قيس سعيد في أول خطاب للشعب: العالم بأسره ينظر بإعجاب إلى تونس

TT

قيس سعيد في أول خطاب للشعب: العالم بأسره ينظر بإعجاب إلى تونس

قال الرئيس التونسي المنتخب قيس سعيد أمس (الجمعة) إن التونسيين يقومون «بثورة ثقافية غير مسبوقة»، في إشارة إلى حملات التطوع التي اجتاحت المدن التونسية، عقب فوزه في السباق الرئاسي. مشددا على أن العالم بأسره «ينظر بإعجاب إلى تونس».
وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج النهائية أول من أمس من دون أي طعن، مؤكدة فوز سعيد بأكثر من 72 في المائة من الأصوات، ضد منافسه رجل الأعمال الملاحق قضائيا نبيل القروي. وسيؤدي سعيد يوم الأربعاء المقبل اليمين الدستورية في جلسة عامة استثنائية للبرلمان، ويتوقع أن تكون الأخيرة قبل انتهاء عهدته في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وأضاف سعيد أمس في تصريحه لوكالة الأنباء التونسية الرسمية، متوجها إلى الرأي العام: «أنتم يا أبناء الشعب العظيم تقومون اليوم بثورة ثقافية غير مسبوقة، يقف العالم كلّه تقديرا لكم، وإعجابا غير مسبوق بدوره، فلا تتركوا الفرصة لأحد لتشويهكم، ولن يقدروا».
وتابع سعيد: «واصلوا من أجل صنع تاريخ جديد لتونس قوامه مطالبكم المشروعة، وتمسككم بالقيم النبيلة، وأولها الحرية ونبل الأخلاق».
وفور الإعلان عن فوز سعيد بفارق كبير عن منافسه رجل الأعمال الملاحق قضائيا نبيل القروي الأحد الماضي، بدأ الآلاف من الشباب في تنظيف الشوارع والساحات العامة، وفي طلاء العديد من الجدران وجادات الطرق في القرى والمدن، استجابة لدعوات أطلقها نشطاء متحمسون على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن نقابة الصحافيين ومنظمات أخرى من المجتمع المدني انتقدت ما اعتبرته «دعوات تحريضية للعنف» من عدد من أنصار قيس سعيد ضد الصحافيين ووسائل إعلام، دأبت على توجيه النقد لسعيد أثناء حملته الانتخابية، وحتى فوزه بالرئاسة.
كما دعا سعيد في تصريحاته أمس إلى «احترام الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، وألا يتم التعرض لأحد في جسده، أو عرضه أو ماله».
كما أوضح في تصريحاته أن «الشعب التونسي سيبهر العالم بسمو أخلاقه ووعيه بكل الدسائس والمؤامرات، التي تحاك في الخفاء».
وأضاف سعيد: «لا تقارعوا الفكرة إلا بمثلها، ولا الحجة بغير الحجة... العالم بأسره ينظر بإعجاب إلى تونس. فلا تتركوا أحدا يندس بينكم».
وعلى عكس توقعات الطبقة السياسية، حقق سعيد فوزا مفاجئا في الدور الأول من بين 26 مرشحا، ثم صعد إلى الرئاسة بفارق واسع عن منافسه في الدور الثاني القروي بفوزه بنسبة فاقت 72 في المائة من أصوات الناخبين.
واستقطب المرشح المستقل وأستاذ القانون الدستوري المتقاعد، الشباب من طلبته والعاطلين الغاضبين والطبقة المثقفة، وأنصارا من عدة تيارات سياسية، معتمدا في ذلك على دعم المتطوعين في حملة انتخابية، خلت من الاستعراضات والدعاية الكلاسيكية.
وقيس سعيد (61 عاما) حاصل على شهادة في الدراسات المعمقة في القانون العام، وبخلاف تدريسه لمادة القانون الدستوري لنحو ثلاثة عقود، فهو لا يملك سجلا سياسيا، أو انتماء حزبيا، وأغلب نشاطاته ترتبط بجمعية القانون الدستوري. كما له كتابات متخصصة في هذا المجال.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.