الأردن يتوعد بمحاسبة مطلقي «الهتافات السياسية» في مباراة الكويت

الصفدي: العلاقات الأخوية بين البلدين عصية على كل مثيري الفتنة

جماهير أردنية حضرت لمساندة منتخبها في مباراة الكويت (أ.ف.ب)
جماهير أردنية حضرت لمساندة منتخبها في مباراة الكويت (أ.ف.ب)
TT

الأردن يتوعد بمحاسبة مطلقي «الهتافات السياسية» في مباراة الكويت

جماهير أردنية حضرت لمساندة منتخبها في مباراة الكويت (أ.ف.ب)
جماهير أردنية حضرت لمساندة منتخبها في مباراة الكويت (أ.ف.ب)

كادت هتافاتٌ من بعض الجماهير الأردنية، تتسبب في أزمة سياسية بين عمان والكويت، وذلك خلال المباراة التي جمعت المنتخبين، أول من أمس، في استاد عمان الدولي، ضمن تصفيات آسيا المونديالية، وذلك بعد إطلاقهم لهتافات للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وقبل أن تبدأ المباراة بين المنتخبين الأردني والكويتي، تسببت هتافات بعض من الجمهور الأردني في حملة استنكار واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، رفضت تصرفات الجمهور «الذي تجاوز التقاليد الرياضية والروح العالية بين الشقيقين».
ومباشرة وبعد انتهاء المباراة بالنتيجة السلبية بين المنتخبين الشقيقين، بادر الجمهور الكويتي بتنظيف مقاعده على المنصة في استاد عمان الدولي، فالتقط نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي المبادرة الشبابية، معاودين نقدهم لـ«مندسين» بين الجمهور الكروي الأردني، أساءوا التصرف بهتافاتهم، التي اعتبروها «غير مسؤولة».
كان وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الحمد الصباح، أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، نقل إليه استياء الكويت واستهجانها لما صدر عن الجماهير الأردنية من إساءات للكويت من خلال الهتافات التي تمثل إقحاماً للرياضة بأمور لا تمت لها بصلة بل وتشويهاً لمقاصدها.
وقالت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان صحافي، إن الوزير الصفدي عبر من جانبه عن أسفه واستيائه من هذه التصرفات، التي لا تعكس طبيعة العلاقات الأخوية، وما يكنه الشعب الأردني من تقدير لأشقائه في الكويت، مؤكداً أن بلاده لن تقبل بمثل هذه الإساءات، وستباشر اتخاذ إجراءاتها لمعرفة من يقف خلفها ومحاسبته.
وشدد الصفدي، خلال الاتصال، على «أن أي إساءة لدولة الكويت الشقيقة وشعبها الأصيل إساءة للأردن ندينها ونرفضها». وقال الصفدي «علاقاتنا الأخوية أقوى من محاولات بعض يستهدفها، ولا يمثل الأردن وقيمنا واعتزازنا بالكويت الشقيقة وما يجمعنا بها من روابط المحبة والاحترام».
وأكد الصفدي والشيخ الصباح أن الأردن والكويت ماضيان ‏ في تعزيز علاقاتهما الاستراتيجية الراسخة الصلبة المتجذرة في وجدان الشعبين الأردني والكويتي الأبيين وقيادتيهما الحكيمتين.
وأكد الصفدي أن العلاقات الأردنية الكويتية الأخوية «عصية على كل من يحاول الإساءة لها وبث الفتنة بين الأشقاء».
من جانبه، أكد الاتحاد الأردني لكرة القدم، أنه «سيتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المسيئين، الذين لا يمثلون الأردن بأخلاقه وتقديره للأشقاء كافة، مع التأكيد على الاعتزاز الكبير بالعلاقات المميزة التي تجمعنا والأشقاء في الكويت، وفي المجالات كافة، ومنها كرة القدم، التي تعد مثالاً يحتذى بالتعاون والتنسيق».
ورفض الاتحاد الأردني لكرة القدم «وبشدة»، ما صدر من هتافات خارجة عن الأطر الرياضية والأعراف والمبادئ المعززة لقيم الاحترام والحفاوة، «والتي خرجت عن فئة غير مسؤولة ودخيلة على قيم مجتمعنا الأردني الأصيل المحب لأشقائه والحريص على عكس كل صور الترحيب والتقدير لضيوفه الأعزاء»، مبدياً أسفه المقترن بالاستغراب والاستهجان من هتافات غير مسؤولة صدرت عن مدرجات استاد عمان الدولي خلال مباراة منتخبنا الوطني وشقيقه الكويتي.
وأكد مجلس النواب الأردني، من جهته، «رفضه أي مساس بعمق العلاقة الأردنية الكويتية»، مشدداً على أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعد مثالاً يحتذى بالأخوية الصادقة تحت مظلة الهوية العربية الإسلامية.
واستنكر المجلس، في بيان، أي محاولة للمساس بروابط الأخوة التي تربط البلدين الشقيقين، مشدداً على أن أي محاولة للنيل من العلاقة الأردنية الكويتية هي محاولة لضرب العلاقة التي تمثل عمقاً عربياً راسخاً، ومحاولة للعبث بعلاقة مع شقيق له مواقف لا مجال لنكرانها أو تجاوزها.
وزاد المجلس، في بيانه، أن العلاقات الراسخة بين البلدين الممتدة لسنوات من الثقة والتنسيق المستمرين، يتوجب على الجميع احترامها، والدفع بها قدماً، مشدداً على أهمية وحدة الصف العربي، وتماسكه، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، وألا تكون الرياضة سبباً في الفرقة والتشتت أو العبث.
وأكد البيان على أن مجلس النواب الأردني ومجلس الأمة الكويتي على تنسيق وتشاور مستمرين، ولديهما من المواقف تجاه قضايا أمتنا المركزية، على رأسها القضية الفلسطينية، ما يبعث دوماً على التقدير والاعتزاز في مختلف المحافل البرلمانية، مشيراً إلى مواقف الكويت الداعمة باستمرار لعدالة وشرعية القضية الفلسطينية، وحق الأشقاء الفلسطينيين في نيل حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني.
من جهته، عبر رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، عن استنكاره ورفضه الشديدين للإساءات التي صدر عن ثلة قليلة مندسة بحق الكويت وشعبها خلال مباراة كرة القدم التي جمعت منتخبي البلدين الخميس على استاد مدينة الحسين للشباب، مطالباً اتحاد كرة القدم والجهات المعنية بمتابعة مطلقي هذه الإساءات ومحاسبتهم وفق القانون.
وأكد الفايز على عمق العلاقات الأردنية الكويتية، وقال إنها علاقات قوية وراسخة واستراتيجية تقوم على وحدة الهدف والمصير والمصالح المشتركة لبلدين وشعبينا الشقيقين.
وقال: «إننا في الأردن نتقدر عالياً المستوى الرفيع الذي وصلت إليه علاقات بلدينا الشقيقين، فهي تشكل نموذجاً في العمل العربي المشترك».


