تتابع إيران عن كثب الاحتجاجات الدامية في العراق منذ اندلاعها الأسبوع الماضي، إذ تنظر إليها على أنها مؤامرة تهدف إلى تقويض العلاقات بين البلدين.
وأسفرت الاحتجاجات التي اندلعت في العراق قبل أسبوع عن مقتل أكثر من مائة شخص، غالبيتهم من المتظاهرين، وجرح أكثر من ستة آلاف آخرين، حسب حصيلة رسمية. وقُتل الغالبية بالرصاص.
وبدأت المظاهرات (الثلاثاء) الماضي مع دعوات لوضع حد للفساد والبطالة، لكنها تطورت لتتحول إلى المطالبة باستقالة الحكومة وإصلاح النظام السياسي.
ومنذ ذلك الحين، أطلق مسؤولون إيرانيون سلسلة مواقف يتهمون فيها أعداء إيران بأنهم خلف الاضطرابات في العراق.
ونقل حساب المرشد الإيراني علي خامنئي على «تويتر» عنه قوله: «الأعداء يسعون للتفرقة بين (العراق وإيران)، لكنهم عجزوا ولن يكون لمؤامرتهم أثر». وأضاف: «إيران والعراق شعبان ترتبط قلوبهما وأرواحهما وسوف يزداد هذا الارتباط قوة يوماً بعد يوم».
وأكدت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية الرسمية، أن تصريح المرشد يأتي تعليقاً على الأحداث الأخيرة في العراق.
وكتبت الوكالة أن المظاهرات «غير المسبوقة» في المدن العراقية تُظهر أن «بعض القوى الداخلية والخارجية في المنطقة» قلقة بدرجة كبيرة من «التقارب والتعاون» بين بغداد وطهران ودمشق.
وتم إحراق عدد من مقرات الأحزاب في جنوب العراق، بينها أحزاب موالية لإيران. وتمّ تداول أشرطة فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها متظاهرون يهتفون «العراق حرة حرة، إيران برّا برّا». ويتبادل سياسيون عراقيون اتهامات أحياناً بالتبعية للخارج، لا سيما لإيران والولايات المتحدة.
وافتتح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أمس (الاثنين)، بتصريح عن الأحداث في العراق. وقال إن هناك «مضمري سوء يريدون تخريب أي انفراج بيننا وبين دول مجاورة».
ودعا ربيعي «الشعب العراقي العظيم إلى ممارسة المزيد من ضبط النفس والبحث عن حلول ديمقراطية وقانونية لتلبية مطالبهم». وتابع: «الجمهورية الإيرانية، كما هي الحال دائماً، مستعدة للوقوف مع الإخوة والأخوات العراقيين وتقديم أي مساعدة لهم».
وأعادت إيران (الاثنين) فتح معبر «خسروي» الحدودي مع العراق بعدما أُغلق الأسبوع الماضي مع تصاعد حدة المظاهرات في العراق.
وتوجد علاقات وثيقة بين إيران والعراق لكنها معقّدة، وتتمتع طهران بنفوذ كبير بين مجموعات سياسية شيعية في العراق.
وخاض البلدان حرباً دامية بين عامي 1980 و1988، وتنامى النفوذ الإيراني في العراق بعد الغزو الأميركي في عام 2003 وسقوط نظام صدام حسين.
إيران ترى مظاهرات العراق «مؤامرة» لتقويض العلاقة بين البلدين
إيران ترى مظاهرات العراق «مؤامرة» لتقويض العلاقة بين البلدين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة