«قوات سوريا الديمقراطية» تتعهد الالتزام بوقف النار

TT

«قوات سوريا الديمقراطية» تتعهد الالتزام بوقف النار

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، استعدادها الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين واشنطن وأنقرة، والأخيرة شنت هجوماً عنيفاً قبل 10 أيام على مناطق شرق الفرت، وسيطرت مع فصائل سورية مسلحة على مدينة تل أبيض الاستراتيجية، ونحو 120 كيلومتراً على طول الحدود مع تركيا، وبعمق 30 كيلومتراً.
ونقل شهود وسكان من المناطق المحيطة بمدينة رأس العين سماع دوي قصف وإطلاق نار متقطع داخل المدينة المحاذية للحدود التركية، غداة إعلان وقف إطلاق النار، في وقت اتهمت منظمة العفو الدولية القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب «جرائم حرب» في هجومها ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا.
وفي أول تعليق رسمي على الاتفاق المبرم بين واشنطن وأنقرة وموقف «قوات سوريا الديمقراطية»، قال مظلوم عبدي، قائد القوات، في اتصال هاتفي مع قناة «روناهي» الكردية: «نحن مستعدون للالتزام بوقف إطلاق النار، وسنعمل بكل ما بوسعنا لتنفيذ بنوده»، مضيفاً أنهم كانوا على اطلاع بجميع المباحثات التي جرت في أنقرة، وتابع: «الطرف الأميركي كان ينقل ما يجري، والنقاشات استمرت 3 أيام بعد تدخل شخصي من الرئيس ترمب، إذ أرسل رسالة للرئيس التركي وأوفد كبار مسؤولي الإدارة الأميركية لأنقرة»، وأوضح عبدي عبر اتصاله بأنّ بنود الاتفاق تشمل مدينتي رأس العين الواقعة أقصى شمال الحسكة، وتل أبيض التي تتبع ريف محافظة الرقة الشمالي؛ حيث سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الحليفة لها على تل أبيض وتحاصر رأس العين.
وأوضح عبدي أن الولايات المتحدة ترعى الاتفاق، وهي المسؤولة عن تنفيذه، إلى جانب وجود مصاعب قد تعتري تطبيقه، وقال: «الحرب خلفت مشكلات كبيرة، فمن ناحية يجب عدم تغير ديمغرافية سكان المنطقة، ومن ناحية ثانية يجب العمل على إعادة جميع المدنيين إلى ديارهم»، في إشارة إلى سكان مدينة رأس العين وتل أبيض بعد نزوحهم باتجاه الريف والمناطق المجاورة، حيث قدرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية نزوح ما يزيد عن 200 ألف نسمة خلال الأيام الماضية.
وفيما يتعلق بمصير الإدارة الذاتية، قال عبدي: «المناطق الأخرى لم تتم المناقشة حولها إلى الآن، ستبقى قواتنا موجودة في مواقعها، والإدارة المدينة تتابع عملها بالمنطقة»، موضحاً احتمالية الانتقال إلى مناقشة مصير باقي المناطق الواقعة في وقت لاحق، إذ تطالب أنقرة بإنشاء منطقة آمنة بعمق 32 كيلومتراً على طول 460 كيلومتراً، بمحاذاة حدودها الجنوبية، وإعادة توطين نحو 3 ملايين لاجئ سوري يقيمون على أراضيها منذ بداية الحرب الدائرة في بلادهم.
ونقل سكان وشهود سماع اشتباكات متقطعة في مدينة رأس العين، غداة إعلان واشنطن وأنقرة اتفاقاً لوقف إطلاق النار، وكانت الإدارة الذاتية الكردية طالبت بفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين والجرحى المحاصرين، وأرسلت قافلة إنسانية مؤلفة من طواقم طبية وأعضاء من الهلال الأحمر الكردي إلى المدينة في محاولة لإخراج الجرحى منها.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر على حسابها الرسمي، يوم أمس، أن القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها «أظهرت تجاهلاً مخزياً لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية وجرائم حرب، بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة، وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين»، وكشفت المنظمة في بيانها أنها جمعت شهادات، من بينهم عاملون في المجالين الطبي والإنساني ونازحون، وتحليل مقاطع فيديو والتحقق منها، ومراجعة التقارير الطبية وغيرها من الوثائق، «كلها تشير إلى أنه لا يوجد مبرر لقصف المناطق المدنية عشوائياً باستخدام أسلحة غير دقيقة مثل مدافع الهاون».
وحمّل الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، كومي نايدو، تركيا مسؤولة انتهاكات المجموعات السورية المسلحة التي تدعمها وتسلحها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.