روحاني: تقليص التزاماتنا النووية مستمر

خبراء بريطانيون في طهران لتحديث مفاعل «أراك»

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال إلقائه كلمته اليوم (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال إلقائه كلمته اليوم (إ.ب.أ)
TT

روحاني: تقليص التزاماتنا النووية مستمر

الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال إلقائه كلمته اليوم (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال إلقائه كلمته اليوم (إ.ب.أ)

أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم (الاثنين)، إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، إلى أن يفي الاتحاد الأوروبي بالتزاماته المنصوص عليها في الاتفاق.
وأضاف روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، أن إيران ستبدأ قريباً العمل على أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً، مؤكداً أن المحادثات مع أميركا لن تكون ممكنة إلا إذا عادت إلى الاتفاق النووي ورفعت العقوبات عن طهران، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقلصت إيران تدريجياً التزاماتها في الاتفاق منذ مايو (أيار) بعد أن انسحبت الولايات المتحدة منه. ودعت طهران القوى الأوروبية الموقعة على الاتفاق إلى العمل على إنقاذه بحماية اقتصاد إيران من العقوبات الأميركية.
وفي سياق متصل، وصل خبراء بريطانيون اليوم إلى إيران للقيام بأعمال تهدف إلى تحديث مفاعل الماء الثقيل في أراك بوسط البلاد، حسبما أعلنت السفارة البريطانية في طهران (الاثنين).
وفككت إيران قلب هذا المفاعل النووي بطريقة تجعله غير قابل للاستخدام، بموجب ما نصّ عليه الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران ومجموعة «5+1»؛ (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين وألمانيا).
وأعلنت سفارة المملكة المتحدة في بيان (الاثنين) أن خبراء بريطانيين يساعدهم فريق خبراء صينيين «وصلوا إلى طهران اليوم للقيام بالخطوات المقبلة من تحديث مفاعل (أراك)». وأضافت أن الخبراء سيجرون خلال الزيارة التي تستمرّ 3 أيام «مشاورات مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بشأن المساعدة التقنية الدولية» التي تقدَّم للمشروع، وأوضحت أن «هذه الزيارة جزء من التعهد الذي اتخذناه لضمان أن الاتفاق النووي يفيد إيران والمجتمع الدولي في آن واحد».
وسيدير الفريق البروفسور روبن غرايمز، كبير المستشارين للشؤون العلمية لدى وزارة الدفاع البريطانية، بحسب السفارة، التي أضافت: «نحن نحترم تعهدنا بالتعاون مع إيران لتحديث مفاعل (أراك) بهدف أن تطوّر إيران برنامجاً مدنياً نووياً حديثاً»، مشيرة إلى أن «تقدماً مهماً أُحرز العام الماضي» في هذا المشروع.
وينصّ الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة على إعادة هيكلة وإعادة بناء مفاعل «أراك» (الواقع على مسافة 240 كيلومتراً جنوب غربي طهران) بمساعدة خبراء أجانب بهدف تحويل المنشأة إلى مفاعل للأبحاث غير قادر على إنتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.