مسافرون استبقوا قطع طريق المطار وحضروا قبل ساعات من موعد رحلاتهم

متظاهرون يحرقون إطارات على طريق المطار أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون يحرقون إطارات على طريق المطار أمس (أ.ف.ب)
TT

مسافرون استبقوا قطع طريق المطار وحضروا قبل ساعات من موعد رحلاتهم

متظاهرون يحرقون إطارات على طريق المطار أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون يحرقون إطارات على طريق المطار أمس (أ.ف.ب)

عاش المسافرون تجربة خاصة غداة ليلة الغضب التي اجتاحت المناطق اللبنانية احتجاجاً على ضرائب حاول مجلس الوزراء فرضها على اللبنانيين. وكان إقفال المطار طوال ليل أول من أمس قد أقلق المسافرين الذين حوّلوا قاعات الانتظار في المطار إلى صالونات لتبادل التجارب حول الطرق التي عبروها لتفادي قطع طريق المطار التي أعيد فتحها فجراً.
تنفس المسافرون الصعداء عند الثالثة فجراً بعد ورود معلومات عن فتح الطريق إلى المطار. لكن الترقب بقي سيد الموقف. تقول سناء فارس، إحدى المسافرات، لـ«الشرق الأوسط» إنها غادرت منزلها قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان عند السادسة صباحاً. والرحلة التي تستغرق أقل من ساعة عادة، استلزمت ساعتين على الرغم من خلو الطريق من زحمة السيارات. تضيف: «سارت بنا السيارة أحيانا فوق الدواليب المشتعلة، وأحياناً أخرى اضطر السائق إلى ترك الأوتوستراد والتوغل في دروب القرى المحاذية تجنباً للمتظاهرين الغاضبين». وقد وصل عدد كبير من المسافرين قبل موعد رحلاتهم بساعات. يقول أحدهم إنه تذكر أحداث السابع من مايو (أيار) 2008، عندما قطعت طرق العاصمة واضطر إلى سلوك طريق الأوزاعي، إحدى ضواحي بيروت الجنوبية، على دراجة نارية حاملاً حقيبته للوصول إلى رحلته قبل إقلاع الطائرة. وأضاف: «اليوم سلكت الطريق ذاتها إلى المطار ولكن بالسيارة».
وبدا حضور الجيش متواضعاً قياساً إلى التوتر السائد على طريق المطار. وأخذ الجنود ينظمون العبور من دون أن يتعرضوا للمتظاهرين الذين يبعدون عنهم أمتاراً قليلة.



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.