إصابات بالرصاص في «مسيرة العودة 79» تحت شعار «لا للتطبيع»

إسرائيل تغلق طريق نابلس ـ رام الله أمام الفلسطينيين من أجل «ماراثون المستوطنين»

شاب فلسطيني يعيد إلقاء عبوة الغاز المسيل للدموع على الجنود الإسرائيليين في غزة أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يعيد إلقاء عبوة الغاز المسيل للدموع على الجنود الإسرائيليين في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

إصابات بالرصاص في «مسيرة العودة 79» تحت شعار «لا للتطبيع»

شاب فلسطيني يعيد إلقاء عبوة الغاز المسيل للدموع على الجنود الإسرائيليين في غزة أمس (أ.ف.ب)
شاب فلسطيني يعيد إلقاء عبوة الغاز المسيل للدموع على الجنود الإسرائيليين في غزة أمس (أ.ف.ب)

وقعت عدة إصابات فلسطينية، أمس (الجمعة)، جراء إطلاق جنود الاحتلال النار باتجاه «مسيرات العودة وكسر الحصار»، وأفادت وزارة الصحة بأن الطواقم الطبية تعاملت مع 5 إصابات بجراح مختلفة من قبل قوات الاحتلال. وقد خصصت «الجمعة 79» لمسيرات العودة، أمس، تحت عنوان «لا، للتطبيع».
في غضون ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الشارع الرئيسي الحيوي الذي يربط شمال الضفة الغربية المحتلة بمنطقتها الوسطى، وطريق رام الله نابلس، لمدة 12 ساعة ونصف الساعة، وذلك بدعوى تأمين الحماية لسباق الماراثون الذي يقيمه المستوطنون. وأكد شهود عيان أن السلطات الإسرائيلية أغلقت هذا الطريق (رقم 60)، من منتصف ليلة الخميس - الجمعة وحتى الساعة 12:30 من ظهر يوم أمس، وحشدت قواتٍ كبيرة من الجنود ومنعت المركبات الفلسطينية من عبور الشارع في كلا الاتجاهيين، مما تسبب في أزمة مرورية حادة ومنع أهالي من الضفة الغربية المحتلة عن الوصول إلى أماكن عملهم، كما أُجبِر المسافرون على عبور طرقات بديلة فرعية ووعرة طويلة.
وقد وصف مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، هذا التصرف بـ«العدوان على حق المواطنين في التنقل بحرية على أراضيهم». واعتبرته وزارة الخارجية الفلسطينية «عدواناً جديداً على المواطنين ومصالحهم الحيوية، ومخالفة صريحة للقانون الدولي».
وفي قرية بورقين، جنوب نابلس في الضفة الغربية، هاجمت قوات الاحتلال مجموعة من المواطنين الفلسطينيين وهم يقطفون ثمار موسم الزيتون. واعتقلت قوات الاحتلال 15 شخصاً من المتطوعين الإسرائيليين والأجانب، الذين حضروا لمساعدة الأهالي على إنقاذ الموسم من اعتداءات المستوطنين. وطردتهم إلى خارج الضفة الغربية. وقال منير قادوس الناشط في مجال حقوق الإنسان في مؤسسة «يش دين» (يوجد عدل)، إن قوات الاحتلال طردت المتطوعين، بعد احتجاج عدد من المستوطنين المتطرفين لعملية قطف ثمار الزيتون في المنطقة. وأضاف قادوس أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على صاحب الأرض، مجد عسعوس (27 عاماً) واحتجزته لفترة من الوقت قبل أن يتم إطلاق سراحه.
وفي بلدة بيت أمر شمال محافظة الخليل، أُصيب عدد من الفتية والمواطنين بالاختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأغلقت قوات الاحتلال مدخل البلدة المحاذي للشارع الالتفافي رقم 60. وأعاقت حركة المرور. وفي قرية كفل حارس قرب سلفيت، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدخلي البلدة الجنوبي والغربي ببوابة حديدية، ومنعت دخول المواطنين إليها أو الخروج منها، خاصة المزارعين العائدين من أراضيهم.
وفي قريتي برقة وبيتين شمال شرقي رام الله، تعرَّض الأهالي الذين هبوا لقطف ثمار الزيتون، الواقعة في منطقة «الشعب» بين القريتين، لاعتداء مزدوج بدأه المستوطنون بقذف الحجارة، وأكمله جنود الاحتلال برشّ المزارعين بقنابل الغاز. وقال رئيس مجلس قروي برقة، عدنان بركات، إن 16 مستوطناً، اقتحموا المنطقة وتعمدوا الانتشار فيها، لمنع المواطنين من قطف ثمارهم، وشرعوا بطرد الأهالي، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز صوب المزارعين، مما أدى لإصابة 4 منهم بالاختناق، نُقِلوا إلى قيادة برقة لتلقي العلاج. وأشار بركات، إلى أن المستوطنين استولوا تحت تهديد السلاح يوم الثلاثاء الماضي على ثمار الزيتون في المنطقة ذاتها.
وفي صور باهر جنوب القدس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، حفل زفاف، واعتدت على الموجودين بالمكان، بحجة البحث عن ألعاب نارية.
وأُصِيب 69 مواطناً بجراح مختلفة، مساء أمس (الجمعة)، جراء قمع الاحتلال للمتظاهرين السلميين، شرق قطاع غزة. وبحسب وزارة الصحة في القطاع، تعاملت الطواقم الطبية مع 69 إصابة بجراح مختلفة، منها 26 بالرصاص الحي من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلي. ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، أهالي غزة، للمشاركة الفعالة في جمعة «لا للتطبيع» بمخيمات العودة، مؤكدةً مواصلة المسيرات حتى تحقيق جميع أهدافها وعلى رأسها إنهاء حصار غزة وإسقاط «صفقة القرن» المزعومة.
وأكدت «الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار» على استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، والمشاركة للوصول لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية. وأكدت على استمرار المسيرات الجماهيرية لحماية حق الفلسطينيين بالعودة، رغم كل المعاناة التي سببها الاحتلال، إضافة إلى رفع الحصار وكسره عن قطاع غزة، والتأكيد على الحق في الحياة الكريمة دون معوقات وحصار استمر لأكثر من 12 عاماً.
وطالبت الهيئة المواطنين بالتوجُّه إلى مخيمات العودة، شرق قطاع غزة، مؤكدة على سلمية المسيرة وجماهيريتها وعلى استمرارها حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، وهي حماية حق العودة إلى فلسطين، وكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأكد عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أن «الوضع في قطاع غزة لم يعد يُحتمل بسبب حالة الحصار»، محذراً من أن الانفجار قادم بسبب الحصار المدقع. وطالب أبو ظريفة «الجهات الدولية والوسطاء بالضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه»، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
في السياق، قال أبو ظريفة إن «مسيرات العودة مستمرة حتى تحقق أهدافها، وفي القلب منها حق العودة، وكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة». وأضاف أبو ظريفة أن «أمامنا فرصنا تاريخية لتحقيق المصالحة من خلال قبول مبادرة الفصائل الثمانية لإنهاء الانقسام»، مشدداً على أن الوحدة هي مدخل مواجهة التطبيع والحصار ومشاريع التصفية والضم والاستيطان والتهويد.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.