تونس تعتزم زيادة أسعار المحروقات بميزانية 2020

رفعت تونس أسعار المحروقات أربع مرات متتالية خلال سنة 2018 (رويترز)
رفعت تونس أسعار المحروقات أربع مرات متتالية خلال سنة 2018 (رويترز)
TT

تونس تعتزم زيادة أسعار المحروقات بميزانية 2020

رفعت تونس أسعار المحروقات أربع مرات متتالية خلال سنة 2018 (رويترز)
رفعت تونس أسعار المحروقات أربع مرات متتالية خلال سنة 2018 (رويترز)

كشفت وزارة المالية التونسية عن برمجة تعديلات جديدة على أسعار المحروقات من خلال ميزانية السنة المقبلة، وأكدت أن هذا الإجراء يهدف إلى تحقيق التوازن على مستوى منظومة المحروقات سنة 2020، عبر الاقتصاد في نفقات الشركة التونسية للكهرباء والغاز، والشركة التونسية لصناعات التكرير (وهما مؤسستان حكوميتان)، والمتأتية من انعكاس برنامج الضغط على كلفة الإنتاج، وذلك في إطار عقد حسن الأداء مع إجراء تعديلات على الأسعار.
ورفعت تونس في أسعار المحروقات أربع مرات متتالية خلال سنة 2018، تنفيذاً لاتفاق مع صندوق النقد الدولي يقضي بالتعديل الآلي لأسعار المحروقات كل ثلاثة أشهر. وخلال السنة الحالية كانت وزارة المالية التونسية قد أعدت فرضية جيدة أساسها أسعار مرجعية للنفط لا تقل عن 75 دولاراً للبرميل، وحافظت الأسعار في السوق الدولية على جانب مهم من هدوئها، وهو ما جعل الحكومة تمتنع عن الزيادة في أسعار المحروقات.
وأشارت وثيقة مشروع ميزانية السنة المقبلة، إلى أن الزيادة بدولار أميركي واحد في سعر البرميل تؤدي إلى زيادة في نفقات الدعم بنحو 142 مليون دينار تونسي، والزيادة بـ10 مليمات (الدينار التونسي يساوي ألف مليم) في سعر صرف الدولار تؤدي إلى زيادة بنحو 37 مليون دينار في تلك النفقات. وكانت المصادر الحكومية قد أكدت خلال السنوات الماضية أن كل زيادة بدولار واحد في أسعار النفط تنعكس سلباً على الميزانية، بإضافة نحو 120 مليون دينار من النفقات، وهو ما يعني أن تأثير أسعار النفط قد ارتفع بنحو 22 مليون دينار إضافية، وذلك نتيجة تدهور سعر صرف الدينار التونسي أمام أهم العملات الدولية.
ووفق ما تضمنه مشروع ميزانية تونس لسنة 2020 من معطيات، فإن فرضيات إعداد الميزانية استندت إلى اعتماد معدل سعر برميل النفط خام «برنت» بـ65 دولاراً للبرميل لكامل السنة. وتوقعت السلطات أن تبلغ نفقات الدعم خلال السنة المقبلة نحو 4.18 مليار دينار (نحو 1.4 مليار دولار)، موزعة على 1.8 مليار دينار لدعم المواد الأساسية، و1.88 مليار دينار بعنوان منحة دعم المحروقات لسنة 2020. ويقدر المبلغ المالي الموجه نحو دعم قطاع النقل في تونس بنحو 500 مليون دينار خلال سنة 2020، مقابل 450 مليون دينار خلال السنة الماضية. ويهم هذا المبلغ دعم النقل المدرسي والجامعي والنقل بتعريفات منخفضة،
وكذلك النقل المجاني لبعض الفئات الاجتماعية الخصوصية. وبشأن الميزانية الجديدة، قال عز الدين سعيدان الخبير الاقتصادي التونسي، إن كتلة الأجور سنة 2020 ستبلغ حدود 19 مليار دينار (نحو 6.3 مليار دولار)، وذلك من إجمالي ميزانية مقدرة بنحو 47 مليار دينار. وهذا يمثل أكثر من 40 في المائة من هذه الميزانية، وهو سيجعلها في حاجة ملحة إلى قروض إضافية.
وكان صندوق النقد الدولي قد أوصى السلطات التونسية بالتحكم في كتلة الأجور الموجهة إلى موظفي القطاع العام، غير أن ضغوطاً اجتماعية قوية حالت بين الحكومة والالتزام بهذه التوصيات. وأشار سعيدان إلى أن البلاد في حاجة لنحو 11.4 مليار دينار لسد الثغرة على مستوى الميزانية، من بينها 8.8 مليار متأتية من الخارج.



ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يتعهد زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية والكندية والمكسيكية

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، يوم الاثنين، أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير (كانون الثاني) رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على كل واردات الولايات المتحدة من المكسيك وكندا، وسيزيد بنسبة 10 في المائة الرسوم المفروضة على وارداتها من الصين، وذلك لإرغام الدول الثلاث على «وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات» لبلاده.

وفي سلسلة تصريحات نشرها على حسابه في منصّته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب: «في 20 يناير، وفي أحد أوائل الأوامر التنفيذية الكثيرة التي سأصدرها، سأوقّع كلّ الوثائق اللازمة لفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا بنسبة 25% على كلّ منتجاتهما الآتية إلى الولايات المتحدة وحدودها المفتوحة السخيفة».

وأضاف: «ستظل هذه الرسوم سارية إلى أن يتوقف غزو المخدرات، وبخاصة الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!»، من دون أن يذكر اتفاقية التجارة الحرة المُبرمة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تصريح ثان نشره بعد لحظات، قال الرئيس السابق والمقبل إنّه سيفرض أيضاً على الصين رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10 في المائة، «تُزاد إلى أيّ رسوم إضافية»، وذلك على كل واردات بلاده من المنتجات الصينية، وذلك عقاباً لبكين على ما يعتبره عدم مكافحتها كما ينبغي تهريب المخدّرات إلى الولايات المتّحدة.

ورداً على إعلان ترمب، حذّرت الصين من أنّ «لا أحد سينتصر في حرب تجارية». وقال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، في رسالة عبر البريد الإلكتروني تلقّتها وكالة الصحافة الفرنسية إنّ «الصين تعتقد أنّ التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة مفيد للطرفين بطبيعته».

بدورها، ذكّرت كندا الرئيس الأميركي المنتخب بدورها «الأساسي لإمدادات الطاقة» للولايات المتّحدة. وقالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند في بيان إنّ «علاقتنا متوازنة ومتبادلة المنفعة، بخاصة بالنسبة للعمّال الأميركيين»، مؤكدة أن أوتاوا ستواصل «مناقشة هذه القضايا مع الإدارة الأميركية الجديدة».

وتشكّل الرسوم الجمركية أحد الأسلحة الأساسية في ترسانة ترمب لتنفيذ أجندته الاقتصادية.

وخلال حملته الانتخابية التي توّجت بفوزه بالانتخابات التي جرت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، تعهّد الرئيس الجمهوري المنتخب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على العديد من حلفاء بلاده وخصومها على حد سواء.

ويحذّر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أنّ زيادة الرسوم الجمركية ستضرّ بالنمو وستزيد معدلات التضخّم، إذ إنّ هذه التكاليف الإضافية سيتحمّلها في البداية مستوردو هذه البضائع الذين غالباً ما سيحملونها لاحقاً إلى المستهلكين.

لكنّ المقربين من الرئيس المنتخب يؤكّدون أنّ الرسوم الجمركية هي ورقة مساومة مفيدة تستخدمها الولايات المتحدة لإرغام شركائها التجاريين على الرضوخ لشروطها.