هل يجد مانشستر سيتي حلولاً لمشكلاته الدفاعية؟

طريقة اللعب التي يعتمد عليها غوارديولا تجعل الفريق يعاني في الخط الخلفي

لاعبو مانشستر سيتي بعد الهزيمة أمام وولفرهامبتون  -  هل يجد غوارديولا حلاً لمشكلاته الدفاعية؟
لاعبو مانشستر سيتي بعد الهزيمة أمام وولفرهامبتون - هل يجد غوارديولا حلاً لمشكلاته الدفاعية؟
TT

هل يجد مانشستر سيتي حلولاً لمشكلاته الدفاعية؟

لاعبو مانشستر سيتي بعد الهزيمة أمام وولفرهامبتون  -  هل يجد غوارديولا حلاً لمشكلاته الدفاعية؟
لاعبو مانشستر سيتي بعد الهزيمة أمام وولفرهامبتون - هل يجد غوارديولا حلاً لمشكلاته الدفاعية؟

تعرض مانشستر سيتي لهزيمة مفاجئة على ملعبه بهدفين دون رد أمام وولفرهامبتون واندررز، وعانى الفريق بشدة أمام نجوم الذئاب: تيمو بوكي، وتود كانتويل، وراؤول خيمينيز، وأداما تراوري. وبالتأكيد، لا تعني هذه الخسارة أن المدير الفني لسيتي، جوسيب غوارديولا، بدأ ينحرف عن المسار الصحيح، أو أنه أصبح مديراً فنياً فاشلاً. فمن المؤكد أن غوارديولا مدير فني طموح، يحلم بتكوين فريق متكامل، يمكنه المنافسة على جميع البطولات والألقاب. وقد أنفق غوارديولا كثيراً من الأموال، واستغل خبراته الكبيرة لتطبيق فلسفته على أرض الواقع.
وقد صنع غوارديولا «أسلحة فتاكة» لسحق الفرق المنافسة، ورأينا ذلك بصورة واضحة في المباراة التي فاز فيها مانشستر سيتي على واتفورد بثمانية أهداف دون رد. ومع ذلك، فإن هذا الفريق المبدع الذي كونه غوارديولا يعاني من عيب قاتل، وهو العيب الذي تم استغلاله بأفضل شكل ممكن من قبل كل من بورنموث ونوريتش سيتي وولفرهامبتون واندررز.
ويجب الإشارة هنا إلى أن مانشستر سيتي قد لا يكون قادراً على إيجاد حل لهذا العيب، لأن هذا العيب ربما يكون ضرورياً لتشغيل الآلة الهجومية للفريق. ومع ذلك، يسجل مانشستر سيتي عدداً هائلاً من الأهداف، ويسيطر على مجريات الأمور تماماً أمام الفرق المنافسة، وبالتالي يمكنه الحفاظ على نظافة شباكه في كثير من المباريات، لأنه يستحوذ على الكرة أغلب فترات اللقاء. لكن سيظل الفريق عرضة دائماً للمعاناة أمام الفرق التي يمكنها التغلب على أسلوب الضغط العالي، والتي يمكن للاعبيها أن ينطلقوا بسرعة في المساحات الشاسعة خلف مدافعي مانشستر سيتي، والفرق التي يمكنها أن تدافع بشكل جيد، ثم تعتمد على الهجمات المرتدة.
إن اعتماد مانشستر سيتي على الضغط العالي بطول الملعب يساعد الفريق على الاستحواذ على الكرة، ويزيد من قوة الفريق الهجومية، لكنه دائماً يعطي الفرق المنافسة الفرصة لاستغلال الهجمات المرتدة السريعة، واللعب في المساحات الشاسعة في خط ظهر مانشستر سيتي. وقد تكون هذه الهشاشة الدفاعية جزاء مما يجعل كرة القدم التي يقدمها غوارديولا مع الفرق التي يتولى تدريبها وهي في أفضل حالاتها جذابة للغاية. وربما هناك شيء في غوارديولا يجعله يستمتع بهذا الشعور الدائم بالخطر.
إن المشكلة الدفاعية التي يعاني منها مانشستر سيتي دائماً قد تفاقمت بشكل كبير بسبب ما يبدو أنه أكبر خطأ ارتكبه مانشستر سيتي في سوق انتقالات اللاعبين منذ التعاقد مع كلاوديو برافو. وعندما ننظر إلى ما حدث، سنجد أن المشكلة الدفاعية قد ظهرت على السطح مع نهاية الموسم الماضي، عندما شارك المدافع البلجيكي فينسنت كومباني في 8 مباريات من آخر 11 مباراة للفريق في الدوري. وفي ذلك الوقت، كان يُنظر إلى هذا الأمر على أنه وداع مناسب لقائد الفريق الذي دافع عن ألوانه لسنوات طويلة، والذي كان يساعد زملائه كثيراً بفضل هدوئه وخبراته الكبيرة. ورغم أن الحال ربما كان كذلك بالفعل، فإن هناك سبباً آخر جعل غوارديولا يدفع بكومباني، وهو أنه لا يثق في جون ستونز وأوتاميندي.
كما أن إصابة إيميريك لابورت، وبدرجة أقل جون ستونز، قد أثبتت صعوبة إيجاد بديل لكومباني. وقد ظهر أوتاميندي بشكل سيء للغاية في المباريات الماضية، سواء بسبب شعوره بعدم الراحة والكرة بين قدميه أو بسبب عدم قدرته على بناء الهجمات من الخلف للأمام. وقد بدا من الواضح أنه غير قادر على القيام بالأدوار الدفاعية المطلوبة، وأنه يفتقر للثقة، وهو ما ظهر للجميع في تدخله واندفاعه بشكل سيء على راؤول خيمينيز في الهجمة التي أدت إلى استقبال مانشستر سيتي للهدف الأول أمام وولفرهامبتون واندررز.
لكن هذا كله ما هو إلا مجرد جزء صغير من المشكلة الأكبر التي يعاني منها الفريق في الخط الخلفي، إذ إن الإصابات التي يعاني منها الفريق قد جعلت غوارديولا يدفع بكثير من اللاعبين في مركز الظهير الأيسر، خلافاً لمراكزهم الأصلية، إما عن طريق المدافعين (لابورت)، أو لاعبي خط الوسط (فابيان ديلف وأولكساندر زينشينكو)، أو عن طريق لاعب يلعب في الأساس ناحية اليمين (جواو كانسيلو). ومرة أخرى، استغل وولفرهامبتون واندررز المساحات الشاسعة خلف ظهيري الجنب في مانشستر سيتي، وكان يرسل كرات طولية تسبب مشكلات كبيرة لغوارديولا ولاعبيه.
وقد أكد المدير الفني الهولندي لويس فان غال أن أكبر مشكلة تواجه غوارديولا هي تقدم ظهيري الجنب في فريقه للأمام دائماً، واستغلال الفرق المنافسة لهذه المساحات، مشيراً إلى أهمية ألا يتقدم الظهيرين إلى الأمام في وقت واحد، وأنه لو حدث ذلك فيجب التغطية من خلال محور الارتكاز. وكان فيرناندينيو يجيد القيام بهذا الدور، في الوقت الذي يأخذ فيه رودري مكانه في خط الوسط. لكن أمام وولفرهامبتون واندررز، لم يقم رودري بهذا الدور كما ينبغي، فلم نره يقدم الدعم اللازم لخط الدفاع، ولم نره يقوم بأدواره الهجومية أيضاً بالشكل المطلوب منه!
ويواجه مانشستر سيتي مشكلة أخرى، تتمثل في الكرات الثابتة، ويعود السبب في ذلك إلى أن غوارديولا يفضل التعاقد مع المدافعين الذين يجيدون التمرير، وليس المدافعين الأقوياء الذين يتفوقون في الألعاب الهوائية. ونتيجة لكل ذلك، يبدو مانشستر سيتي معرضاً دائماً لاستقبال أهداف من هجمات مرتدة أو من ضربات ثابتة. وقد تفاقمت هذه المشكلة بسبب كثير من الأخطاء في فترات انتقال اللاعبين السابقة، حيث لم يتم تدعيم الفريق في المراكز التي يعاني منها بشكل واضح، مثل خط الدفاع والظهير الأيسر.


مقالات ذات صلة

غوارديولا: على غريليش القتال لحجز مكانه في التشكيلة الأساسية

رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا: على غريليش القتال لحجز مكانه في التشكيلة الأساسية

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إن جاك غريليش يجب أن يقاتل من أجل حجز مكانه في التشكيلة الأساسية ولكي يستعيد المستوى الذي أظهره خلال الموسم الماضي

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية مرموش سجل تألقاً لافتاً في الدوري الألماني (حسابه على «إنستغرام»)

مرموش يفكر في مان سيتي... هل يكون «صلاح» جديداً في «البريميرليغ»؟

تباينت آراء المتابعين والنقاد المصريين بشأن النادي المستقبلي الأنسب للاعب المصري.

رشا أحمد (القاهرة)
رياضة سعودية محمد صلاح نجم ليفربول ما زال مطلوباً من أندية الدوري السعودي (رويترز)

من يريد راشفورد في الدوري السعودي؟... وصلاح يقترب

نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز الذين تنتهي عقودهم قريباً ليسوا بحاجة إلى طالبي التعاقد.

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: أتحمل مسؤولية التراجع

قال بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، إنه مسؤول عن أداء فريقه المخيب هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية صانع ألعاب مانشستر سيتي كيفن دي بروين (رويترز)

غوارديولا: نحتاج إلى تقييم دي بروين أولاً قبل التمديد معه

قال مدرب مانشستر سيتي، بيب غوارديولا، الجمعة، إن النادي يجب أن يقيّم لياقة صانع الألعاب كيفن دي بروين ومستواه، قبل اتخاذ القرار بشأن تمديد التعاقد معه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.