يطلق أكثر من 66 شخصية عربية ودولية خلال تجمعهم في العاصمة المصرية القاهرة وثيقة لـ«التسامح ونبذ التعصب»، وذلك خلال فعاليات مؤتمر ديني تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية. وقال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن «الوثيقة تهدف إلى التآزر لدعم الجهود المبذولة، ووقف العبث بمبادئ التشريع والفقه والإفتاء الداعمة للتعايش والتسامح، كما تهدف إلى نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية».
ويُعقد المؤتمر تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأحد فنادق القاهرة، خلال الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»... وتتضمن فعاليات المؤتمر عقد ثلاث ورشات، منها ورشة عن «الفتوى وتكنولوجيا المعلومات» وتهدف إلى التعرف على كيفية استفادة المفتي من الثورة الرقمية في تحسين الأداء الإفتائي، ووضع أسس نظرية وعملية للاستفادة الرقمية في مجال الإفتاء، وتفعيل مشروع حوسبة الفتوى. وكذا ورشة تتناول «آليات مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا».
وأكد الدكتور نجم، وهو مستشار مفتي مصر، أن «المؤتمر يهتم باستثمار حالة الخلاف الفقهي بين العلماء، لخدمة الشأنين الديني والتنموي على حد سواء، فضلاً عن الخروج بمجموعة من التدابير والإجراءات التي من شأنها إدارة هذا الخلاف بأسلوب رشيد وخدمة قضايا المجتمع المعاصر وإشكاليات الإنسانية بشكل عام، وكذلك دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة، والوقوف أمام التحديات الراهنة بثبات دون اهتزاز أو تردد؛ دعماً لاستقرار الأوطان التي أتعبها التناحر والخلاف»، مؤكداً أن «حاجة الوقت تقتضي استثمار هذا الخلاف لخدمة البشرية في ظل حالة من الحراك المتطرف يئن منها الجميع»، مشيراً إلى أن «مناقشات المؤتمر سوف ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي».
ومن المقرر أن تناقش فعاليات المؤتمر «كيفية استثمار الخلاف الفقهي الموروث في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة، والوقوف أمام التحديات، وتفادي أن يكون الخلاف الفقهي سبباً في صراع مذهبي أو طائفي بين المسلمين أنفسهم، حيث نتج عن إساءة إدارته استغلال بعض الجماعات المتطرفة لارتكاب وتبرير أفعالها الإجرامية، التي هي بمنأى عن المقاصد والأخلاق والقواعد التي نبعت منها هذه الخلافات».
أما عن محاور المؤتمر، فتدور حول «الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي» عبر دراسة نقاط الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة، وقضية الخلاف الفقهي بصفة خاصة. و«تاريخ إدارة الخلاف الفقهي». و«إدارة الخلاف الفقهي».
وبحسب إبراهيم نجم، «فمن المقرر خلال المؤتمر إطلاق جائزة تهدف إلى تشجيع البحث العلمي الشرعي، وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية خاصة المعاصرة منها، وإعلان (اليوم العالمي للإفتاء) الذي يهدف إلى تكريس ضوابط الفتوى والاستفتاء، وتعزيز المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية في أوساط الأمم والشعوب الإسلامية، والتنسيق بينها لتبادل الخبرات، إضافة إلى تدشين (مرصد المستقبل الإفتائي)»، مؤكداً أن «الاهتمام بالدراسات المستقبلية من الضرورات التي لا غنى عنها للدول والمجتمعات والمؤسسات، حيث لم تعد ترفاً فكرياً». في غضون ذلك، أعلنت دار الإفتاء المصرية، أمس، نجاحها في تسجيل حسابها الرسمي على موقع التواصل «إنستغرام»، لينضم إلى الصفحات الرسمية الموثقة للدار على «فيسبوك» و«تويتر». وقالت الدار: «بلغ عدد متابعي صفحتها على (إنستغرام) 242 ألف متابع، بينما تخطى عدد المتابعين للصفحة الرسمية على (فيسبوك) 8 ملايين و400 ألف متابع، فضلاً عن متابعي صفحات الدار الأخرى على مواقع التواصل والتي تبلغ 16 صفحة».
مؤتمر ديني بمصر يبحث تدشين وثيقة لـ«التسامح ونبذ التعصب»
بمشاركة 66 شخصية عربية ودولية لمعالجة قضية «الخلاف الفقهي»
مؤتمر ديني بمصر يبحث تدشين وثيقة لـ«التسامح ونبذ التعصب»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة