وجوه غاندي العديدة تتناقض تماماً مع رسالته

حذر معجبيه من استخدام صوره تجنباً للخلاف والشقاق

«لعبة غاندي» معرض منفرد لرمز المقاومة السلمية
«لعبة غاندي» معرض منفرد لرمز المقاومة السلمية
TT

وجوه غاندي العديدة تتناقض تماماً مع رسالته

«لعبة غاندي» معرض منفرد لرمز المقاومة السلمية
«لعبة غاندي» معرض منفرد لرمز المقاومة السلمية

يبحث معرضان فنيان في كيفية السطو على صورة غاندي، حتى من قبل قوى تتناقض تماماً مع رسالته. ففي أكتوبر (تشرين الأول) 1939، أي قبل نحو عقد من اغتياله، وجه مهندس غاندي - المعرف بالمهاتما غاندي - تحذيراً لمعجبيه، رداً على المديح الذي تلقاه في عيد ميلاده، قال فيه إن «البعض يرغب في وضع تمثال لي في الأماكن العامة، فيما يرغب البعض الآخر في تعليق صور كبيرة لي، في حين أبدى آخرون رغبة في أن يصبح عيد ميلادي مناسبة عامة».
وأضاف غاندي في تحذيره: «كانت تلك هي أيام الخلاف والشقاق، وسأشعر بإهانة شديدة إن أصبح اسمي سبباً لإحياء تلك المشكلات بأي شكل من الأشكال. إن تجنب مثل هذا الموقف هو الخدمة الحقيقية التي تستطيعون تقديمها للبلاد ولي»، حسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك» الأميركية.
لكن منع تقليد هيئة زعيم استقلال الهند لم تكن من بين الإنجازات العديدة التي حققها، فقد بات الوجه ذو النظارة والإطار البسيط مرادفاً للمقاومة السلمية، ولحركات الحقوق المدنية في جميع أنحاء العالم.
أصبح الرجل سفيراً لشركة «أبل»، ومؤخراً ظهر على ملصقات الحزب السياسي المرتبط بالقومية الهندوسية، الذي أطلق النار عليه ليرديه قتيلاً عام 1948. صورته باتت تزين القمصان والأقداح وحتى مغناطيس الثلاجة. لقد تجسدت صوره ولقيت تمجيداً عظيماً، حتى أن عيوبه، وتعقيداته، ورسالته جعلت منه بطلاً خيالياً وأسطورياً.
يقول سوماثي راماسوامي، أستاذ التاريخ بجامعة «ديوك»، الذي بحث عن دور غاندي في الثقافة الهندية، «لقد تعرض للسطو حتى من قوى تتناقض تماماً مع رسالته».
ابتداءً من حقبة التسعينيات، كان الفنانون الهنود يستخدمون صورة غاندي بعدما بدأت تلعب دوراً يتخذ قالباً سياسياً واجتماعياً. فحسب السيدة راماسوامي: «في حياة غاندي، عندما كان الفنانون يرسمون غاندي، كان بالنسبة لهم الهدف والموضوع أيضاً». يستخدمه الفنانون الآن شبيهاً له كوسيلة للتعليق على حالة الهند المعاصرة، خصوصاً مع صعود تيار اليمين السياسي في البلاد.
عرضان جديدان في معرض «أيكون كونتمبراري» في «القرية الشرقية» لا يتزامنان مع عيد ميلاد غاندي الـ150 الشهر الحالي، فحسب، بل أيضاً يقدمان نظرة ثاقبة لمحاولة الفنانين الهنود السخرية من طريقة انتشاره، والتأمل في البلد التي ولد فيها.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».