هل يستطيع بوكتينيو إصلاح الخلل في توتنهام؟

الفريق تعرض لهزيمتين قاسيتين خلال أسبوع واحد... والمدرب مطالب بحل سريع

بوكتينيو يراقب فريقه توتنهام يتعرض لخسارتين مفزعتين (رويترز)
بوكتينيو يراقب فريقه توتنهام يتعرض لخسارتين مفزعتين (رويترز)
TT

هل يستطيع بوكتينيو إصلاح الخلل في توتنهام؟

بوكتينيو يراقب فريقه توتنهام يتعرض لخسارتين مفزعتين (رويترز)
بوكتينيو يراقب فريقه توتنهام يتعرض لخسارتين مفزعتين (رويترز)

لو أن النظرات بمقدورها أن تقتل حقاً، لكان استاد برايتون قد تحول إلى مسرح جريمة، تحديداً حول النقطة التي توقف عندها إريك داير للحديث إلى أولئك الذين رغبوا في الخروج بتفسير منطقي للسبب وراء انهيار توتنهام هوتسبر تحت قيادة المدرب ماوريسيو بوكتينيو. المعروف أن داير من الشخصيات البسيطة، لكنه في الوقت ذاته لاعب شديد الصرامة، وحملت فترات التوقف الطويلة قبل انطلاقه في الإجابة عن بعض الأسئلة، في طياتها تهديداً حقيقياً.
كان توتنهام هوتسبر قد سقط بنتيجة مروعة (3 - 0) أمام فريق كانت آخر مرة فاز خلالها على أرضه في الثاني من مارس (آذار) الماضي، وجاء أداء توتنهام الهزيل في أعقاب الهزيمة المذلة التي تعرض لها على يد بايرن ميونيخ بنتيجة 7 - 2 في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا، في شمال لندن.
من جانبه، قال داير: «الموقف جلي. ومن الواضح أننا نمر بفترة عصيبة وهذا هو كل شيء».
والآن، هل يعتقد داير أن الحديث الدائر حول وجود أزمة حاد على نحو مفرط؟ وجاء رد داير: «لا. لو أنك خسرت بالصورة التي خسرنا بها هاتين المباراتين، يصبح مثل هذا الحديث أمراً طبيعياً. فيما يخصنا، هذه أسوأ فترة مررنا بها، لكن يتعين علينا أن نبقى صفاً واحداً وأن نمضي قدماً نحو الأمام، وهو ما عقدنا العزم عليه».
هل يعني ذلك أن الحديث الدائر حول معاناة الفريق من غياب الاستقرار وأنه يمر بنهاية دورة، غير صحيح؟ قال داير: «في اعتقادي هذا ليس الوضع، لكن يبقى هذا رأيي الشخصي».
من جهته، أظهر هاري وينكس روح تحد قوية، وفي لحظات كتلك ينبغي التنويه بأنه ليس من السهل على اللاعبين التقدم نحو الأمام ومواجهة الجماهير. في المقابل، من الواضح أن اللاعبين الأقل مكانة عن داير ووينكس لا يعبأون كثيراً بما يدور. والمؤكد أن توتنهام هوتسبر بحاجة إلى شخصية قوية وواجهة موحدة، لذلك كان ظهور الاثنين أمراً جيداً للنادي.
من جهته، قال وينكس: «من المهم ألا نبالغ في تأثرنا بالأشياء وأن نبحث عن أشخاص لنلقي عليهم باللوم عن تردي مستوى أدائنا. في نهاية المباراة، توجهنا نحو الجماهير وقدمنا إليهم اعتذاراً لأننا توتنهام هوتسبر والأداء الذي قدمناه لم يكن جيداً بما يكفي. ونحن نعتذر لكل الجماهير التي شاهدت المباراة وكل من سافروا لحضور المباراة في الاستاد».
وأضاف: «على امتداد الجزء الأكبر من الموسم، لم نقدم أداءً يكشف حقيقة مستوانا. ومن المهم أن نفكر في الأمر ونقر بأن هذا المستوى ليس جيداً بما يكفي. لا أعذار لدينا. لقد كان المدرب رائعاً منذ لحظة انضمامه للنادي وحملنا نحو آفاق جديدة. الآن، نمر بفترة عصيبة بعض الشيء - وهذا أمر يحدث كثيراً بعالم كرة القدم، وكل ناد يمر بمثل هذه الفترات. ومن المهم أن نقف كرجال ونجتاز هذه الأوقات الصعبة».
جدير بالذكر أن توتنهام هوتسبر يعاني من حالة حصار، وربما جاءت العطلة الدولية في وقت مناسب للفريق. أما الحقيقة القاسية التي كشفتها أرض الملعب، فهي أن أداء الفريق بدا كما لو أن شيئاً محطماً به. أما السؤال الذي طارد الفريق من برايتون إلى لندن فهو ما إذا كان بوكتينيو قادرا على إصلاح هذا الكسر.
الملاحظ أنه جرت العادة على أنه قبيل اللحظات التي تعرض فيها مدربون للطرد، أو يختارون الرحيل، دائماً ما تكون هناك لحظة يبدو فيها اللاعبون سلبيين لدرجة العجز وانعدام الحيلة، ويبدو وكأنهم فقدوا قدرتهم على الجري، بينما يناورهم الخصوم ويخترقون صفوفهم بسهولة شديدة. وفي تلك الفترات، تخترق الأهداف المرمى دون مقاومة تذكر. في تلك الفترات، يستنزف زخم سلبي اللاعبين. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلونها لاجتياز تلك الفترة، ورغم الحديث الكبير الطنان عن القتال والمقاومة، يبدو الموقف متعذراً على التغيير. والملاحظ بخصوص توتنهام هوتسبر، أنهم قدموا كل ما هو سلبي في أدائهم خلال مباراة برايتون.
وجاءت الإصابة التي مني بها الحارس هوغو يوريس عندما تعرض لخلع في الكتف عندما استسلم أمام الهدف الأول لنيل موباي بعد ثلاث دقائق فقط من انطلاق المباراة لتحدد الوتيرة العامة المروعة التي سار عليها أداء توتنهام باقي المباراة. من ناحيته، تساءل داير عن سبب إعادة بث مشهد التواء حارس المرمى في اتجاه خاطئ على شاشات التلفزيون. وعن ذلك، قال: «لقد عرضوا الموقف - ولست أدري لماذا - وبالتالي رأينا جميعاً ما حدث». وكان ذلك أحدث نموذج على توقف توتنهام هوتسبر عن المقاومة بعد تعرضه لانتكاسة، وعلى شعوره بعدم الأمان والذي أصبح السمة المميزة للفريق.
يقال إن بوكتينيو شخص «صادق وهادئ» إزاء الموقف المتفاقم، وإذا كان هناك من بين المدربين الذين توالوا على توتنهام هوتسبر من يستحق منحه بعض الوقت للعمل على تحسين الأداء، فهو بوكتينيو. بالتأكيد ما قدمه المدرب الأرجنتيني للنادي والآفاق الجديدة التي بلغها مع الفريق، موثقة جيداً ومعروفة للجميع. جدير بالذكر أن الجماهير ظلت تردد اسمه لمدة 30 ثانية على أرض استاد أميكس، وإن كانت صيحات الاستهجان تعالت من الجماهير ذاتها عندما استبدل سون هيونغ مين في الدقيقة 73.
واليوم، أمام بوكتينيو وقت كاف لإمعان النظر فيما يجري وأن يسأل نفسه حول ما إذا كان يملك الثقة والدافع اللازمين لإحداث تحول إيجابي في أداء الفريق الذي ظل رديئاً على مدار فترة طويلة الآن. يذكر أن الفريق فاز في تسع فقط من إجمالي 29 مباراة خاضها بجميع البطولات.
أيضاً، يحتاج اللاعبون إلى العودة للمواجهة المقررة على أرضهم أمام واتفورد بنشاط متجدد، ويعني ذلك فيما يخص البعض تنحية جانباً مشاعر الضيق إزاء مسائل المال والعقود وفرص الانتقالات. أما المؤكد فهو أن بوكتينيو وتوتنهام هوتسبر اليوم في أدنى مستوياتهما على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.