الانتصارات المتتالية لليفربول وسيتي مؤشر غير جيد لقوة الدوري الإنجليزي

الهيمنة من جانب أحد الأندية على المسابقة وتحقيق فريق 18 فوزاً متصلاً ليس ظاهرة صحية للبطولة

ليفربول حقق 17 انتصاراً متتالياً بالدوري الإنجليزي منذ الموسم الماضي (رويترز)
ليفربول حقق 17 انتصاراً متتالياً بالدوري الإنجليزي منذ الموسم الماضي (رويترز)
TT

الانتصارات المتتالية لليفربول وسيتي مؤشر غير جيد لقوة الدوري الإنجليزي

ليفربول حقق 17 انتصاراً متتالياً بالدوري الإنجليزي منذ الموسم الماضي (رويترز)
ليفربول حقق 17 انتصاراً متتالياً بالدوري الإنجليزي منذ الموسم الماضي (رويترز)

لم تعد مباراة مانشستر يونايتد وليفربول بالقوة نفسها التي كانت عليها من قبل. وحتى وقت قريب جداً، لم يكن الفريقان هما الأقوى في شمال غربي إنجلترا فحسب، لكنهما كانا الأقوى في إنجلترا ككل. ومن الناحية التاريخية، لا يزال الناديان هما أكبر ناديين في كرة القدم الإنجليزية، حيث حصلا معاً على ما يقرب من 40 لقباً للدوري الإنجليزي الممتاز، لكن اللقب غاب عن خزينة كل منهما لفترة طويلة من الوقت. فلم يفُز مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة بين عامي 1967 و1993. كما هبط الفريق إلى دوري الدرجة الأولى لموسم، بعدما سمح المدير الفني السابق للشياطين الحمر مات بيسبي لمعدل أعمار اللاعبين بأن يرتفع بصورة كبيرة ولم يضخ دماء جديدة في صفوف الفريق بعد فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا.
في المقابل، لم يفُز ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاق المسابقة بشكلها الجديد عام 1990. ويأمل جمهور ليفربول أن يضع الفريق خلال الموسم الحالي حداً للسنوات الثلاثين العجاف في ظل تعثر مانشستر سيتي والبداية القوية لليفربول الذي يتربع الآن على عرش المسابقة بفارق 8 نقاط عن أقرب منافسيه. وإذا حقق ليفربول الفوز التاسع على التوالي في بداية هذا الموسم عندما يحل ضيفاً ثقيلاً على مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» اليوم، فإنه سيعادل بذلك الرقم القياسي المسجل باسم مانشستر سيتي قبل عامين عندما حقق الفوز في 18 مباراة متتالية.
وقد سيطرت هذه الإحصائية المذهلة على النقاشات بشأن مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد المقبلة. ويعاني يونايتد بشدة خلال الموسم الحالي تحت قيادة المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، ولم ينافس الفريق على لقب المسابقة منذ اعتزال مديره الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون. والآن، لا يمكن لمانشستر يونايتد أن يرى نفسه بوصفه واحداً من القوى الكروية الكبرى في البلاد، بعدما عجز حتى أن يكون النادي الأفضل في مدينة مانشستر!
ومع ذلك، دائماً ما يُنظر إلى مباراة مانشستر يونايتد أمام ليفربول على أنها مباراة كبرى تتسم بالعصبية والأجواء المشحونة في كثير من الأحيان. وفي مباراة (اليوم)، سيكون الجمهور بأكمله في مدينة مانشستر مسانداً ليونايتد، نظراً لأن جمهور مانشستر سيتي أيضاً يتمنى تعثر ليفربول في تلك المباراة حتى يتقلص الفارق بين ليفربول وسيتي. أما بالنسبة لسلسلة الانتصارات المتتالية، فقد أعلن المدير الفني لليفربول، يورغن كلوب، أنه لم يسمع من قبل عن هذه الإحصائية. ويبدو أن ليفربول، الذي خسر اللقب الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة فقط بسبب تعادله في عدد كبير من المباريات، عازماً على تصحيح أخطاء الموسم الماضي. وإذا تمكن ليفربول من تحقيق الفوز في مباراتيه أمام مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، فيمكنه حينئذ العمل على مواصلة سجله الرائع حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عندما يستضيف مانشستر سيتي على ملعب «أنفيلد».
ولو حدث ذلك فسيكون إنجازاً رائعاً بكل تأكيد، لأن جمهور ليفربول لن يرى في ذلك الأمر تفوقاً على مانشستر سيتي خلال الموسم الحالي فحسب، لكنه سيراه أيضاً على أنه تفوق على الرقم القياسي المسجل باسم سيتي. وعندما حقق آرسنال رقماً قياسياً بالفوز في 14 مباراة متتالية في عام 2002، ظل هذا الرقم صامداً لمدة 15 عاماً كاملة، رغم أن هذا الرقم القياسي قد كُسر 3 مرات بعد ذلك، كانت جميعها في السنوات الثلاث الماضية. وقد حقق مانشستر سيتي الفوز في 15 مباراة متتالية مرتين من قبل، كما حقق الفوز في 18 مباراة متتالية، في حين يقف ليفربول الآن عند 17 فوزاً متتالياً.
