اقتحام الأقصى مع بدء صيام «الغفران» اليهودي

الفلسطينيون يحذرون من خطوات ممنهجة للسيطرة على المسجد

وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل والمتطرف يهودا غليك يقودان المستوطنين في اقتحام الأقصى أمس (وفا)
وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل والمتطرف يهودا غليك يقودان المستوطنين في اقتحام الأقصى أمس (وفا)
TT

اقتحام الأقصى مع بدء صيام «الغفران» اليهودي

وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل والمتطرف يهودا غليك يقودان المستوطنين في اقتحام الأقصى أمس (وفا)
وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل والمتطرف يهودا غليك يقودان المستوطنين في اقتحام الأقصى أمس (وفا)

اقتحم مئات المستوطنين أمس يتقدمهم وزير الزراعة في الحكومة الإسرائيلية أوري أريئيل، المسجد الأقصى المبارك، قبل ساعات من دخول «عيد الغفران» اليهودي.
ونظم المستوطنون اقتحامات واسعة ومستمرة عبر باب المغاربة المغلق الذي تسيطر عليه الشرطة الإسرائيلية، ودخلوا إلى الساحات تحت حراسة إسرائيلية مشددة وسط توترات كبيرة. وقدم الحاخامات ومن بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، شروحات عن «الهيكل المزعوم» الذي يفترض أن يقام مكان المسجد الأقصى، فيما أدى البعض طقوساً تلمودية.
وقدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية عدد المقتحمين بـ300 مستوطن. واستنكرت ما تعرض له المسجد الأقصى «من تدنيس واسع لساحاته، وأداء طقوس تلمودية به، بحجة الأعياد اليهودية».
وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب، في بيان أن «هذه الاقتحامات تستهدف استقلالية المسجد الأقصى خاصة في ظل ممارسات أصبحت تتجاوز الانتهاكات اليومية الاستفزازية، إلى انتهاكات ممنهجة، ومدروسة بغية السيطرة عليه، وتهويده». وأضاف أن «الحملة الإسرائيلية القديمة الجديدة القائمة على تزوير الحقائق وفرض سياسة الأمر الواقع؛ لشاهد على العنصرية البغيضة التي يمارسها المستوطنون على المقدسات». وشدد على أن ما يجري تجاه المقدسات والمواقع الإسلامية يتطلب دوراً عربياً وإسلامياً استثنائياً للتحرك العاجل من أجل حماية المسجد الأقصى وباقي المقدسات.
وجاء الاقتحام استجابة لدعوات منظمات «الهيكل». وقبل ليلة واحدة توافد آلاف من اليهود إلى حائط البراق المسمى لدى اليهود حائط المبكى وهو الجدار الغربي للمسجد الأقصى، لأداء صلواتهم لمناسبة عيد «الغفران» اليهودي، وذلك وسط إجراءات مشددة قيدت حرية التنقل لسكان القدس.
وبدأ عيد الغفران اليهودي مساء أمس الثلاثاء ويستمر حتى مساء الأربعاء، ويعده اليهود أقدس يوم في الأعياد والشعائر الدينية اليهودية. ويستمر صوم يوم الغفران نحو 26 ساعة.
وفي هذا اليوم تتوقف جميع وسائل الإعلام سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية عن البث في إسرائيل، كما تتوقف حركة المواصلات العامة والخاصة، ويتوقف العمل في جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية والخدمات العامة باستثناء خدمات الإسعاف والنجدة والأمن.
وفرض الجيش الإسرائيلي منذ أمس، طوقاً أمنياً شاملاً على الضفة الغربية، وأغلق المعابر مع قطاع غزة. وقال الجيش إنه «لن يُسمح خلال هذه الفترة إلا للحالات الإنسانية والطبية فقط بدخول إسرائيل، وذلك بعد الحصول على تصريح خاص من مكتب منسق أعمال الحكومة في المناطق».
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها أكملت استعداداتها ليوم الغفران (عيد الكيبور). ونشرت قواتها ودوريات الحدود وقوات التعزيز لتأمين المصلين المتوقع وصولهم إلى حائط البراق.
لكن محافظ القدس عدنان غيث حمّل حكومة الاحتلال مسؤولية تفجير الأوضاع في مدينة القدس والساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية برمتها، لتغاضيه عن ممارسات المستوطنين المتطرفين ودعمهم في اقتحاماتهم المتزايدة للمسجد الأقصى المبارك وساحاته، واعتداءات أفراد الأمن الإسرائيلي على سدنة المسجد الأقصى والمصلين المسلمين ومنع الآلاف من أداء عباداتهم في قبلتهم الأولى وتدنيس ساحاته بشكل يومي، في محاولة لفرض أمر واقع يغير من «الاستاتيكو» المعمول به منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967.
وأكد غيث في الذكرى الـ29 لمجزرة المسجد الأقصى التي اقترفتها قوات الاحتلال في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) 1990 وراح ضحيتها 21 شهيداً ومئات الجرحى والمعتقلين، في بيان صدر عنه، أن دائرة الاستهداف والتحديات للمسجد الأقصى المبارك، بات يتعرض لخطر شديد أكثر من أي وقت مضى، وسط الدعم الأميركي المطلق للسياسات الإسرائيلية والتغاضي الأوروبي وحالة الضعف العربية والإسلامية الراهنة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.