صحافيون روس يتلقون تهديدات بعد تحقيق بشأن مجموعة عسكرية سرية

TT

صحافيون روس يتلقون تهديدات بعد تحقيق بشأن مجموعة عسكرية سرية

تنتقد منظمات، تراقب حرية الإعلام في روسيا الأوضاع هناك، وتقول إن من يشنون هجمات على الصحافيين فيها لا يُعاقبون في الغالب. وتقول لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك، إن 28 صحافياً قتلوا في روسيا منذ عام 2000. معظمهم من الذين يقومون بتحقيقات صحافية تتناول الفساد الحكومي وعلاقات النخبة السياسة برجال أعمال، لهم علاقات قريبة في الكرملين. هذه العلاقة انعكست على بعض القضايا السياسية الحساسة، خصوصاً التي تتركز حول تدخلات روسيا العسكرية في مناطق نزاع، مثل أوكرانيا وسوريا وأفريقيا. وكان قد بدأ موقع «برويكت» المتخصص، بالتحقيقات، ومقره موسكو، في نشر سلسلة تقارير في مارس (آذار) تبحث في دور مجموعة من المرتزقة، تعرف باسم «واغنر». وكان أشخاص على صلة بمجموعة «واغنر» قد أبلغوا «رويترز» في وقت سابق أن المجموعة تنفذ مهام قتالية سرية نيابة عن الكرملين في أوكرانيا وسوريا. وتنفي السلطات الروسية أن يكون أي من أفراد المجموعة ينفذ أوامرها.
وفي الأمس، قال رئيس تحرير موقع «برويكت» رومان بادانين، إن الصحافيين الذين يحققون في أنشطة مجموعة سرية من المرتزقة الروس في أفريقيا والشرق الأوسط تعرضوا لحملة تهديدات ومضايقات. وقال بادانين إن الصحافيين بدأوا يتلقون تهديدات على البريد الإلكتروني تتوعدهم بعقاب جسدي على عملهم. وقال؛ إن أفراداً مجهولين حاولوا الدخول إلى حساباتهم الشخصية على «فيسبوك» وبريد «غوغل» الإلكتروني. ولاحق مجهول صحافية في الشارع، وصورها بكاميرا للفيديو. وقال بادانين، في مقابلة مع «رويترز»: «هذا كله ببساطة محاولة لإثارة قلقنا، لإبعادنا عن العمل الصحافي، وإظهار أننا تحت المراقبة، إنهم يراقبوننا». وأضاف أنه لا يمكنه إثبات من يقف وراء حملة المضايقات، التي قال إنها بلغت ذروتها الشهر الماضي، بعد أن نشر الموقع تحقيقاً عن أنشطة «واغنر» المزعومة في ليبيا. وسُلط الضوء على مجموعة «واغنر» العام الماضي، عندما قُتل 3 صحافيين روس في جمهورية أفريقيا الوسطى، أثناء إجرائهم تحقيقاً بشأن وجود المجموعة المزعومة هناك. وذكرت «رويترز» في أبريل (نيسان) أن متعاقدين مع الجيش من القطاع الخاص يستخدمون قاعدة تابعة لوزارة الدفاع في جنوب روسيا، تضم ثكنات بنتها شركة مرتبطة برجل الأعمال يفجيني بريجوجين. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على بريجوجين بعد أن اتهمته بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 وانتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام الماضي. ونفى بريجوجين أي علاقة له بمجموعة «واغنر»، ورفض التعليق على الاتهامات الأميركية، ووصفها بأنها «مسألة خاصة» بالخزانة الأميركية. ولم ترد شركة كونكورد للإدارة والاستشارات، الشركة الرئيسية لبريجوجين، على الفور على طلب للتعليق، الثلاثاء، عندما سُئلت بشأن ما إذا كان رجل الأعمال يسيطر على «واغنر» أو ما إذا كان هو أو شركاء أعماله يعرفون أي شيء عنها، أو ضالعين في حملة المضايقات ضد العاملين في موقع «برويكت».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.