اتخذ مجلس وزراء الخارجية العرب مساراً أممياً لوقف «العدوان التركي» على سوريا، فيما تحفظت كل من قطر والصومال على قرار مجلس الجامعة في هذا السياق، وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنه «قد يكون هناك زيارة محتملة لوفد وزاري عربي لمجلس الأمن بشأن العدوان».
وجاءت تصريحات أبو الغيط، خلال مؤتمر صحافي، أمس، بختام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد بناء على طلب مصر.
وقال أبو الغيط، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إنه سيتواصل «بشكل فوري مع أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، لتحديد موعد ترتيب عقد جلسة مجلس الأمن، وإبلاغه بالقرارات التي صدرت عن المجلس الوزاري العربي».
كما أفاد أبو الغيط، خلال المؤتمر الصحافي، أن «هناك حاجة لعقد اجتماع مخصص لبحث مسألة استعادة المقعد السوري للجامعة العربية»، لافتا إلى أن «هناك دولا عربية ترى أن هناك طلبات من سوريا لكي تستعيد نشاطها في الجامعة العربية».
وحذر أبو الغيط من أن «العدوان التركي، كما طُرحت خططه وحُددت أهدافه، يرمي إلى اقتطاع مساحة من الأراضي السورية بعمق يصل إلى 32 كيلومتراً... وبطول يتجاوز 400 كيلومتر... ويسعى إلى اقتلاع السكان من هذه الأراضي... ثم إحلال آخرين محلهم من اللاجئين لديه»... متسائلا: «إن لم يكن هذا احتلالاً وغزواً، فبماذا يُمكن تسميته؟».
وقال أبو الغيط إن «ما سمعناه في الأيام الأخيرة من استخدام اللاجئين كورقة مقايضة في مواجهة الجانب الأوروبي يعكس انحداراً جديداً غير مسبوق، وإن الضغط على العالم بالتلويح بمصير اللاجئين ليس من الأخلاق، وليس من الإنسانية وليس من الإسلام».
وأعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية أنه «سيكون هناك طلب عراقي مكتوب يقدم للجامعة العربية يدعو لعودة سوريا حال تجمع أكبر عدد من الدول العربية للمطالبة بعودة سوريا». وذكر الوزير العراقي أن عدداً من الدول العربية أعربت خلال الاجتماع عن أهمية عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية وأصبح المطلب يردد بشكل لا بأس به.
وخلال الاجتماع، اعتبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن «المنطقة تشهد فصلا جديدا من فصول عدوان تركيا على سوريا، التي تسعى لتنفيذ سياسات تنتمي لعهد قد ولى بلا رجعة، وتحاول الخروج من أزمتها الداخلية عبر العدوان على سوريا».
وقال شكري في كلمته، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، إن «العدوان التركي على الأراضي السورية يحاول التخفي وراء ستار محاربة الإرهاب، وفي ذلك ما يثير السخرية والاستغراب في آن واحد في ظل الدلائل القاطعة التي تشير إلى مسؤولية تركيا وقيادتها عن دعم المنظمات الإرهابية بالمنطقة واحتضانها لكيانات وشخصيات ثبتت صلتها بالإرهاب وتسهيلها لانتقال مختلف المقاتلين الإرهابيين بمختلف أنحاء المنطقة العربية».
وشدد شكري على أن «النظام التركي يحاول الخروج من أزمته الراهنة بالاندفاع في سياسته العدوانية ومحاولة اقتطاع نفوذ في سوريا وإجراء تغييرات ديموغرافية في سوريا، الأمر الذي يرتقي للحرب والجرائم ضد الإنسانية».
ورأى وزير الخارجية المصري، أمس، أن «تركيا تتحمل المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها السافر، وبالتالي تفشي الإرهاب مجدداً وعودة تلك التنظيمات الإرهابية لممارسة أنشطتها في الشرق الأوسط على اتساعه».
وتابع شكري: «على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في مواجهة هذا الدعم السافر للإرهاب، وهذا الاستخفاف الفاضح بمبادئ القانون الدولي كافة»، لافتا إلى أن «النظام التركي يحاول استغلال الظروف القاسية في سوريا والأزمة الممتدة التي يعيشها السوريون كذريعة سافرة لاحتلال الأراضي العربية».
بدوره، دعا وزير خارجية لبنان، جبران باسيل، إلى «عقد قمة عربية تكرس المصالحة والرد على العدوان التركي وفتح قنوات بين الدول العربية، وكذلك محيطها العربي».
الجامعة العربية تتحرك أممياً لوقف «العدوان التركي» على سوريا
وسط تحفظ قطري وصومالي على قرارات المجلس الوزاري في القاهرة
الجامعة العربية تتحرك أممياً لوقف «العدوان التركي» على سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة