الانتخابات التونسية... أرقام ودلالات

تونسية وابنها يسيران في شارع مليئ بالدعايات  للانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً (إ.ب.أ)
تونسية وابنها يسيران في شارع مليئ بالدعايات للانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً (إ.ب.أ)
TT

الانتخابات التونسية... أرقام ودلالات

تونسية وابنها يسيران في شارع مليئ بالدعايات  للانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً (إ.ب.أ)
تونسية وابنها يسيران في شارع مليئ بالدعايات للانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً (إ.ب.أ)

وجّه أكثر من 7 ملايين ناخب وناخبة رسائل سياسية بالجملة إلى صناع القرار من رموز النظام الذي حكم تونس منذ إعلان استقلالها عن فرنسا في 1956، ثم إلى المنظومة الحاكمة منذ «ثورة يناير (كانون الثاني) 2011». وكانت أبرز رسالة امتناع أكثر من نصف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية يوم 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، ثم في الانتخابات البرلمانية يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. كذلك، وجه قطاع من الناخبين الشباب والفقراء رسائل إلى الأحزاب والزعامات السياسية التقليدية من خلال تصويته جزئياً لفائدة شخصيات وأحزاب من خارج المنظومة الحاكمة تأكيداً على رغبة في التغيير والتجديد.
ومن ثم، تواجه الأطراف السياسية التونسية صعوبات في تشكيل الحكومة الجديدة بسبب «الفسيفساء» السياسية والحزبية التي أفرزتها الانتخابات البرلمانية دون تمكين أي كتلة من الحصول على غالبية مطلقة تمكنها من الحكم وحدها، كما يوضح توزيع الأصوات في مختلف الدوائر في الانتخابات البرلمانية والدور الأول من الانتخابات الرئاسية مثلما كشفت عنه مصادر إعلامية وسياسية متطابقة:
> حركة النهضة 561041 صوتاً في الانتخابات البرلمانية، مقابل مليون ونصف مليون صوت تقريباً في انتخابات 2011، ومليون صوت في انتخابات 2014.
> عبد الفتاح مورو مرشح «حركة النهضة» في الانتخابات الرئاسية حصل على 434517 صوتاً فقط، أي أن قوائم حركته حققت في الانتخابات البرلمانية زيادة 129511 صوتاً.
> حزب «قلب تونس»، بزعامة نبيل القروي، حصل على 409954 صوتاً، مقابل 525517 في الرئاسية، أي بفارق سلبي 115954... بما يعني أن إيقاف القروي والحملة الإعلامية ضد بعض المتهمين بالفساد من حزبه أساءت إليهم.
> حزب التيار الديمقراطي 167054 صوتاً، مقابل 122287 لزعيمه محمد عبو في الرئاسية، أي بزيادة 44767.
> ائتلاف الكرامة (مستقلون بعضهم انشق عن حركة النهضة) 188845 صوتاً، مقابل 147351 لزعيمه المحامي الشاب سيف الدين مخلوف في الرئاسية، أي بزيادة 41494.
> الحزب الحر الدستوري، 166111 صوتاً، مقابل 135461 لزعيمته المحامية الشابة عبير موسي في الرئاسية أي بزيادة 30650. وتتنازع عبير موسي زعامة الأوفياء للنظام السابق مع قياديين من أحزاب قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد.
> حركة الشعب القومية العربية 92047 صوتاً، مقابل 239951 للكاتب والصحافي العروبي الصافي سعيد في الرئاسية، أي بنقص 147904 أصوات.

معدلات وحقائق
وبذلك يكون معدل الأصوات لكل كرسي للأحزاب الستة الأولى:
> حركة النهضة 52 مقعداً بمعدل 10789 عن كل مقعد.
> حزب قلب تونس 38 مقعداً بمعدل 10788 صوتاً عن كل مقعد.
> التيار الديمقراطي 22 مقعداً (من بينها مقعد بعد إسقاط قائمة انتخابية في فرنسا) بمعدل 7593 صوتاً عن كل مقعد.
> ائتلاف الكرامة 21 مقعداً بمعدل 8992 صوتاً عن كل مقعد.
> الحزب الحر الدستوري 17 مقعداً بمعدل 9418 صوتاً عن كل مقعد.
> حركة الشعب 16 مقعداً (من بينها مقعد بعد إسقاط قائمة تابع لحزب الرحمة المتدين المتشدد) بمعدل 5752 صوتاً عن كل مقعد.

استنتاجات
> حركة النهضة حصلت على مقاعد في كل الدوائر وتصدرت الترتيب من حيث عدد الأصوات في 25 دائرة، وحصلت على نسبة تجاوزت الـ40 في المائة في دائرة واحدة والـ30 في المائة في ثلاث دوائر وتجاوزت الـ20 في المائة في ست دوائر.
> حزب قلب تونس تصدر ترتيب القائمات في سبع دوائر وتجاوز نسبة الـ20 في المائة في خمس دوائر، ولم يفز بأي مقعد في سبع دوائر، ثلاث منها بالخارج، وثلاث بالجنوب هي تطاوين وقبلي وتوزر
> التيار الديمقراطي، أفضل نسبة تحصل عليها بالداخل كانت 13.82 في المائة بصفاقس 2 وتجاوز نسبة الـ10 في المائة في سبع دوائر، وتحصل على عشرة مقاعد بنسب تتراوح بين 2.56 في المائة و5 في المائة، وغاب عن تمثيلية 11 دائرة.
> ائتلاف الكرامة حصل على مقاعده بنسب أدناها 2.89 بسيدي بوزيد وأقصاها 14.48 بقبلي.
> الحزب الحر الدستوري تصدر النتائج بقائمة محافظة المنستير، موطن الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة، وحل ثانياً في تونس 2، ولم يحصل عن أي مقعد في 19 دائرة.
> حركة الشعب حققت أفضل نسبة بولايتي مدنين ومنوبة بأكثر من 19 في المائة، وأسوأ نسبة بالقيروان (2.75 في المائة) وغاب عن تمثيلية 19 دائرة انتخابية.


مقالات ذات صلة

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

حصاد الأسبوع جريمة اغتيال رفيق الحريري (غيتي)

لبنان يواجه تحدّيات مصيرية في زمن التحوّلات

يواجه لبنان جملة من التحديات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، خصوصاً في مرحلة التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة وترخي بثقلها على واقعه الصعب

يوسف دياب (بيروت)
حصاد الأسبوع تحت ضغط الفضائح والخلافات انخفضت شعبية يون، وقبل أقل من شهر أظهر استطلاع للرأي أن شعبيته انخفضت إلى 19 % فقط

يون سوك ــ يول... رئيس كوريا الجنوبية أثار زوبعة دعت لعزله في تصويت برلماني

تشهد كوريا الجنوبية، منذ نحو أسبوعين، تطورات متلاحقة لا تلوح لها نهاية حقيقية، شهدت اهتزاز موقع رئيس الجمهورية يون سوك - يول بعد إعلانه في بيان تلفزيوني

براكريتي غوبتا (نيودلهي (الهند))
حصاد الأسبوع تشون دو - هوان (رويترز)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
حصاد الأسبوع الشرق السودان دخل دوامة الحروب السودانية المتمددة (رويترز)

شرق السودان... نار تحت الرماد

لا يبعد إقليم شرق السودان كثيراً عن تماسّات صراع إقليمي معلن، فالجارة الشرقية إريتريا، عينها على خصمها «اللدود» إثيوبيا، وتتربص كل منهما بالأخرى. كذلك، شرق

أحمد يونس (كمبالا (أوغندا))
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

"تايم "تختار دونالد ترمب شخصية العام 2024

اختارت مجلة تايم الأميركية دونالد ترمب الذي انتخب لولاية ثانية على رأس الولايات المتحدة شخصية العام 2024.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»