استعرت الخلافات مجدداً بين الحليفين الرئيسيين في الغالبية الحكومية بالمغرب، حزب «العدالة والتنمية» بقيادة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة، و«التجمع الوطني للأحرار» الذي يرأسه عزيز أخنوش رجل الأعمال ووزير الفلاحة والصيد البحري، بعد أيام قليلة من إجراء تعديل حكومي أمر به العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ويبدو أن قادة «التجمع الوطني للأحرار» لم يرقهم إسهاب رئيس الحكومة الأمين العام لحزب «العدالة والتنمية» في الحديث عن استوزار محمد أمكراز، الكاتب (الأمين) الوطني لشبيبة الحزب، ووصفه ذلك بـ«أعجوبة الزمن» التي لم يكن أحد يتوقعها، معتبراً أن حزبه «دائماً يصنع المفاجآت، وأمكراز هو وزير في الحكومة بدعم من جلالة الملك».
وقال العثماني في افتتاح ملتقى وطني لـ«العدالة والتنمية» نهاية الأسبوع الماضي: «نريد أن نعطي إشارة إلى أن الشباب لهم موقع في الواقع السياسي، ولهم مستقبل ليس بالكلام فقط، والبعض قالها ولم يطبقها، ونحن رغم أننا لم نقلها طبقناها»، وذلك في لمز واضح منه لعزيز أخنوش رئيس «التجمع الوطني للأحرار» الذي ظل في خطاباته الأخيرة يركز على حق الشباب في تولي المسؤوليات لكنه لم يرشّح أي وزير شاب لدخول الحكومة.
ولم يتأخر رد قادة «تجمع الأحرار» على العثماني، حيث استغل الحزب عقد مؤتمر شبيبته في مدينة فرنكفورت الألمانية للقيام بذلك. ووجه أخنوش انتقادات غير مسبوقة لرئيس الحكومة، اتهمه فيها بالتشويش على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية بالبرلمان، يوم الجمعة.
وقال أخنوش الذي بدأ منزعجاً من العثماني: «لم يمر يوم واحد بعد خطاب الملك أمام البرلمان، والذي دعا من خلاله إلى تجاوز الصراعات السياسية الضيقة والتركيز على العمل، حتى خرج رئيس الحكومة بتصريحه»، معتبراً ذلك «تشويشاً غير معقول على الخطاب». وأضاف أخنوش أن رئيس الحكومة تهكّم «على حزبنا بشكل صريح، وأقول له نحن شركاؤك في الغالبية، وكنّا معك رجالاً في تأسيس هذه الحكومة، ولم تسمعوا منا أي شيء. سهّلنا المأمورية، وتعاونا معكم، لأننا اعتبرنا أنها مرحلة ويجب أن تمر».
وزاد: «لم أفاجأ بكلام شباب الحزب وأعضاء المكتب السياسي عن الموضوع، رغم أنه سبق لي أن طلبت منهم عدم التعرض لرئيس الحكومة، لأننا نحترم المؤسسة ونحترم التراتبية، وهو كذلك لم يتعرض لنا يوماً، ولكنه فعل الآن وسيجدنا (نرد عليه)». واعتبر أن حديث العثماني عن الثقة الملكية التي يحظى بها الوزير أمكراز «يثير الاستغراب والرفض في الآن نفسه، وعليه أن يجيب الغالبية: هل وزراء الحكومة لديهم الثقة أم ذلك الوزير وحده من لديه الثقة الملكية؟».
ومضى أخنوش مهاجما العثماني أمام شباب حزبه في الخارج، قائلاً: «تحدث عن الثقة الملكية في وزير منهم، لكن عليه أن يقول كل شيء، ويكشف الأسماء التي قال له الملك يجب أن تبقى في الحكومة لأنها من الكفاءات»، في إشارة إلى الوزراء المنتمين لـ«التجمع الوطني للأحرار».
ونفى أخنوش أن يكون قد وعد بإدخال الشباب للحكومة الحالية، موضحاً: «يجب أن يكون كلام رئيس الحكومة صحيحاً، كي لا أقول شيئا سيئاً». وأضاف «قلت للشباب في أكادير: ستكونون في الحكومة في 2021 لأنني أعي ما أقول، ولا يمكن أن أقحم الشباب في السياسة الكبيرة مباشرة، يجب تأطيرهم وتكوينهم لينجحوا في مهامهم»، الأمر الذي يمثّل إشارة واضحة إلى أنه يثق في فوز حزبه بالانتخابات التشريعية المقبلة.
من جهته، هاجم محمد أوجار، وزير العدل السابق والقيادي في «التجمع الوطني للأحرار»، رئيس الحكومة معتبراً أن تصريحاته «يندى لها الجبين». وقال: «بعد خطاب الملك رأينا سلوكاً يندى له الجبين، ولا يرقى إلى مستوى منصب رئيس الحكومة، ونحن معبأون لخدمة الوطن، لا تهمنا المناصب، خلافاً لآخرين يرغبون في اقتسام الغنائم واستغلال المؤسسات لتصفية الحسابات أو الترضيات». وزاد أوجار مهاجما العثماني: «رئيس الحكومة زعيم يخلق الانسجام والتوافق، وبعد عبد الرحمن اليوسفي لم نجد من يملأ هذا المنصب إلى حدود الآن». وأضاف: «في الوقت الذي نحيي اليوسفي نتأسف للسلوكيات السياسية التي تصدر عن هذا المنصب الذي يستغل لإصدار التفاهات السياسية»، وفق تعبيره.
المغرب: الخلافات تستعر داخل الغالبية الحكومية
رد «غير مسبوق» من أخنوش على العثماني
المغرب: الخلافات تستعر داخل الغالبية الحكومية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة