توافق مصري ـ أردني على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة

الرئيس السيسي لدى استقباله الملك عبد الله الثاني في القاهرة أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
الرئيس السيسي لدى استقباله الملك عبد الله الثاني في القاهرة أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
TT

توافق مصري ـ أردني على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة

الرئيس السيسي لدى استقباله الملك عبد الله الثاني في القاهرة أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)
الرئيس السيسي لدى استقباله الملك عبد الله الثاني في القاهرة أمس (صفحة المتحدث الرئاسي)

أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين. تناولت المباحثات آخر مستجدات الجهود الجارية للتوصل لحلول سياسية للأزمات التي تمر بها المنطقة، وكذا الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب، وفق مقاربة شاملة تستهدف قطع جذور الإرهاب من منابعها.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أمس، إن «العاهل الأردني أكد اعتزاز بلاده بالعلاقات بين البلدين، مشيداً بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية بين مصر والأردن»، معرباً عن «الحرص على مواصلة توسيع التعاون في مختلف المجالات؛ خصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وكذا مواصلة التنسيق والتشاور إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق مصالح البلدين، ويعزز العمل العربي المشترك».
وأضاف المتحدث الرئاسي أن «اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات، وذلك في إطار النجاح المتميز للدورة الأخيرة للجنة العليا المشتركة التي عقدت في القاهرة مطلع يوليو (تموز) الماضي؛ حيث أشاد الجانبان بالعمل المتواصل لتعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري بما يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية، والروابط التاريخية التي تجمع الشعبين».
كما تناولت المباحثات «تطورات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؛ حيث تم التأكيد على دعم الأشقاء الفلسطينيين لنيل حقوقهم المشروعة، واستئناف المفاوضات وفقاً للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، بما يسهم في إعادة الاستقرار، وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط ولشعوب المنطقة».
وكان السيسي وقرينته قد استقبلا أمس الملك عبد الله والملكة رانيا العبد الله بمطار القاهرة. واصطحب الرئيس المصري ملك الأردن لقصر الاتحادية بضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)؛ حيث أجريت مراسم استقبال رسمية.
من جهة أخرى، تلقى الرئيس المصري اتصالاً هاتفياً مساء أول من أمس، من الرئيس العراقي برهم صالح. وأكد متحدث الرئاسة المصرية أنه تم خلال الاتصال «تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية، في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا، والعدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا، الأمر الذي يمثل تطوراً خطيراً يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويفاقم الأوضاع المتأزمة في المنطقة، ويؤثر على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، وكذلك على مسار العملية السياسية بها، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة». وتم التوافق بين الرئيسين على «استمرار المشاورات الثنائية لدعم العمل العربي، للتصدي للخطوة التركية، وللحفاظ على سلامة ووحدة سوريا». في السياق ذاته، بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم، أمس، تطورات الأوضاع بالمنطقة، لا سيما التي تحظى باهتمام بغداد والقاهرة. وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية، أن «الحكيم تلقى اتصالاً هاتفياً من شكري، بحثا خلاله أهم الملفات على المستوى المحلي، وضرورة تفعيل المصالح المشتركة بين البلدين، كما بحثا تطورات الأوضاع بالمنطقة، لا سيما التي تحظى باهتمام بغداد والقاهرة».
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية بمصر: «اتفق الجانبان على مواصلة التشاور، والتنسيق الثنائي في القضايا العربية والإقليمية، وصولاً إلى إيجاد مقاربات سياسية تسهم في تهدئة التوتر، والحفاظ على أمن المنطقة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.