله يرفض استقالة الحكومة ويعتبر إسقاط العهد «إضاعة للوقت»

TT

نصر الله يرفض استقالة الحكومة ويعتبر إسقاط العهد «إضاعة للوقت»

أعلن أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله عدم تأييده إسقاط الحكومة، ورأى «أن انتخابات نيابية جديدة ستقود إلى المجلس النيابي نفسه». وتوجّه إلى من يريدون إسقاط عهد الرئيس ميشال عون بالقول «تضيّعون وقتكم»، وذلك في هجوم واضح على رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط الذي كان قد دعا مناصريه أول من أمس للمشاركة في المظاهرات تحت هذا العنوان.
وفي كلمة له خلال احتفال أقيم في بعلبك لمناسبة إحياء مراسم أربعين الإمام الحسين، طالب نصر الله «أهل السلطة ومن هم خارجها بتحمل المسؤولية أمام الوضع الخطير جداً». وتحدث عن «الاستقالة أو الانسحاب من الحكومة أو ركوب الموجة أو كما يفعل البعض كما اعتاد بالوقوف على التل منتظراً نتائج الأحداث»، قائلاً «بعض القيادات السياسية في لبنان تفعل هكذا، إما تتنصل أو تلقي التبعات على الآخرين، وهذا الأمر غير مسؤول وبلا أخلاق».
ورأى أن «الوضع المالي والاقتصادي ليس وليد ثلاث سنوات أو الحكومة الحالية أو هذا العهد، بل إنه تراكم سياسات ثلاثين سنة مرت. ولكن الأمر أمامنا، وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية، بما في ذلك نحن، مع تفاوت النسبة المئوية، ومن يريد التنصل من المسؤولية معيب (عليه ذلك) وبخاصة أولئك الذين كانوا في السلطة في العهود الماضية ويحاولون اليوم ركوب الموجة في اعتراض الناس».
وشدد على أن «من يهرب أو يتخلى لا أريد أن أطلق عليه الأحكام لأن على الناس أن تحكم عليه، ولأن من حكم في الثلاثين سنة الماضية واستفاد منها ويأتي اليوم ليقول إنه سيستقيل منتظراً على التل... هذا غير مقبول». ورأى أن «البعض في السلطة كان يتصور أن الضرائب ستمر... رسالة هذين اليومين مهمة جداً ويجب أن يستوعبها كل المسؤولين في كل المناصب: الشعب اللبناني لم يعد يستطيع تحمّل ضرائب جديدة».
ورأى أن «حكومة التكنوقراط لا تستطيع أن تصمد أسبوعين، والقوى السياسية التي تطالب بحكومة التكنوقراط هي أول من سيطالب بإسقاطها»، مؤكداً: «مستمرون بهذه الحكومة بروح جديدة». وأشار إلى «عدم تأييده استقالة الحكومة الحالية (برئاسة سعد الحريري) لأن ذلك سيعني أن لا حكومة ستتشكل قريباً». ورأى «أن انتخابات نيابية جديدة ستقود إلى المجلس النيابي نفسه، لذلك يجب عدم إضاعة الوقت بهذه الطروحات».
وتوجه لمن يريد «إسقاط العهد»، قائلاً: «تضيّعون وقتكم وأنتم لا تستطيعون إسقاطه... يجب أن نتصرف بمسؤولية حتى نمرر هذه المرحلة الصعبة، ولن نسمح بإغراق هذا البلد أو أن يُدفع به إلى الهلاك».
وقال: «لا يقف أي حزب أو تنظيم أو سفارة أجنبية خلف المظاهرات الأخيرة، بل المواطنون غضبوا عندما سمعوا عن فرض رسم على (واتساب) وهي القشة التي قصمت ظهر البعير». وتوجّه إلى المتظاهرين بالقول: «أنصح المتظاهرين بإبعاد الحراك عن القوى التي ركبت الموجة وراحت تطالب بإسقاط العهد وأنصح بتفادي التخريب والسباب». وأضاف: «سنواجه فرض ضرائب على الفقراء ولو اقتضى ذلك النزول إلى الشارع». وتابع: «إذا نزل حزب الله إلى الشارع لا يخرج قبل تحقيق مطالبه».
وتوقف أمام ما وصفهما بـ«الخطرين الكبيرين» في البلد: «الأول الانهيار المالي ونصبح عندئذ مثل اليونان، والثاني الانفجار الشعبي نتيجة المعالجات الخاطئة». وقال: «نحن لا نحكي عن كل الضرائب، إنما الضرائب التي ترهق الناس. يضعوننا أمام الخيارين السابقين، وهذا الأمر مقاربة خاطئة، وإذا ما تصرفنا بمسؤولية لا نبقي الناس في الشارع. الأمر يحتاج إلى مسؤولية وصدق في المعالجة».
واعتبر أن «أهم نتيجة يجب الاستفادة منها في رسالة هذين اليومين أن على المسؤولين أن يدركوا أن الناس وبخاصة الطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل المحدود غير قادرين على تحمل ضرائب جديدة». وقال: «لسنا بلداً مفلساً إنما نحتاج إلى إدارة جيدة».



مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
TT

مئات المهاجرين الأفارقة يتدفقون إلى اليمن رغم تشديد الأمن

آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)
آلاف المهاجرين يتخذون اليمن ممراً للوصول إلى دول الخليج العربي (إعلام حكومي)

على الرغم من الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات اليمنية للحد من الهجرة غير الشرعية، بدأ العام الميلادي الجديد أيامه بتدفق المئات من المهاجرين القادمين من القرن الأفريقي الذين وصلوا إلى سواحل البلاد على متن قوارب متهالكة استقلوها من سواحل جيبوتي والصومال.

ومع تسجيل المنظمة الدولية للهجرة وصول أكثر من 60 ألف مهاجر خلال العام المنتهي، ذكر مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية اليمنية أن الأيام الأولى من العام الجديد شهدت وصول 336 مهاجراً غير شرعي قادمين من القرن الأفريقي إلى سواحل مديرية رضوم بمحافظة شبوة شرق عدن.

وبحسب الداخلية اليمنية، فإن قاربي تهريب أنزلا المهاجرين بساحل منطقة «كيدة»، منهم 256 مهاجراً من حاملي الجنسية الإثيوبية؛ بينهم 103 نساء، أما البقية وعددهم 80 مهاجراً، فإنهم يحملون الجنسية الصومالية. وذكرت أن الشرطة في مديرية رضوم قامت بتجميع المهاجرين غير الشرعيين تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

اعتراض قارب يقل 130 مهاجراً في سواحل محافظة لحج اليمنية (إعلام حكومي)

وفي سواحل محافظة لحج غرب عدن، ذكرت وحدات خفر السواحل التابعة للحملة الأمنية في منطقة الصبيحة (مديرية المضاربة ورأس العارة) أنها ضبطت قارب تهريب كان يحمل على متنه 138 مهاجراً من الجنسية الإثيوبية حاولوا دخول البلاد بطرق غير شرعية.

سلسلة عمليات

وفق بيان للحملة الأمنية، فإنه وبعد عمليات رصد دقيقة، تمكنت من اعتراض القارب في منطقة الخور بمديرية المضاربة ورأس العارة. وأوضح البيان أن المهاجرين الذين كانوا على متنه كانوا في حالة مزرية نتيجة لسوء المعاملة التي تعرضوا لها أثناء الرحلة، حيث نُقلوا إلى أحد مراكز تجميع المهاجرين في محافظة لحج.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات الأمنية التي تنفذها الحملة الأمنية في الصبيحة في سواحل محافظة لحج جنوب باب المندب بهدف التصدي لظاهرة التهريب والهجرة غير الشرعية، التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والإقليمي.

المهاجرون الأفارقة يتعرضون للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (إعلام حكومي)

وأكدت قيادة الحملة الأمنية أنها ستواصل جهودها المكثفة لتعزيز الأمن والاستقرار بالتعاون مع مختلف الجهات المختصة، من خلال تنفيذ المزيد من العمليات النوعية، خصوصاً في المناطق الساحلية التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب. ودعت السكان إلى التعاون والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، مؤكدة أن الحفاظ على الأمن مسؤولية مشتركة بين الجميع.

ويعاني المهاجرون في اليمن من الحرمان الشديد مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن، وفق منظمة الهجرة الدولية، التي أكدت أن الكثيرين منهم يضطرون إلى العيش في مآوٍ مؤقتة أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

إساءة واستغلال

نبهت منظمة الهجرة الدولية إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عُرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي، مؤكدة أن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن إلى دول الجوار.

وبحسب المنظمة، فإنها سجلت في أكتوبر (تشرين الأول) فقط قيام أكثر من 1900 مهاجر برحلات محفوفة بالمخاطر، إما عائدين إلى مناطقهم في القرن الأفريقي، وإما مُرَحَّلين على متن القوارب. وتم الإبلاغ عن 462 حالة وفاة واختفاء (على الأقل) بين المهاجرين أثناء عبورهم البحر بين جيبوتي واليمن في 2024.

المهاجرون من القرن الأفريقي عرضة للاستغلال وسوء المعاملة من المهربين (الأمم المتحدة)

ووثقت المنظمة الأممية 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على طول الطريق الشرقي في العام ذاته، وقالت إنه من المرجح أن يكون عدد المفقودين وغير الموثقين أكثر من ذلك بكثير.

وبينت أنها ومن خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة، تعمل على تقديم الخدمات على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات التي تقدم للمهاجرين ما بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود، تقول الأمم المتحدة إن فجوات كبيرة في الخدمات لا تزال قائمة في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.