تركيا تغزو عين العرب... المدينة التي قاتل سكانها «داعش» حتى الرمق الأخير

الدخان يتصاعد من عين العرب (كوباني) خلال المواجهات السابقة لها ضد «داعش» (أرشيفية - رويترز)
الدخان يتصاعد من عين العرب (كوباني) خلال المواجهات السابقة لها ضد «داعش» (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا تغزو عين العرب... المدينة التي قاتل سكانها «داعش» حتى الرمق الأخير

الدخان يتصاعد من عين العرب (كوباني) خلال المواجهات السابقة لها ضد «داعش» (أرشيفية - رويترز)
الدخان يتصاعد من عين العرب (كوباني) خلال المواجهات السابقة لها ضد «داعش» (أرشيفية - رويترز)

أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) اليوم (الخميس) أن الجيش التركي بدأ قصف مدينة عين العرب (كوباني باللغة الكردية)، وقالت في بيان: «تصدت قواتنا لمحاولة توغل بري لجيش الاحتلال التركي في محور تل حلف وعلوك» قرب بلدة رأس العين في ريف الحسكة الشمالي، كما «أفشلت محاولات التسلل من محور تل أبيض التي رافقها قصف عشوائي».
وقال الناطق باسم «قسد» مصطفى بالي، في تغريدة عبر «تويتر» مساء أمس (الأربعاء): «مدينة كوباني التي قاومت (داعش) لأشهر، ومهدت الطريق لهزيمة التنظيم، يتم قصفها الآن من قبل الجيش التركي».
وعين العرب هي ثالثة كبرى المدن الكردية في سوريا بعد القامشلي (في محافظة الحسكة) وعفرين (في ريف حلب). ويبلغ عدد سكان عين العرب وريفها نحو 400 ألف نسمة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ولعبت المدينة دوراً رئيسياً في حصار المخطط التوسعي لتنظيم «داعش» على الحدود السورية التركية، بعدما نجح المقاتلون الأكراد في يناير (كانون الثاني) 2015 في تحرير المدينة من قبضة «داعش»، بعد أربعة أشهر ونصف من القتال.
وأوقف تحرير المدينة خطط تنظيم «داعش» لمد المناطق الخاضعة لسيطرته آنذاك من جرابلس (شمال شرقي ريف حلب) وصولاً إلى رأس العين.
وتمثلت أهمية عين العرب، لـ«داعش» في كونها «جيباً داخل مناطق وجود التنظيم على الحدود السورية - التركية»، التي يبلغ طولها نحو 700 كيلومتر، ونجح «داعش» آنذاك في السيطرة على نحو 250 كيلومتراً منها، تمتد من أقصى شمال شرقي حلب حتى أطراف رأس العين في الحسكة.
وعقب تحرير المدينة، تحولت شوارعها إلى شاهد على قصص القتال حتى الرمق الأخير لسكانها ضد «داعش»، وبرزت فيها آثار المواجهة من كم هائل من ثقوب أحدثها الرصاص، وستائر قماشية استخدمها مقاتلوها خلال تصويب أسلحتهم تجاه عناصر «داعش»، وجثث متفحمة على طول الطرق المؤدية إليها، والمقابر المؤقتة التي كان سكان المدينة يدفنون فيها قتلاهم.
كما تركت هذه الحرب آثاراً كبيرة على المدينة وسكانها، إذ رصد تقرير صدر من الأمم المتحدة أن هناك نحو 3000 منزل مدمر في المدينة بشكل كلي، وأكثر من 5000 بشكل جزئي، إضافة إلى عشرات القرى التي سُويت بالأرض. وأفاد التقرير بأن عشرات القرى الأخرى مدمرة جزئياً، مقدّراً نسبة تدمير المدينة بنحو 70 في المائة، مع تدمير المستشفيات والبنى التحتية وخطوط الري والصرف الصحي والكهرباء.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.