مقالات ذات صلة

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة سعودية الأخضرسيظهر في بطولة الكأس الذهبية للمرة الأولى في تاريخه (الشرق الأوسط)

«الأخضر» في بطولة الكونكاكاف للمرة الأولى في تاريخه

سيشارك المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في بطولة الكونكاكاف «الكأس الذهبية» المقررة في الولايات المتحدة خلال الفترة ما بين 14 يونيو (حزيران) و6 يوليو (تموز)

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية الخليفي أكد أن الفريق الباريسي بحاجة إلى ملعب جديد (الشرق الأوسط)

الخليفي: الملعب الجديد سينقذ سان جيرمان من الموت

قال القطري ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، إنّ النادي يحتاج «لبناء ملعب جديد بأسرع وقت ممكن» بعيداً عن ملعبه الحالي المملوك من قبل بلدية العاصمة.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة سعودية المنتخب السعودي سيشارك في الكأس الذهبية للمرة الأولى في تاريخه (تصوير: علي خمج)

للمرة الأولى في تاريخه... الأخضر يشارك في «الكونكاكاف 2025»

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن المنتخب السعودي لكرة القدم سيشارك في بطولة الكونكاكاف الذهبية المقرر إقامتها في الولايات المتحدة في الفترة ما بين 14 يونيو

«الشرق الأوسط» (الرياض: )

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.