علقت نقابة أصحاب الأفران في لبنان إضرابها الذي شمل مختلف مناطق البلاد، أمس، بعد تلقيها وعوداً من رئيس الحكومة سعد الحريري بحل أزمة إلزامهم بالدفع بالدولار، بينما لوح قطاع الأدوية بالتصعيد إذا لم تُحل الأزمة.
والتقى الحريري، أمس، وفداً من اتحاد نقابات المخابز والأفران برئاسة النقيب المنتهية ولايته كاظم إبراهيم، الذي قال بعد اللقاء: «شرحنا لدولته ما تعانيه المخابز والأفران، وكان مستمعاً ومتفهماً لمطالبنا، وقد وعدنا خيراً، وطلب منا منحه فرصة 48 ساعة لحل الموضوع على مسؤوليته». وأعلن أن الأفران ستفتح اليوم «وقد علقنا الإضراب، وسنبدأ بالعمل لكي تعود الأمور إلى طبيعتها». وقال: «منذ أن بدأت أزمة الدولار وحتى الآن، لن أقول إننا نخسر؛ لكنني أؤكد أننا نربح بالقروش».
وكان وزير الاقتصاد منصور بطيش، قد رأى أن إضراب أصحاب الأفران «غير مقنع»، رافضاً «ابتزاز الناس بلقمة عيشهم». وأعلن عن دراسة أظهرت أن أرباح الأفران من ربطة الخبز تتراوح بين 10 و12 في المائة، ما يعني هامشاً أكبر بكثير من الربح سنوياً. ناهيك عن بيع الأفران سلعاً كثيرة بأرباح أعلى، إلى جانب ربطة الخبز. واعتبر بالتالي أن «تهويل الأفران لا يستند إلى أي معطى علمي؛ بل هي محاولة استغلال الظروف لتحقيق أرباح إضافية على حساب لقمة الفقراء».
وأكد أن «التحجج بموضوع سعر صرف الدولار سقط أيضاً»، مشيراً إلى أنه نقل لأصحاب الأفران «التزام حاكم مصرف لبنان بتأمين الدولار وفق السعر الرسمي؛ لكن إصرارهم على الإضراب لا يمكن فهمه إلا تحت خانة الابتزاز. وقد كانوا واضحين في اللقاء الأخير معي بطلب خفض ربطة الخبز مائة غرام مع الإبقاء على السعر المحدد، وهو ما رفضته وأتمسك برفضه؛ لأنه غير مبرر أبداً ويشكل ربحاً غير مشروع. ووزارة الاقتصاد والتجارة ستتشدد في مراقبة الأفران، والتدقيق أكثر فأكثر في مراقبة الوزن والكمية والجودة وكل عملية الإنتاج».
ومع وضع أزمة الرغيف، وقبلها المحروقات، على طريق الحل، تتجه الأنظار إلى قطاع الأدوية الذي لوح أيضاً بخطوات تصعيدية إذا لم تحل أزمة الدفع بالدولار. وقال نقيب مستوردي الأدوية كريم جبارة، لوكالة الأنباء الرسمية: «ننتظر بضعة أيام ليتواصل مصرف لبنان مع المصارف؛ لأن بالنسبة إلينا لم يعد لديه أي سبب لعدم توفير السيولة التي نحن بحاجة إليها، لذلك علينا الانتظار يومين أو ثلاثة لمعرفة نتيجة هذا التواصل، وبناءً عليه يمكن التبشير بالحل أو الإعلان أننا لا نزال داخل الأزمة».
وأكد أن «المشكلة الأساسية تأمين السيولة بالدولار وبسعر الصرف الرسمي، كي لا نبلغ مرحلة تعذر الاستيراد، ما يؤدي إلى نفاد المخزون الحالي من الدواء». وأضاف: «لا ندق ناقوس الخطر للإضراب والتصعيد؛ بل للتنبيه من نفاد المخزون والدخول في المحظور، عندها يستحيل الدفع للمصدر».
أفران لبنان تعلق إضرابها بعد وعود بحل أزمة الدفع بالدولار
أفران لبنان تعلق إضرابها بعد وعود بحل أزمة الدفع بالدولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة