فرقة «كامكاران» الكردية في أمسية فنية بلندن

فرقة كامكاران الموسيقية تتكون من مجموعة من الإخوة وأخت مع مشاركة بعض الزوجات أو الأبناء، يتميزون بالحس الموسيقي الرفيع والأداء الرائع والصوت الرخيم. أقاموا أول من أمس حفلا غنائيا في قاعة باربيكان بوسط لندن، حضره جمع غفير من الأكراد والإيرانيين والإنجليز وجاليات أخرى مقيمة في بريطانيا، بحيث لم يبق أي مقعد شاغر داخل القاعة. ذلك أن فرقة كامكاران لها صيت عالمي واسع خصوصا بعد أن اصطحبوا شيرين عبادي الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام بطلب منها إلى حفل استلام الجائزة لكي يشنفوا آذان الجمهور بأغان كردية وفارسية تعكس حضارة إيران المتنوعة والعريقة.
وهذه ليست المرة الأولى لفرقة كامكاران في بريطانيا، إذ إنهم سبق أن أقاموا حفلات مشتركة مع «أوركسترا لندن السيمفونية» في مدن بريطانية قبل 10 أعوام وتحديدا في عام 2004. إضافة إلى عروض كثيرة قدّموها في مدن أوروبية وولايات أميركية ودول آسيوية مختلفة. ومن الجدير بالذكر أيضا أنهم أحيوا في شهر مايو (أيار) الماضي حفلا موسيقيا في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، كنشاط خيري يعود ريعه إلى مرضى السرطان في كردستان.
بدأ الحفل - كالعادة - بتقديم أعضاء الفرقة واحدا تلو الآخر حيث تلقوا ترحيبا حارا من الجمهور. وبما أن الفرقة من كردستان إيران، فقد فضل القائمون على الحفل - أو بطلب من كامكاران ربما - تقسيمه إلى جزأين؛ فارسي وكردي.
الجزء الأول والمخصص للطرب الفارسي كان أغلب أغانيه من الشعر الفارسي القديم الذي يتميز بطابع صوفي عرفاني، فاختاروا لها ألحانا هادئة تدخل في آذان الجمهور وقلوبهم وعقولهم بانسيابية جميلة وعجيبة.
أما في الجزء الثاني من الحفل الذي كان مخصصا للأغاني الكردية، والذي استؤنف بعد استراحة قصيرة، فيبدو أن كامكاران فضلوا أن يناسب فيه صوتهم الصورة التي يظهرون بها، فدخلوا القاعة هذه المرة بالملابس الكردية ذات الألوان الزاهية والتصميم الجميل، مما حدا بالأكراد الحاضرين - الذين كانوا يشكلون النسبة الأكبر بين الجمهور - أن تتملكهم حالة من الإعجاب والفرح جعلتهم يستمرون في التصفيق والهتاف مدة غير قصيرة.
أما الأغاني فقد كان أغلبها من الفولكلور الكردي الذي تتميز كلماته بالبساطة والتلقائية وألحانه بالإيقاع السريع الذي كان سببا في جعل الجمهور - حتى الذين لم يكونوا يفهمون شيئا من معاني الكلمات - يستمر في تصفيق متناغم مع الأغاني ويأخذه إلى حالة نفسية جميلة بعيدة عن ضغوطات الحياة وبؤس الأخبار التي تُتداول في وسائل الإعلام والتي تتحدث أغلبها عن العنف والإرهاب خصوصا في منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام.
يبقى أن نقول إن مما يميز فرقة كامكاران أيضا أنه ليس هناك توزيع للعزف على الآلات وأداء الأغنيات بين أعضائها، بل الكل يشترك في العزف والأداء في نفس الوقت، في تبادل جميل للأدوار حسب نوع وقوة صوت العضو وآلته التي تتطلب الفقرة الغنائية إبراز نغمتها في الأغنية.