إسقاط متبادل للطائرات بين «الجيش الوطني» الليبي وقوات «الوفاق» في طرابلس

TT

إسقاط متبادل للطائرات بين «الجيش الوطني» الليبي وقوات «الوفاق» في طرابلس

دارت مجددا أمس معارك عنيفة في بلدة العزيزية، على بعد 40 كلم جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وسط إسقاط متبادل للطائرات بين «الجيش الوطني» وقوات «الوفاق» في طرابلس.
وقالت غرفة عمليات «بركان الغضب»، التي تشنها قوات حكومة «الوفاق»، إنها أسقطت أمس طائرة لقوات «الجيش الوطني» غرب مدينة صبراتة (على بعد نحو 75 كلم غرب العاصمة)، حيث أكد اللواء أحمد بوشحمة، آمر الغرفة، في تصريحات تلفزيونية أن قواته أسقطت الطائرة بعد أن حاولت العودة لقاعدة الوطية الجوية. مبرزا أن قواته تعاملت مع عدد من مرتزقة روس في محور العزيزية، واستهدفت أحد قناصتهم، وتمركزا لقوات الجيش في الطويشة.
كما تحدث قادة ميدانيون بـ«عملية البركان» عن التصدي لمحاولة قوات الجيش التسلل بمحوري الطويشة والعزيزية، وأسر أربعة عناصر من «الجيش الوطني»، الذي قصف في المقابل مقر اللواء الرابع في العزيزية (جنوب غربي طرابلس)، وسط هجوم عنيف تشنه قواته لليوم الخامس على التوالي في القتال، الذي يشهد شهره السابع دون توقف.
في المقابل، قال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة»، التابع للجيش الوطني، إن دفاعات قواته أسقطت أمس طائرة استطلاع وتصوير حديثة في العزيزية، مؤكدا أن سلاح الجو وجه ضربات لاستهداف الميليشيات بمحيط غريان وجبهة العزيزية، وسط استمرار ما وصفه بـ«انهيار وتراجع الميليشيات».
ونفى المركز ما رددته قوات السراج عن «تحقيق انتصارات» في معارك طرابلس، مؤكدا أنها «ليست سوى فبركات»، وأضاف في بيان له أن «هزيمتهم باتت واضحة، ولم يعد أمامهم سوى خلق الأكاذيب. فقواتنا تتمركز في المحاور كافة، وتحافظ على تقدماتها ولم تتراجع، وليس هناك أي انسحابات».
في شأن آخر، طالب فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، بضرورة دعوة كل الدول المعنية بالشأن الليبي، دون أي إقصاء، للمؤتمر الذي تخطط ألمانيا لاستضافته قريبا بهدف البحث عن حل للأزمة الليبية.
وطبقا لبيان وزعه مكتب السراج فإن الاجتماع، الذي عقده بالعاصمة طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة غسان سلامة، ونائبته للشؤون السياسية السفيرة ستيفاني ويليامز، مساء أول من أمس، ناقش المشاورات الجارية لعقد مؤتمر في برلين لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية.
كما استغل السراج الاجتماع لإعادة إعلان تصميمه على دحر ما وصفه بالعدوان، والتمسك بالثوابت الوطنية، والالتزام ببناء دولة مدنية ديمقراطية، كما أكد ضرورة محاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان التي طالت المدنيين.
بدوره، أعلن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن ممثله الخاص في ليبيا غسان سلامة يعمل مع جميع الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين على منع التصعيد في أعمال العنف، ودعم العودة إلى العملية السياسية هناك.
في غضون ذلك، طالب أعضاء منشقون عن مجلس النواب، وموالون لحكومة السراج، مجلس الأمن الدولي بضرورة «فرض حظر للطيران العسكري فوق الأراضي الليبية»، بهدف «حماية المدنيين من قصف قوات الجيش الوطني»، باعتبار أن «ليبيا ما زالت تخضع للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة».
وندد الأعضاء في بيان لهم أمس بمقتل مدنيين مؤخرا في قصف، اتهموا قوات «الجيش الوطني» بالمسؤولية عنه، واستهداف مواقع مدنية في بلدة جنزور غرب العاصمة طرابلس «على مرمى حجر من مقر البعثة الأممية، ما يضع سمعة الأمم المتحدة ومجلس الأمن على المحك»، على حد تعبيرهم.
بدوره، أدان يعقوب الحلو، نائب سلامة والمنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في ليبيا، جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية في ليبيا، ورأى أن الغارات الجوية، التي وقعت قبل يومين وأسفرت عن إصابة عدد من الأطفال في نادي الفروسية في طرابلس، تعد واحدة من أحلك اللحظات في هذا الصراع. وفي اليوم التالي أصيب مستشفى ميداني في حي قصر بن غشير بطرابلس، ما أسفر عن مقتل طبيب وإصابة اثنين من المسعفين.
وشدد الحلو على أن الاعتداءات على المدنيين والبنية التحتية المدنية «تُعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي»، وحث الأطراف الدولية ذات النفوذ في ليبيا على دعم ضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وبذل كل ما في وسعها لحماية المدنيين، وخاصة الأطفال.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.