الحكومة اللبنانية تحتوي الإضرابات

انتشار أمني كثيف لمواجهة احتجاجات في وسط بيروت

متظاهرون يحاولون تجاوز الحواجز الأمنية أمام مقر الحكومة وسط بيروت العاصمة (أ.ف.ب)
متظاهرون يحاولون تجاوز الحواجز الأمنية أمام مقر الحكومة وسط بيروت العاصمة (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اللبنانية تحتوي الإضرابات

متظاهرون يحاولون تجاوز الحواجز الأمنية أمام مقر الحكومة وسط بيروت العاصمة (أ.ف.ب)
متظاهرون يحاولون تجاوز الحواجز الأمنية أمام مقر الحكومة وسط بيروت العاصمة (أ.ف.ب)

احتوت الحكومة اللبنانية، أمس، الإضرابات التي كانت مقررة اليوم (الاثنين)، على خلفية أزمة توفير العملة الصعبة لاستيراد السلع الأساسية، لكنها لم تنهِ الحركة الاحتجاجية التي تمثلت بمظاهرات محدودة نزلت إلى وسط بيروت أمس، واتسعت إلى بعض المناطق، وسط انتشار أمني واسع في العاصمة.
وأعلنت نقابتا أصحاب محطات بيع المحروقات برئاسة سامي البراكس، وأصحاب الصهاريج برئاسة إبراهيم سرعيني، وممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا، في مؤتمر صحافي عقد أمس، أن اليوم «الاثنين هو يوم عمل عادي»، وأكدوا «وحدة كلمة القطاع»، مؤيدين موقف الشركات المستوردة للنفط.
وشكر البراكس رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون، ومجلس النواب نبيه بري، ومجلس الوزراء سعد الحريري، لعملهم من أجل «الوصول إلى حل»، وقال إن «الشركات المستوردة (للنفط) ستستمر بإصدار الفواتير بالدولار، ولكنها ستقبض ثمنها بالليرة. وهنا، لا بد من أن نوضح أن قبولنا بهذا الحل يشترط احترام جعالة أصحاب المحطات الواردة في جدول تركيب الأسعار عند تحويل سعر المبيع المحدد في هذا الجدول من الليرة إلى الدولار لإصدار الفواتير، أي أن يكون سعر الصرف هو عينه الذي تعتمده الشركات عند قبضها ثمن البضاعة بالليرة عوض الدولار».
وكانت الشركات المستوردة للنفط والغاز في لبنان قد أعلنت أنها تلقت، إثر الاجتماعات والاتصالات الحثيثة والمكثفة خلال الفترة الأخيرة، تعهداً من رئيس الحكومة مساء السبت بأن المصارف ستصرف لها «إيداعات الليرات اللبنانية إلى الدولار بسعر القطع الرسمي المحدد من قبل مصرف لبنان، وفي جدول تركيب الأسعار الصادر عن وزارة الطاقة لكامل مبيعات الشركات العائدة للمخزون الموجود لديها كما، وللبضاعة المحملة على البواخر قبل تاريخ صدور القرار الوسيط عن مصرف لبنان بتاريخ 30 سبتمبر (أيلول) 2019».
وفيما تم احتواء إضراب موزعي المحروقات اليوم، توافد عشرات اللبنانيين إلى ساحة الشهداء للمشاركة في اعتصام، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية في لبنان، رافعين لافتات تدعو إلى محاسبة الحكومة، وسط انتشار واسع للقوى الأمنية ومخابرات الجيش ومكافحة الشغب، التي عززت وجودها على مداخل السراي الحكومي ومجلس النواب، مستقدمة تعزيزات إضافية.
وكانت المظاهرة الاحتجاجية التي دعت إليها مبادرة «وعي» في ساحة الشهداء، وسط بيروت، قد انطلقت صباحاً «احتجاجاً على الأوضاع السيئة التي وصل إليها البلد». ورفع المتظاهرون لافتات كتب فيها أنهم يتظاهرون «ضد النظام السياسي الطائفي الفاسد»، مطالبين بـ«دولة عدالة اجتماعية وحريات عامة» وبـ«تعزيز حرية الرأي والتعبير، بدلاً من سياسات كم الأفواه».
وتمددت الاحتجاجات المحدودة إلى المناطق، إذ أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن المعتصمين توافدوا إلى ساحة النور في طرابلس، احتجاجاً على تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي، رافعين لافتات تندد بسياسة السلطة الحاكمة، وتطالب بتسهيل الهجرة، خصوصاً إلى كندا. ونفذ محتجون على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية اعتصاماً في ساحة سراي بعلبك، في شرق لبنان.
إلى ذلك، دعا ممثلو المحافظات والأقضية في حراك العسكريين المتقاعدين إلى اعتصام الأربعاء المقبل «رفضاً لسياسة الحكومة الجائرة، التي تسببت بأزمة معيشية خانقة للمواطنين، وتحذيراً من تأخر وزير المالية بتوقيع ودفع مستحقات نهاية الخدمة للمسرَّحين الجدد، والمساعدات المدرسية، وعدم دفع المساعدات المرضيَّة، وعدم تحسين الطبابة العسكرية، رغم حسم 1.5 في المائة من رواتب العسكريين بهذه الذرائع».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.