برلمانيون ليبيون في القاهرة لبحث «لمّ شمل مجلس النواب»

TT

برلمانيون ليبيون في القاهرة لبحث «لمّ شمل مجلس النواب»

يتوجه عدد من أعضاء مجلس النواب الليبي (شرق) إلى العاصمة المصرية، اليوم، بهدف استكمال بحث ترتيبات عدد من ملفات الأزمة التي تعصف بالبلاد، وفي مقدمتها توحيد مجلس النواب، وفي غضون ذلك صعّد فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، باتجاه المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»؛ حيث طالب مجلس الأمن الدولي بإدراجه ضمن «قائمة لجنة العقوبات».
وقال سعيد إمغيب، عضو مجلس النواب عن مدينة الكُفرة (جنوباً)، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «وفد مجلس النواب الذي سيستهل زيارته إلى القاهرة اليوم سيتكون من 90 نائباً، ويستهدف مناقشة أمور عدة، أبرزها لمّ شمل مجلس النواب ليعود هو الواجهة السياسية، التي يجب أن تخاطب ويخاطبها العالم، بصفته الجهة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب الليبي». وهذه هي الجولة الثانية لأعضاء مجلس النواب الليبي، بعد لقاء عقدوه في القاهرة منتصف يوليو (تموز) الماضي، برعاية اللجنة الوطنية المعنية بليبيا، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة لتوحيد «البرلمان المنقسم».
وتسببت العملية العسكرية، التي شنّها «الجيش الوطني» على طرابلس منذ 4 أبريل (نيسان) الماضي، في انقسام أعضاء مجلس النواب، بين مؤيد للحرب على العاصمة ومعارض لها.
من جهته، قال عضو مجلس النواب صالح إفحيمة لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن اللقاء الذي يتوقع أن يبدأ أعماله غداً الجمعة، سيتطرق إلى الفقرة الخامسة من اجتماع «القاهرة 1»، التي تتمثل في «ضرورة عقد جلسة لأعضاء مجلس النواب في أي مدينة ليبية يتم الاتفاق عليها، قصد مناقشة الأوضاع في البلاد، وتوحيد البرلمان».
وتوقع إفحيمة أن يحضر اجتماع القاهرة عدد أكبر من الذين حضروا الاجتماع السابق، وقال في تصريحات مع فضائية «ليبيا روحها الوطن»، مساء أول من أمس، إن «غالبية الأعضاء الذين لم يحضروا الاجتماع الأول وافقوا على ما جاء في بيانه الختامي»، وهو ما يعتبره «مشجعاً لهم على المشاركة في هذا الاجتماع». لافتاً إلى أنه في حال تمكنوا من جمع غالبية أعضاء مجلس النواب، فهذا سيحل كثيراً من المسائل المعقدة.
ومنذ مطلع مايو (أيار) الماضي، قاطع نحو 60 نائباً جلسات البرلمان المنعقد في طبرق، برئاسة عقيلة صالح، وبدأوا في عقد جلسات موازية في فندق «ريكسوس» الشهير بالعاصمة؛ حيث انتخب 49 منهم الصادق الكحيلي رئيساً للبرلمان.
ويضم مجلس النواب المنتخب عام 2014، الذي يحظى باعتراف دولي، 188 نائباً، وهو يمارس مهامه إلى جانب الحكومة المؤقتة في الشرق، برئاسة عبد الله الثني، في موازاة حكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً، التي يرأسها فائز السراج.
وفيما تتواصل العملية العسكرية على طرابلس بين «الجيش الوطني» وقوات حكومة «الوفاق»، طالب المجلس الرئاسي، أمس، مجلس الأمن الدولي بإدراج المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، ضمن قائمة لجنة العقوبات، المنشأة بالقرار رقم 1970 لسنة 2011.
وجاء تحرك المجلس الرئاسي على خلفية «مجزرة منطقة الفرناج»، التي قتل فيها 3 شقيقات أطفال، لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم «الجيش الوطني»، نفى اتهامات وجّهتها حكومة «الوفاق» لقوات الجيش، وقال إن «(الإخوان) لا يكفون عن اختلاق الأكاذيب».
وفي مذكرة أرسلتها إلى مجلس الأمن، قالت وزارة الخارجية بحكومة «الوفاق»: «إن مرتكبي هذه المجزرة انتهكوا القانون الدولي لحقوق الإنسان، من خلال ما قامت به قواتهم من أعمال ضد المواطنين الأبرياء، ومثال ذلك ما تعرض له حيّا الانتصار وأبو سليم في بداية العدوان».
وأدان تحالف «القوى الوطنية»، الذي يترأسه الدكتور محمود جبريل، بـأشد العبارات «الجريمة البشعة» وهي قصف الأطفال الأبريـاء بمنطقة الفرناج، مطالباً الأمم المتحدة «بتحمل مسؤولياتها بتقديم المجرمين المسؤولين عنها إلى العدالة الدولية».
في شأن آخر، قالت البحرية الليبية إنها أنقذت 90 مهاجراً غير نظامي، شمال غربي مدينة الخمس (شرق طرابلس)، وأوضحت في بيان، أمس، أنها تلقت بلاغاً من غرفة عمليات حرس السواحل حول وجود نداء استغاثة من قارب يحمل مجموعة من المهاجرين، مشيرة إلى أن «أحد زوارقها تمكن من العثور على قارب مطاطي على بعد 95 ميلاً شمال غربي مدينة الخمس.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.