عسكريون أميركيون متقاعدون يتهمون ترمب بـ«التخلي» عن الأكراد

القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل (رويترز)
القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل (رويترز)
TT

عسكريون أميركيون متقاعدون يتهمون ترمب بـ«التخلي» عن الأكراد

القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل (رويترز)
القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل (رويترز)

يجد الرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه تحت وابل من الانتقادات من مقاتلين قدامى في الجيش الأميركي لـ«تخليه» عن الأكراد، حلفاء أميركا، حسب قولهم، وذلك بعد سحب قواته من شمال سوريا، ما أفسح المجال لأنقرة لشن هجوم عليهم.
وأطلقت تركيا أمس (الأربعاء) هجوما بعد ساعات على إعلان ترمب أن «خمسين جنديا أميركيا غادروا» المنطقة السورية الحدودية مع تركيا، ما ظهر بمثابة تراجع عن دعم الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة تهديدا لها.
واتهم القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل الرئيس الأميركي بالتخلي عن حلفاء يشكلون القسم الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية، التي كان لها دور حاسم في محاربة «تنظيم داعش».
وكتب الجنرال الذي تقاعد هذا العام أن «سياسة التخلي هذه قد تقضي على معركة استمرت خمس سنوات ضد (تنظيم داعش) وستضر فعليا بمصداقية الأميركيين في كل المعارك المقبلة التي سنحتاج فيها إلى حلفاء أقوياء».
وذكر في مجلة «ذي أتلانتيك» أن «قوات سوريا الديمقراطية حررت عشرات آلاف الكيلومترات المربعة وملايين الأشخاص من قبضة (تنظيم داعش) وخلال هذه المعارك خسرت 11 ألفا من مقاتليها». وأشار إلى مقتل ستة جنود وموظفين مدنيين أميركيين اثنين في هذه المعركة.
بالإضافة إلى ذلك، حذر فوتيل من أن عشرات الآلاف من سجناء «داعش» قد يخرجون من السجون ومرافق الاعتقال السورية بعد الانسحاب الأميركي. وأوضح قائلا: «ما يقرب من 2000 مقاتل أجنبي، ونحو 9000 مقاتل عراقي وسوري، وعشرات الآلاف من أفراد عائلة (داعش) محتجزون في مخيمات ومرافق الاعتقال في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. فماذا سيحدث مع هؤلاء المقاتلين بعد مغادرتنا؟». وتابع: «لقد ذكرت قوات سوريا الديمقراطية أنها بعد الانسحاب الأميركي ستضطر إلى تعزيز آليات الدفاع على طول الحدود السورية التركية، تاركة مرافق اعتقال مقاتلي (داعش) دون حماية، الأمر الذي ينذر بإمكان هروبهم من هذه المرافق بسهولة».
ولمّح ترمب أمس إلى أنه ساعد الأكراد بما يكفي بإنفاق «مبالغ كبيرة» لتزويدهم بالسلاح. وأضاف: «نحن نحب الأكراد».
ورغم حجج الرئيس، اعتبر القائد السابق للقوات البرية الأميركية في أوروبا مارك هرتلينغ أن قرار ترمب «ينذر بكارثة مقبلة على الولايات المتحدة». وكتب على «تويتر»: «الأكراد ضمن قوات سوريا الديمقراطية - حلفاؤنا السابقون الموثوقون في محاربة (تنظيم داعش) - يتعرضون لهجوم من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي». وأضاف أن «العواقب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ستدوم طويلا وستكون على حساب أمان أوروبا والعالم».
وقال مسؤولون في البنتاغون إن الأكراد كانوا مدربين بشكل أفضل من الجنود الأتراك أو العراقيين مثلا لشن حملات لاستعادة مدن مهمة كانت بأيدي «تنظيم داعش».
وقال النائب الديمقراطي روبن غاليدو المحارب السابق في العراق: «عندما انهار الجيش العراقي، كان الأكراد من وقفوا في وجه هجوم (تنظيم داعش). لم نواجههم نحن ولا الأتراك». وتابع في تغريدة على «تويتر»: «التخلي عن الأكراد تذكير آخر بأن (أميركا أولا) تعني (أميركا وحدها)».
وأقام البعض مقارنة مع الحروب السابقة التي تخلى فيها الأميركيون عن حليف ليجد نفسه منفردا في مواجهة تحديات، منها حكومتا لاوس وجنوب فيتنام في السبعينات.
ورأت السيناتور الجمهورية مارثا ماكسالي الطيارة السابقة في سلاح الجو الأميركي التي خدمت في الشرق الأوسط في ست مهام، أن القرار بإفساح المجال لتركيا لشن هجوم «سيئ جدا».
وعلى الجانب الآخر، يدعم البعض في المؤسسة العسكرية الرئيس في رغبته سحب القوات الأميركية من نزاعات لا تنتهي.
وقال دان كالدويل، المدير التنفيذي لمنظمة «قدامى المحاربين الأميركيين المهتمين concerned veterans for America» «إن ترمب يرغب فقط في وضع مصالح بلاده أولا».
وصرح لوكالة الصحافة الفرنسية: «ليس من مصلحتنا أن نجد أنفسنا وسط نزاع قديم بين تركيا وأكراد سوريا كان موجوداً قبل (تنظيم داعش) والحرب الأهلية في سوريا».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.