«عراقيات»... تحية إلى الزمن البغدادي الجميل من قلب بيروت

يتضمن معرضاً وندوات وأفلاماً سينمائية من بلاد الرافدين

«جلسة سمع» من أغاني الزمن الجميل في العراق يختتم معها «عراقيات» في 12 من الشهر الحالي
«جلسة سمع» من أغاني الزمن الجميل في العراق يختتم معها «عراقيات» في 12 من الشهر الحالي
TT

«عراقيات»... تحية إلى الزمن البغدادي الجميل من قلب بيروت

«جلسة سمع» من أغاني الزمن الجميل في العراق يختتم معها «عراقيات» في 12 من الشهر الحالي
«جلسة سمع» من أغاني الزمن الجميل في العراق يختتم معها «عراقيات» في 12 من الشهر الحالي

في لفتة تكريمية لبلاد الرافدين، واستذكاراً لثقافاتها وفنونها على مدى أجيال متتالية، تستضيف بيروت «عراقيات»، وهي سلسلة فعاليات فنية وثقافية تقام في «دار النمر» بدعوة من مؤسسة «روزا لوكسمبورغ شتيفتونغ». وتسلط الضوء على المشهد الفني الحالي في العراق، كما تلقي تحية على زمن الفن الجميل فيها. هذا المهرجان الذي انطلق أمس مع قراءات لقصائد محمود درويش، قدمتها المخرجة رائدة طه، شهد أيضاً في انطلاقته معرضاً يستمر حتى 26 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي بعنوان «العودة إلى المستقبل» للفنان العراقي عادل العابدين. وهو كناية عن تجهيز مركب (فيديو أنستلايشن) يستعيد فيه الفنان المذكور ذكرياته الطفولية في بلده الأم بعد هجرته منذ 18 عاماً. ويتخذ العابدين من خلال شريط الكاسيت القديم عنواناً للإشارة إلى أغانٍ عراقية كان يستمع إليها في طفولته. ويستخدم خلالها خلفيته الثقافية المتعددة لإنشاء لغة بصرية مميزة غالباً ما تحمل الفكاهة والسخرية والتناقضات. كما شهدت ليلة الافتتاح عرض تجهيز فيديو آخر بعنوان «الزي الرسمي» لمحمود العبيدي، الذي يصور فيه شخصية مجهولة تبدّل أزياءها بحسب موقعها الاجتماعي.
ويفتتح المهرجان اليوم فعالياته بندوة للروائي العراقي المقيم في نيويورك سنان أنطون، بعنوان «سيرة الماء وذاكرة النص». وهي بمثابة زيارة احتفالية إلى منابع وروافد الإبداع العراقي الحديث الغنية التي نهل منها الكاتب وشربت منها نصوصه.
«هذا المهرجان هو بمثابة تحية تكريمية للعراق نستذكر من خلاله ثقافاتها وفنونها ضمن المشهد الحالي، بعيداً عن أجواء الحرب والصورة القاتمة التي يحاول البعض ربطها به»، تقول رشا صلاح القيمة على هذا الحدث. وعن سبب اختيار بيروت لإقامة هذا المهرجان، تضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أنا فلسطينية الأصل وتربيت في بيروت هذه المدينة الرائعة التي أعطت الكثير في مجال الفن والثقافة. فكانت القلب النابض لأعمال سورية ومصرية وفلسطينية، وحضناً دافئاً لمثقفين ونشطاء وغيرهم من أهل القلم غير المرغوب بهم في بلادهم. ولكن العراق بقي غائباً عنها. ولذلك قررت وبعد مرور نحو 20 سنة لتخبط العراق في حروب ومآسٍ واحتلالات أن أعطيها حقها، وأكسر هذه الصورة النمطية المرتبطة باسمها».
وترى رشا صلاح أن «عراقيات» هو مجموعة ثقافات وفنون تجتمع تحت سقف مدينة بيروت من خلال أدباء وشعراء وفنانين تشكيليين حديثين من العراق. وهو بالتالي يسلط الضوء على الزمن الجميل فيها. «هناك أشخاص يعدون آخر ما تبقى من الزمن الجميل في العراق كالملحن حمزة كوكب، الذي واكب هذه الفترة الفنية الذهبية. فكان من الضروري تكريمه في هذا المهرجان من خلال (جلسة سمع) التي نختتم فعاليات المهرجان بها في 12 من الشهر الحالي. وسيحضر الفنان سامر المشعل الذي سيقدم نبذة تاريخية عن الأغنية العراقية، وأبرز المحطات الإبداعية التي مرت بها عبر رحلتها منذ القرن العشرين حتى يومنا هذا. كما سنطل معه على نماذج غنائية للألوان التي سادت في بيئات العراق المختلفة، وسيسلط الضوء على أبرز فرسان الأغنية العراقية الذين استطاعوا أن يحققوا خطاباً مع المستمع العربي، ودائماً بحضور الفنان كوكب حمزة». ويغيب عن فعاليات المهرجان النفس الفني العراقي الحديث ككاظم الساهر وحاتم العراقي وغيرهما. وتعلق رشا صالح في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء الفنانون الذين ذكرتهم وغيرهم من نجوم العراق اليوم لا يدخلون في خانة الثقافة الفنية العراقية الأصيلة، بل إن أعمالهم هي محط إنتاجات تجارية رائجة ليس أكثر».
ومن النشاطات التي يتضمنها مهرجان «عراقيات» لقاء مع الفنان العراقي المقيم في لندن ضياء العزاوي، يتضمن تقديماً لعمله الفني «الروح الجريحة». وحول رمزية العمل، يقول الفنان إن الحصان يجسد «عنصراً أساسياً في السرديات الشعبية، فهو تمثيل لخسائر الفتنة وفقدان الآلاف من الأبرياء العراقيين في حروب عبثية قادت البلاد إلى الاحتلال، وما نتج عنه من ضحايا وصراع». إضافة إلى ذلك، يقدم العزاوي من خلال هذا العمل تحية للأكاديميين العراقيين الأربعمائة وخمسين الذين تم اغتيالهم في ظروف غامضة.
ومن بين الأفلام السينمائية المعروضة في هذا الحدث، «حديقة أمل» لناديا شهاب، باللغة التركمانية والعربية مع ترجمة للإنجليزية، و«الناجون من ساحة الفردوس» لعادل خالد، و«أيام مجنونة» لعادل عابدين. ويحكي هذا الأخير التحولات في شخصية مهاجر عراقي في فنلندا، في بعديها النفسي والجسدي، وعن الانخراط في المجتمع الفنلندي الذي يراه بشكل دائم كدخيل. كما يُظهر الانطباعات التي كونها هذا العراقي في فنلندا، والتي يطغى عليها طابع الوحدة والمسافة بين الناس فيها. كما ستعرض أفلام «سبية» لضياء جودة، و«بغداد في بالي» و«ابن بابل» للمخرج العراقي الهولندي محمد الدراجي. أما فيلم «قوانة الأسطوانة المكسورة» لبارين جادو فنذهب معه في رحلة شعرية عبر العراق، في محاولة للبحث عن أغنية عراقية - تركمانية كانت تغنيها والدة المخرجة، وقد سجلتها مع أخوتها في عام 1960.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.