الأسواق تنهي موجة هبوط على آمال طيبة لأزمة التجارة

متعاملون يتابعون تحركات الأسهم في وول ستريت أمس (أ.ف.ب)
متعاملون يتابعون تحركات الأسهم في وول ستريت أمس (أ.ف.ب)
TT

الأسواق تنهي موجة هبوط على آمال طيبة لأزمة التجارة

متعاملون يتابعون تحركات الأسهم في وول ستريت أمس (أ.ف.ب)
متعاملون يتابعون تحركات الأسهم في وول ستريت أمس (أ.ف.ب)

تلقفت الأسواق بإيجابية، أمس، أنباء قد تشير إلى ليونة من جانب الصين خلال الحرب التجارية المستعرة مع الولايات المتحدة، التي مالت إلى التعقد خلال الساعات السابقة، على خلفية إدراج واشنطن شركات تكنولوجية صينية على «القائمة السوداء». وذكرت «بلومبرغ»، أمس (الأربعاء)، نقلاً عن مسؤول على دراية مباشرة بمحادثات التجارة بين الصين والولايات المتحدة، أن الصين ما زالت مستعدة لإبرام اتفاق تجاري جزئي مع الولايات المتحدة، رغم إدراج شركات تكنولوجيا صينية على قائمة سوداء في الآونة الأخيرة.
ووسعت الحكومة الأميركية قائمة سوداء للتجارة لتضم عدداً من أكبر شركات الذكاء الصناعي الصينية الناشئة لمعاقبة بكين على معاملة أقليات مسلمة، مما أدَّى إلى تصاعد التوترات قبل محادثات تجارية رفيعة المستوى في واشنطن تبدأ اليوم (الخميس). وأفادت «بلومبرغ» أن المفاوضين الذين يتوجهون إلى واشنطن للمشاركة في المحادثات غير متفائلين بشأن التوصل لاتفاق واسع ينهي الحرب التجارية بين البلدين.
لكن من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، نقلاً عن مصادر لم تسمّها أن مسؤولين صينيين عرضوا زيادة مشترياتهم السنوية من المنتجات الزراعية الأميركية بقيمة عشرة مليارات دولار، مع سعي الدولتين لحل نزاع تجاري بينهما. ومن المنتظَر أن يسافر نائب رئيس الوزراء الصيني ليو خه، وهو كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، إلى واشنطن، للمشاركة في الجولة المقبلة من المحادثات التجارية اليوم وغداً. وفي الشهر الماضي، زادت بكين مشترياتها من منتجات زراعية أميركية، من بينها فول الصويا ولحم الخنزير.
ومن بين المؤشرات الإيجابية، ما نشرته صحيفة «الشعب» الصينية، أمس، أن الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للاستيراد، الذي ينطلق في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في شانغهاي، سيشهد هذا العام مشاركة المزيد من الشركات الأميركية، لتحتل المراتب الأولى بين جميع البلدان المشاركة.
وأعلن ممثلون عن شركات كبرى، على غرار «فايزر» و«جنرال إلكتريك»، مشاركتهم بالمعرض، وتطلعهم إلى مزيد من التعاون. في حين يعتقد المحللون أن جاذبية السوق الصينية لا تزال تتزايد، رغم تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة حالة عدم اليقين، مشيرين إلى أن معرض الصين الدولي للاستيراد المقبل، سيوفر منصة جديدة للشركات من جميع أنحاء العالم لاستكشاف السوق الصينية، ومشاركة فرص التنمية في الصين، سيضخ حيوية جديدة للاقتصاد الصيني أيضاً.
وفتحت الأسهم الأميركية، أمس، مرتفعةً، للمرة الأولى، في ثلاث جلسات بدعم من قطاع التكنولوجيا، في الوقت الذي عززت فيه تقارير لوسائل الإعلام نُشرت في الآونة الأخيرة آمال إحراز تقدم في المحادثات التجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، بعد بداية مضطربة للأسبوع.
وزاد المؤشر «داو جونز» الصناعي 144.19 نقطة أو 0.55 في المائة إلى 26308.23 نقطة. وارتفع المؤشر «ستاندرد أند بورز 500»، بمقدار 18.04 نقطة أو 0.62 في المائة إلى 2911.10 نقطة. وربح المؤشر «ناسداك» المجمع 72.18 نقطة أو 0.92 في المائة إلى 7895.96 نقطة.
وبعدما تراجعت الأسهم الأوروبية صباحاً نتيجة معنويات منخفضة، تلقفت الأسواق المؤشرات الإيجابية واتجهت للارتفاع. وفي الساعة 15:58 بتوقيت غرينتش، كان المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مرتفعاً 0.31 في المائة، وأغلق «يوروفيرست 300» مرتفعاً 0.34 في المائة، و«داكس» الألماني 0.93 في المائة، و«كاك 40» الفرنسي مرتفعاً 0.64 في المائة، و«فوتسي 100» البريطاني مرتفعاً 0.26 في المائة.
لكن الأسهم الآسيوية لم تلحق بالأنباء الإيجابية، وأغلق المؤشر «نيكي» القياسي منخفضاً 0.61 في المائة ليصل إلى 21456.38 نقطة، في حين تراجع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.30 في المائة مسجلاً 1581.70 نقطة، رغم أن المؤشرَيْن قلَّصا خسائر مبكرة وفاق عدد الأسهم الرابحة تلك التي انخفضت.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.