تباين الآراء حول معاقبة لاعب أميركي مسلم لسجوده بعد تسجيله هدفا

عاقب نادي «شيفز» (الزعماء) لكرة القدم الأميركية في كانساس سيتي (ولاية ميسوري) اللاعب المسلم حسين عبد الله لأنه سجد بعد أن سجل هدفا في الفريق المنافس أخيرا. وأصدر اتحاد كرة القدم الأميركي، الذي يجمع 16 ناديا مثل نادي «شيفز»، بيانا انتقد فيه العقاب. وكان متحدث باسم النادي وصف سجود عبد الله بأنه «سلوك غير رياضي».
وقال محام يمثل عبد الله، رفع قضية ضد قرار النادي، إن موكله «لم يفعل غير أن شكر الله بعد أن سجل هذا النصر، وهو ثاني نصر له في حياته الرياضية المهنية». وبينما قال المتحدث باسم النادي إن قانون اتحاد كرة القدم يمنع «الاحتفالات المبالغ فيها للاعبين وهم داخل الملعب»، قال المحامي إن سجود عبد الله لم يستغرق وقتا طويلا، ولم يكن «مبالغا فيه.. كان لحظة روحية بين عبد الله وربه».
وليست هذه أول مرة يثير فيها سجود لاعب مسلم ضجة في أوساط كرة القدم الأميركية، ووسط الشعب الأميركي، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001، والتي زادت قلق وشكوك أميركيين في ما هو مسلم، أو إسلامي. في عام 2008، وصلت قضية إلى اللجنة القانونية لاتحاد كرة القدم. وفي ذلك الوقت، قال مايك بريرا، مسؤول التحكيم في الاتحاد، إن «شكر الله» هو التصرف الوحيد المسموح به لأي لاعب يريد الاحتفال بعد «تاتشداون» (توصيل الكرة إلى خط نهاية ملعب الفريق المنافس). وأضاف بريرا «إن المسألة برمتها، حسب القانون، هي أنه لا يمكنك الجلوس على الأرض، أو على ركبتيك مع يدك، أو أي شيء. لكن، يوجد فقط ظرف واحد يسمح لك فيه بالجلوس على ركبتك بعد تسجيل هدف، وهو عندما تريد أن تشكر الله».
وقال، مخاطبا لاعبين «إذا كنت تفعل ذلك، سأسمح لك بذلك، لأنني لا أريد أن تضربني صاعقة (خوفا من غضب الله إذا رفض)».
وسارع اللاعب عبد الله ووضع صورته وهو يسجد، مع عبارة «سبحان ربي الله». وقال إن «سعادة مدهشة» أصابته عندما حقق الهدف، وهذا ما جعله يسجد لرب العالمين. وسارعت مواقع الإنترنت الاجتماعية، وعلقت، وأيدت أغلبيتها عبد الله. ولاحظت أن الأندية الرياضية الأميركية لا تعاقب اللاعبين المسيحيين الذين يشكرون الله بعد أن يحققوا أهدافا.
وكتبت صحيفة «كانساس سيتي ستار» أن عبد الله يصوم رمضان كل عام، حتى إذا صادف فترة تدريب. وفي عام 2012، تخلف عن بعض المنافسات لأنه، وأخاه حمزة، وهو مسلم أيضا، سافرا إلى السعودية لأداء فريضة الحج.
وكان مايكل سينورا، نائب رئيس اتحاد كرة القدم الأميركي والمتحدث باسم الاتحاد، قد كتب في صفحته في موقع «تويتر»: «ما كان يجب أن يعاقب عبد الله. لا تعاقب إجراءات التحكيم اللاعب الذي يجلس على الأرض (احتفالا بعد تحقيق هدف) لأسباب دينية».
وأعاد عقاب عبد الله للأذهان الضجة التي سببها تيموثي تيبو، لاعب نادي «برونكوز» (الخيول المتوحشة) في دنفر (ولاية كلورادو)، بعد أن بدأ يصلي كلما حقق هدفا، بل قبل كل مباراة، وبعدها. وعارضت أقلية صلاة تيبو. وقالت أن الشخص لا يحتاج لان يثبت ايمانه بالله أمام الناس.
لكن، لم تعارض الأغلبية. بل صار اسم «تيبونغ» يعني صلاة اللاعبين في الميدان. ليس بالضرورة السجود، ولكن الركوع، أو الجلوس على ركبتين، مع انحناء الرأس. وزادت شعبية تيبو عندما فتح معجبون موقعا باسمه في الإنترنت، مع صوره وهو يصلي. وشاهد الموقع ملايين الناس، وبعضهم قلد تيبو، وبعضهم أضاف صور صلوات مختلفة وسط شعوب مختلفة. وكتبت صحيفة «نيويورك تايمز»: «يصعب القول إذا هؤلاء الذين عقلوا ساخرين أو مؤيدين».
وفي عام 2012، حسب رهان سابق، صلى علنا أمام الناس في الاستاد عمدة مدينة دنفر، بعد أن هزم فريقه فريق ستيلرز (عمال الحديد) في بتسبيرغ (ولاية بنسلفانيا). وكان عمدة بتسبيرغ راهن على أن يصلي إذا انتصر فريقه.