تركيا تعلن مواصلة عمليتها في سوريا «مع أو من دون دعم العالم»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا تعلن مواصلة عمليتها في سوريا «مع أو من دون دعم العالم»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية - رويترز)

أكدت تركيا، اليوم (الثلاثاء)، أنها ستواصل عمليتها العسكرية شمال شرقي سوريا «مع أو من دون دعم» العالم، منددةً بـ«صفقة قذرة» بين القوات الكردية والنظام السوري.
وأعلن مدير التواصل في الرئاسة التركية فخر الدين التون لوكالة الصحافة الفرنسية: «سنواصل قتال المجموعات الإرهابية، و(داعش) من بينها، إن قبل العالم بذلك أم لم يقبل».
واتهم التون قوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تحاول تركيا طردها من المناطق التي تسيطر عليها، شمال شرقي سوريا، بأنها «استهدفت عمداً مدنيين على الحدود، ومن بينهم صحافيون، قبل أن تتوصل لصفقة قذرة مع نظام الأسد».
وبدأت قوات النظام السوري بالانتشار، الثلاثاء، في مناطق من شمال سوريا كانت خارجة عن سيطرة دمشق، بعد التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية في تلك المناطق، يهدف إلى صدّ الهجوم التركي.
وتعتبر أنقرة قوات وحدات حماية الشعب الكردية «إرهابية»، بينما يعتبرها الغرب حليفةً في القتال ضد «داعش». وقوبلت العملية التركية في شمال شرقي سوريا بتنديد دولي.
وأكد التون أن أنقرة وواشنطن «متفقتان على ضرورة قتال (داعش) ومنعه من الظهور مجدداً»، لكنه اتهم إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنها «استعانت» في هذه المعركة بـ«منظمة إرهابية»، هي وحدات حماية الشعب.
وتأتي هذه التصريحات غداة تحذير قوي من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي دعا تركيا إلى إنهاء العملية العسكرية التي أطلقتها في 9 أكتوبر (تشرين الأول)، معلناً عن فرض سلسلة من العقوبات على أنقرة.
وندّد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر من جهته، أمس (الاثنين)، بالعملية التركية، معتبراً أنها «غير مقبولة». وأكد أنها أدت إلى «إطلاق سراح كثير من المحتجزين الأجانب» من تنظيم «داعش».
واتهم التون «مسؤولين أميركيين» بنشر معلومات خاطئة، تتعلق بالوضع شمال سوريا، و«بالتستر على الجرائم التي يرتكبها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني».
في سياق متصل، قال ألكسندر لافرينتييف مبعوث الكرملين إلى سوريا، اليوم (الثلاثاء)، إنه ليس من حق تركيا أن تنشر قواتها بشكل دائم في سوريا.
وأضاف في تصريحات صحافية أنه وفقاً لاتفاقات سابقة فإن بوسع الجيش التركي التوغل لمسافة تتراوح بين 5 و10 كيلومترات فحسب داخل الأراضي السورية.
وتابع قائلاً إن موسكو لا توافق على العملية العسكرية التركية في سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.