العراق: «ذعر سياسي» من «تغيير النظام»

بعد شعورها بأن مطالبات المحتجين تتجاوز تحسين الخدمات وإيجاد فرص العمل ومحاربة الفساد؛ إلى تغيير النظام، بات الذعر يهيمن على القوى السياسية العراقية؛ سواء المعارضة للحكومة (مثل «تيار الحكمة») أو الموالية لها (مثل «كتلة الفتح»)، وحتى تلك التي تسعى لترك مسافة من عدم الرضا؛ وبينها تحالف «سائرون» الذي يدعمه مقتدى الصدر.
ويؤكد قيادي في تحالف «سائرون»، طلب عدم نشر اسمه، أن «الاحتجاجات هدفها إسقاط النظام وليس إصلاحه كما هو معلن». وأضاف: «جميع القوى السياسية تشعر بالقلق؛ خصوصاً أن الاحتجاجات تتركز في بغداد والمحافظات الشيعية». وقال إن «العملية السياسية فقدت شرعيتها في نظر أغلب الأوساط الشعبية».
وساد هدوء نسبي شوارع بغداد نهار أمس، قبل أن تعلن مصادر سقوط 8 قتلى و25 جريحاً على الأقل في تجدد للاشتباكات بين المحتجين والشرطة في مدينة الصدر، مساء أمس، بحسب وكالة {رويترز}. وقالت الشرطة إن قوات الأمن التي يدعمها الجيش، {أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود في منطقتين بمدينة الصدر}.
وقبل هذه المواجهات، أعلنت وزارة الداخلية سقوط 104 قتلى وأكثر من 6 آلاف جريح خلال الاحتجاجات في بغداد ومحافظات جنوبية منذ الثلاثاء الماضي.
إلى ذلك؛ استنكر «مركز ميترو» للدفاع عن حقوق الصحافيين، اقتحام مقار عدد من القنوات الفضائية وإيقاف بثّ أخرى؛ بما فيها «العربية الحدث».
وقال مدير المركز: «هنالك حملة تستهدف القنوات الناقلة للحقيقة». وحول اتهام مسلحين مجهولين باقتحام مقرات القنوات، قال غريب: «حتى لو لم تكن قوات حكومية، فإنها مدفوعة من الحكومة لممارسة العنف بقرار حكومي غير رسمي».
ويتداول الشارع العراقي معلومات عن أن الملثمين الذين اقتحموا مكاتب القنوات الفضائية وحطموا أجهزة البثّ «ميليشيات إيرانية». بينما أكدت مصادر أن قناصة يتموضعون فوق أسطح مبانٍ على جانبي شارع يسلكه عادة المحتجون.

المزيد...