وبينما قد يبدو الأمر للوهلة الأولى كأن المعايير ترتفع بمرور الوقت وأن الأندية الكبرى باتت أقوى، فإن هذه الانتصارات المتتالية ربما تؤكد أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز قد أصبحت أقل بكثير بالمقارنة بالسنوات السابقة. وإذا كان يمكن لأحد الأندية أن يسحق الفرق الأخرى واحداً تلو الآخر ويحقق سلسلة طويلة من الانتصارات المتتالية، فإن ذلك يعكس ضعف الأندية الأخرى، سواء من حيث النتائج أو الموارد.
وقد يبدو مانشستر سيتي مهزوزاً بشكل لم نعهده في السنوات الأخيرة، حيث مُني بخسارتين في أول 8 جولات بالموسم الحالي، لكن الفريق حصل على آخر لقبين للدوري الإنجليزي الممتاز بعدما حصل على 100 نقطة و98 نقطة، من الحد الأقصى للنقاط وهو 114 نقطة. وتتمثل مهمة ليفربول الآن، بعدما خسر اللقب الموسم الماضي بفارق نقطة وحيدة، في أن يجمع أكثر من الـ97 نقطة التي جمعها الموسم الماضي. ورغم أنه من المبكر للغاية أن نتحدث عن هوية الفريق الذي يمكنه الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل 6 أشهر كاملة من نهاية المسابقة، فمن المؤكد أن ليفربول قد حقق بداية قوية للغاية جعلته المرشح الأبرز للفوز باللقب.
وفي السابق، كانت الأرقام القياسية تُستخدم للمقارنة بين أرقام الأندية في تاريخ الدوري الإنجليزي على مدار قرن من الزمان أو نحو ذلك. أما الآن، فلم يعد الأمر كذلك، على الأقل فيما يتعلق بسلسلة الفوز المتتالي، نظراً لأن أطول سلاسل للفوز المتتالي تأتي جميعاً في العصر الحديث وفي الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد منذ عام 1992. وعلى مدار سنوات طويلة، كان الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله القديم مسجلاً باسم إيفرتون الذي نجح في تحقيق الفوز في 12 مباراة متتالية في نهاية القرن 19. وحقق إيفرتون هذه السلسلة من الانتصارات المتتالية على مدار موسمين، وكان الرقم القياسي لأطول سلسلة من الانتصارات المتتالية في موسم واحد مسجلاً باسم توتنهام هوتسبير عندما حقق الفوز في 11 مباراة متتالية في موسم 1960 - 1961.
ووفقاً لمعايير اليوم، يعد هذا إنجازاً كبيراً للغاية من جانب إيفرتون وتوتنهام هوتسبير، لأنه من الصعب على أي منهما أن يحقق هذه السلسلة من الانتصارات المتتالية في الوقت الحالي. إن تحقيق أي فريق 18 فوزاً متتالياً ليس ظاهرة صحية للدوري الإنجليزي الممتاز ككل. ورغم أن نظام الحد الأقصى لرواتب اللاعبين الذي كان سائداً خلال فترة الستينات من القرن الماضي كان يتعرض لانتقادات بوصفه ظالماً، فإنه أسهم بشكل كبير في الحفاظ على تقارب المستوى بين الأندية.
وعندما لم يكن اللاعبون قادرين على مضاعفة الأموال التي يحصلون عليها من خلال الانضمام إلى أندية أكبر أو أكثر نجاحاً، فإنهم كانوا يميلون إلى البقاء لأطول فترة ممكنة مع الأندية التي يلعبون لها، وهو ما كان يسهم في عدم تكدس المواهب في أندية بعينها وتفريغ الأندية الأخرى من المواهب، وحتى أندية دوري الدرجة الثانية كانت قادرة على جذب اللاعبين الجيدين وكانت تقدم مستويات جيدة للغاية. بالطبع، لا يشعر أحد بالرغبة في العودة لتطبيق الحد الأقصى للأجور - لأنه كان سيئاً للاعبين - ومع ذلك أسهم هذا النظام في تقوية الأندية وزيادة المنافسة على لقب البطولة.
قد يرى كثيرون أنه لا يوجد شيء خاطئ على مستوى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الحالي، والدليل على ذلك أن حامل اللقب مانشستر سيتي قد خسر أمام نوريتش سيتي الصاعد حديثاً للمسابقة، كما خسر أمام وولفرهامبتون الذي صعد للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي فقط.
وقد لا يستغرق الأمر سوى أسابيع قليلة قبل أن نرى نادياً يرفع سلسلة الانتصارات المتتالية إلى 20 مباراة. ولو نجح ليفربول في إنهاء النصف الأول من الموسم بالفوز في جميع المباريات ومن دون خسارة أي نقطة، فإن ذلك سيكون بلا شك إنجازاً غير مسبوق، لكن السؤال الصعب آنذاك هو: هل يعدّ ذلك تقدماً للدوري الإنجليزي الممتاز وللأندية المشاركة به؟


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».