ترمب يدافع عن قرار سحب القوات الأميركية ويأمل في «تراجع» الأكراد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT

ترمب يدافع عن قرار سحب القوات الأميركية ويأمل في «تراجع» الأكراد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (السبت)، إنه يأمل أن «يتراجع» الأكراد في سوريا عن الحدود التركية السورية، في الوقت الذي تقوم فيه تركيا بشن هجوم على المنطقة.
وقال ترمب، في إشارة إلى تركيا والأكراد، خلال كلمة ألقاها في واشنطن، إنه «من الصعب للغاية أن تتغلب قوة لا تمتلك طائرات على قوة تمتلك طائرات». وقال ترمب عن الأكراد: «آمل أن يفعلوا ذلك (أي يتراجعوا)».
وانتقد الحلفاء الغربيون، العملية التركية داخل سوريا، التي بدأت يوم الأربعاء الماضي، قائلين إنها تخاطر بإثارة أزمة إنسانية حادة، وكذلك بإعادة إحياء تنظيم «داعش» المتطرف في المنطقة.
ودافع ترمب أمس عن قراره بسحب القوات الأميركية من الحدود السورية مع تركيا، وقال، في إشارة إلى الحدود الأميركية مع المكسيك، «لا أعتقد أن جنودنا يجب أن يكونوا هناك خلال الخمسين عاماً القادمة لحماية الحدود بين تركيا وسوريا، في الوقت الذي لا نستطيع فيه حماية حدودنا في الوطن».
وتحالفت الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين منذ عام 2014 في الحرب ضد تنظيم «داعش». وفقدت القوة التي يقودها الأكراد نحو 10 آلاف شخص في الحرب. وتركيا لديها صراع طويل الأمد مع الأقلية الكردية في الداخل.
وأضاف الرئيس الأميركي: «لقد قتلنا (داعش) وهزمناهم، وقمنا بعملنا، وعلينا العودة إلى الوطن».
كان وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس، قد أدلى بتصريحات، في وقت سابق، أمس، تتعارض بشكل مباشر مع ترمب قائلاً: «إن تنظيم (داعش) لم يُهزم، وسينهض مجدداً إذا لم تواصل الولايات المتحدة حربها ضده».
وأضاف ماتيس في مقابلة مع برنامج «ميت ذا برس» الذي تذيعه شبكة «إن بي سي» الأميركية: «(داعش) لم يُهزم، علينا أن نواصل الضغط على (داعش) لكيلا ينهض مجدداً، وفي هذه الحالة، إذا لم نبق على الضغط، فإن (داعش) سينهض حينئذ. من المسلم به أنه سيعود».
كان ماتيس قد استقال في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد أن قال ترمب إنه سيسحب القوات الأميركية من سوريا. واحتفظت الولايات المتحدة ببعض القوات في البلاد، بعد أن أثار هذا الإعلان تنديداً دولياً وداخلياً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.