أكدت مصادر أمنية ومحلية سقوط قضاء هيت، غرب العراق (180 كم عن بغداد) إلى الشمال من مدينة الرمادي بمسافة 70 كم، بأيدي مقاتلي «داعش» أمس. وطبقا لشهود عيان تحدثت معهم «الشرق الأوسط» عبر الهاتف أكدوا أن «هناك منع تجوال داخل القضاء، وينتشر مسلحون في الشوارع، وبدأت بعض جوامع المدينة تطلق تكبيرات باسم (داعش) وتحاول طمأنة الأهالي».
وقال الشيخ أركان الكعود إن «قذائف هاون تطلق بكثافة على مناطق مختلفة من القضاء، لا سيما على بعض الدوائر والمؤسسات الحكومية التي استولى عليها (داعش)، خصوصا في الجانب الأيسر من القضاء»، مشيرا إلى أنه «في حال لم تصل تعزيزات كافية للقوات الموجودة داخل القضاء، فإن هيت يمكن أن يسقط بالكامل». وردا على سؤال عما إذا كان هناك قصف للطيران قال الكعود: «نعم هناك قصف للطيران، ولكنه يبدو بعيد حتى الآن، حيث لم نلحظ طائرات تجوب سماء القضاء».
وكان التلفزيون الرسمي العراقي «العراقية» أعلن عن سيطرة تنظيم داعش على مبنى قائمقامية قضاء هيت ومركز شرطة القضاء غرب الأنبار. وقالت القناة في خبر عاجل لها إن «عصابات (داعش) الإرهابية احتلت مبنى قائمقامية قضاء هيت ومركز الشرطة». وأضافت قناة «العراقية» أن «اشتباكات عنيفة تدور بين هذه العصابات وأبناء عشائر البونمر».
من جهتها أعلنت قائمقامية قضاء هيت عن صد القوات الأمنية العراقية هجوما واسعا لتنظيم داعش على القضاء. في سياق ذلك أفاد مصدر عسكري في محافظة الأنبار بأن «طيران التحالف الدولي بدأ ظهر اليوم (أمس) بقصف عناصر تنظيم داعش الذي استولى على الجانب الأيسر من قضاء هيت غرب محافظة الأنبار». وأضاف المصدر في تصريح صحافي أن «اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الأمنية التي يساندها أبناء العشائر وبين إرهابيي (داعش) قرب الجسر الرئيس وسط هيت لمنع الإرهابيين من محاولة العبور إلى الجانب الأيمن للمدينة».
من جهته أكد الخبير الأمني معتز محيي الدين مدير المركز الجمهوري للدراسات الأمنية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «استراتيجية (داعش) تقوم على محاولة إرباك الجهد الأمني والعسكري من خلال قيامها بأكثر من عملية في وقت واحد، وذلك لأن الوقت الآن يساعدها قبل أن يشتد ساعد التحالف الدولي ضدها وتتمكن القوات العراقية من زج المزيد من المقاتلين القادرين على حمل السلاح، فضلا عن دخول أسلحة جديدة ومتطورة». وأضاف أن «هناك الكثير من المناطق لا تزال رخوة بالنسبة لـ(داعش)، وبالتالي فإنها تعمل على فتح ثغرات في تلك المناطق لتوسيع رقعة انتشارها والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة؛ لأن ذلك يفيدها في التحرك والمناورة والاختفاء في مرحلة لاحقة عندما تعمل على طريقة الخلايا النائمة فيما بعد».
في سياق ذلك طالب مجلس محافظة الأنبار بتدخل فوري للقوات الأمنية من أجل إعادة السيطرة على المناطق التي تمكن تنظيم داعش من السيطرة عليها في قضاء هيت. وقال عدنان الفهداوي عضو مجلس المحافظة إن «عناصر من تنظيم داعش ومسلحين من فصائل أخرى، سيطروا على 90 في المائة من المدينة، بينها مراكز شرطة ومؤسسات حكومية في قضاء هيت وانتشروا في شوارع المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الأمنية»، واصفا الوضع الأمني في القضاء بـ«الخطير جدا». وأضاف «أن المهاجمين أفضل تسليحا من قوات الأمن المحلية».
وقال شاهد عيان تحدث إلى رويترز من هيت: «يمكن رؤية عشرات المسلحين المتشددين في البلدة مع سياراتهم وأسلحتهم. يمكنني سماع إطلاق النار الآن في كل مكان».
وفيما رسم الفهداوي صورة قاتمة متوقعا زحف تنظيم داعش على مدن أخرى في محافظة الأنبار، فقد وجه رئيس مجلس إنقاذ الأنبار حميد الهايس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» انتقادات إلى «الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية التي لم تحقق تقدما حتى الآن في الكثير من المناطق التي توجد فيها». وأضاف الهايس أن «ما شجع (داعش) على استمرار الهجمات والتوسع هو عدم وجود تقدم حقيقي للقوات العسكرية على أي صعيد، فضلا عن الخسائر التي لحقت بها أخيرا منذ معركة الصقلاوية، وهو ما شجع (داعش) أكثر فأكثر»، مشيرا إلى أنه «لا يوجد مسك للأرض، كما لا توجد استراتيجية مواجهة حقيقية لهذا التنظيم رغم الوعود الكثيرة، ولكن الفعل حتى الآن قليل».
وسقوط هيت يكشف قاعدة عين الأسد العسكرية في بلدة البغدادي القريبة ويعرضها للهجوم. وتكبدت قوات الحكومة العراقية خسائر كبيرة بعد أن حاصر مسلحون معسكرات أخرى للجيش خلال الأشهر الأخيرة.
وقال شهود عيان إن المسلحين رفعوا رايات الجهاد السوداء فوق المباني الحكومية في هيت وإنهم رأوا جثثا لرجال أمن في الشوارع.
8:56 دقيقه
«داعش» يحتل قضاء هيت شمال الأنبار ويرفع شعاره على الأبنية الحكومية
https://aawsat.com/home/article/193806
«داعش» يحتل قضاء هيت شمال الأنبار ويرفع شعاره على الأبنية الحكومية
عضو مجلس الأنبار: المهاجمون يمتلكون أسلحة أكثر تطورا مما عند الشرطة والجيش
عراقيون يشاهدون موقع انفجار سيارة في حي بغداد الجديدة في العاصمة العراقية أمس (رويترز)
- بغداد: حمزة مصطفى
- بغداد: حمزة مصطفى
«داعش» يحتل قضاء هيت شمال الأنبار ويرفع شعاره على الأبنية الحكومية
عراقيون يشاهدون موقع انفجار سيارة في حي بغداد الجديدة في العاصمة العراقية أمس (رويترز)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة






