المغرب: توقع الإعلان اليوم عن حكومة العثماني الثانية

TT

المغرب: توقع الإعلان اليوم عن حكومة العثماني الثانية

توقعت مصادر موثوقة أن يعين العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم (الأربعاء) حكومة جديدة برئاسة الدكتور سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية.
وكان منتظراً تعيين الحكومة الجديدة أمس (الثلاثاء)، بيد أنه جرى إرجاء ذلك إلى اليوم.
وأضافت المصادر ذاتها أن العاهل المغربي سيترأس اليوم أيضاً مجلساً وزارياً، يحضره أعضاء الحكومة الجدد، للمصادقة على التوجهات العامة لموازنة 2020. وتشير التوقعات إلى أن الهيكلة الجديدة لحكومة العثماني الثانية ستضم أقل من 25 وزيراً، بدلاً من 39 وزيراً في حكومة العثماني الأولى، حيث ستعرف الهندسة الحكومية تغييرات جذرية، من شأنها أن تنعكس إيجاباً على الأداء الحكومي، والرفع من وتيرة الإنجاز وتنزيل الإصلاحات المطلوبة. من جهة أخرى، قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن التحضير لمشروع قانون مالية (الموازنة) 2020 يأتي في سياق دولي يعرف «تحديات اقتصادية متنامية».
وأضاف الخلفي، المرشح لمغادرة الحكومة، في لقاء صحافي عقب اجتماع استثنائي لمجلس الحكومة أمس، أن وزير الاقتصاد والمالية محمد بنشعبون أكد في عرض حول الإجراءات التحضيرية لإعداد مشروع قانون المالية للسنة المالية 2020، أن سياق الإعداد للمشروع يأتي «في ظل توترات يعرفها عدد من المناطق العالمية، وفي ظل تباطؤ النمو الاقتصادي على مستوى المحيط الأوروبي، والمؤشرات المرتبطة بقانون المالية 2020».
وأوضح وزير الاقتصاد والمالية أن عملية التحضير لمشروع قانون مالية السنة المقبلة استندت إلى إطار مرجعي، تمثل في «الخطابين الملكيين الساميين لعيد العرش وثورة الملك والشعب، والبرنامج الحكومي والمذكرة التوجيهية التي وجهها رئيس الحكومة للقطاعات الحكومية المعنية بإعداد المشروع».
وأبرز الخلفي أن عقد الحكومة اجتماعاً استثنائياً لتتبع الإجراءات، ومناقشة المؤشرات والتوجهات، يدل على أنها «عازمة على أن تحترم الآجال الدستورية المنصوص عليها، وسيتم وضع مشروع قانون المالية يوم 20 أكتوبر (تشرين الأول) في البرلمان، ولن يكون هناك أي ارتباك».
وعدّ الخلفي أن هذه المسألة تمثل «إشارة لطمأنة جميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين بالبلاد»، عادّاً أن الحكومة عازمة على أن يكون مشروع قانون المالية 2020 منسجماً مع التوجهات الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلبها المرحلة.
وأفاد الخلفي بأن رئيس الحكومة أكد في كلمته خلال الاجتماع الاستثنائي للمجلس، أن ما دعا لاستعجال عقد اجتماع مجلس الحكومة الأسبوعي أمس هو أن تكون الحكومة جاهزة لأي مجلس وزاري للمصادقة على التوجهات العامة لقانون مالية 2020، تبعاً للفصل «49» من الدستور. بدوره، أشار العثماني إلى أن انعقاد المجلس الحكومي يأتي بعد الإعلان عن تصنيف مؤسسة «ستاندارد آند بورز» الدولية، والتي حسنت تصنيف الأفق الاقتصادي للمغرب من أفق سلبي في السنة الماضية، إلى أفق مستقر هذه السنة، وهو ما يشكل عنصر دعم وتعزيز للثقة في الاقتصاد الوطني.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.